حتى اللحظة ما زال البعض يتشكك فى ثورة 25 يناير،والبعض الآخر يخشى الحديث بصراحة حول ملابسات ثورة 25 يناير،وهل كانت الثورة ثورة شعب ساندها الجيش المصرى أم كان انقلابا عسكريا سانده الشعب؟؟،وهل كانت الثورة المصرية تهدف إلى إسقاط شخص الرئيس مبارك رغم الهتافات التى تم ترديدها "الشعب يريد إسقاط النظام" فما هو المقصود بالنظام ؟ هل مقصود به شخص الحاكم الذى كان بالفعل هو المتحكم فى دفة الأمور،وكلنا يعلم الجملة الشهيرة التى كان يقولها الوزراء فى أى لقاء مع الرئيس المتهم "حسنى مبارك" كله حسب توجيهات سيادتك" وفى حالة عدم وجود (سيادته).. كانوا أيضا يقولون : "حسب توجيهات السيد الرئيس" وفى كلمة قالها "يوسف والى" أقوى رجل فى نظام مبارك منذ سنوات لقناة الجزيرة القطرية: "إحنا سكرتارية لدى الرئيس مبارك" ولم يكن أحد فى نظام مبارك يستطيع أن يقول كلمة يسبقها حرف "لا" حتى لو قال: "لا للتزوير" باعتبار أن التزوير فى عهد مبارك كان هو القانون،وجاء يوم 25 يناير،والتاريخ هنا ليس اعتباطا ولا من قبيل الصدفة ووافق عليه من وافق وعارضه من عارضه..لكن سيظل السؤال الذى يطرح نفسه هل الذين دعوا إلى يوم 25 يناير كانوا بالفعل يريدون إسقاط "مبارك" ونظامه أم كانوا يريدون فقط عزل وزير الداخلية ومحاكمته؟ أقول: وبملئ الفيه أن يوم 25 يناير كان فقط من أجل عزل "حبيب العادلى" ومحاكمته لولا أن الله هدى البعض لتطوير فاعليات اليوم ليتحول من إسقاط وعزل وزير سيادى فى نظام مبارك إلى إسقاط رمز النظام وهو "حسنى مبارك" وكان الغباء المسيطر على النظام هو المساعد الأول لاستكمال الثورة،ولأن ثورة 25 يناير لم يكن لها قيادة وهذا من أهم عيوبها وليس كما يقول البعض إن عدم وجود قيادة للثورة كان أحد أهم أسباب نجاحها فالقيادة فى أى عمل هى عنوان النجاح أو الفشل ولا أقصد بالقيادة هنا شخص واحد أو حزب أو جماعة إنما أقصد بالقيادة مجموعة كان يجب الاتفاق عليها فى خضم الثورة وهذا مالم يحدث حتى كتابة تلك السطور،وأصبح الإعلام المصرى كل يوم يخرج علينا بقيادة كل يدّعى أنه قائد الثورة بل هناك أناس أصبحوا وزراء فى الحكومة كانوا ضد الثورة وهنا أطرح سؤالا ربما لم يطرح من قبل: :ماذا لو تأخرت ثورة 25 يناير إلى نهاية فترة الرئيس السابق "حسنى مبارك" التى كانت ستنتهى أواخر هذا العام هل كان الجيش المصرى سيقبل بشخص مثل "جمال مبارك" ليكون رئيسا لمصر وهو الذى لم يؤد حتى الخدمة العسكرية أم أن هذا السيناريو الذى حدث عقب الثورة - المحاكمات - كان مخططا له من قبل بغض النظر عن أسرار "ويكيليكس" التى نشرت ما يفيد أن الجيش كان موافق على توريث الحكم لـ "جمال مبارك" سأبتعد قليلا عن ما سبق ذكره من عصف للذهن أوصلنى إلى تلك الأسئلة السابق ذكرها لأنتقل إلى سؤال المقال وهو : "ماذا لو صدر حكم ببراءة الرئيس السابق "حسنى مبارك" فمن يا ترى يكون السبب؟ هل السبب هو الاستعجال فى بدء محاكمة "مبارك" الذى طالبت به المليونيات التى خرجت،وهل كان هدف المليونيات هو أن يرى الناس "مبارك" فى قفص الاتهام،ثم من الذى زج باسم المشير "محمد حسين طنطاوى" ليكون شاهدا فى قضية "مبارك" هل كان هذا الطلب بالاتفاق؟ أم أن الفضائيات الإعلامية وبث بعض جلسات المحاكمة على الهواء كان دافعا للبعض بأن يتصدر المشهد الإعلامى ليس أكثر،هل الذين طالبو بسرعة محاكمة "مبارك" هل كانوا يتصورن أن ملائكة من السماء هى التى ستعقد المحاكمة أم أنهم يريدون إثبات موقف؟؟؟،بمفهومى المتواضع طالما أننى ارتضيت حكما حسبت أنه عادلا فيجب على أن أقبل بما يحكم وإلا لماذا لجأت إليه،وينطبق الأمر على من طلبته شاهدا،والشهادة فى علم القانون هى إخبار الشاهد أمام المحكمة بواقعة حدثت من غيره أمامه،وهذه الشهادة تحتمل الصدق والكذب طالما أنها إخبار بواقعة..لكن احتمال الصدق يكون فيها أقوى لأن الشاهد يقسم بصحة ما يشهد له أو عليه،وتقدير القاضى هو الذى سيتم فى نهاية المطاف وللشهادة أنواع لا مجال لذكرها الآن..لكنى أردت أن أدلل على أن الذين طالبوا بشهادة المشير هم محاموا المدّعون بالحق المدنى وليس الذين يدافعون عن "مبارك"،وهل نسينا يوم أن كنا نهتف فى كل ميادين مصر: "يا مبارك يا مبارك الطيارة فى انتظارك" هذا يعنى أننا كنا نريد خروج مبارك من مصر ثم نبحث عن محاكمته حيث اختلطت الهتافات بين الطيارة فى انتظارك وأيضا المحاكمة فى انتظارك أو السعودية فى انتظارك باعتبار أن السعودية لجأ إليها الرئيس التونسى المخلوع،لذا علينا أن نجلس مع أنفسنا قليلا لنتدارس أهم الأسباب التى أدت إلى تراجع بريق الثورة واضعين فى الاعتبار عامة الشعب (اللحوح) ونسأل أنفسنا هل المشتغلون بالعمل العام وتحديدا الذين حملوا على عاتقهم قيام الثورة هل يتحملون جزء من التخبط الذى نحن فيه أم أننا فقط بارعون فى إلقاء اللوم على غيرنا دائما؟،هناك فرق شاسع بين الـ (18) يوما من 25 يناير وحتى 11 فبراير وبين ما تلاها من أيام حتى اللحظة فلا وجه للمقارنة بين الذين كانوا على قلب رجل واحد وبين هذه الكيانات والتكتلات التى نرى،وكل يقول أنه الثورة وانقسم القوم على جماعتين .. جماعة (الدستور أولا) وجماعة (الانتخابات أولا) وبين هاتين الجماعتين هناك جماعة ترقب الموقف من فوق وربما تعمل على تغزية كل فريق للتمسك بموقفه ونسى الجميع أننا أمام مرحلة جديدة مطلوب فيها الصبر والذكاء،ولا شك أن طرفا من الأطراف كان لديه الكثير من الصبر والذكاء وتعامل مع الجميع بهاتين الصفتين وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يتمتع بالتكتيك والتخطيط فهذا من صميم عمله -فضلا عن أنه أى المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتمتع بوطنية وبحب الشعب لأنه من عائلة القوات المسلحة- بينما انشغل الآخرون بخلافاتهم اللاجوهرية،ولو استمر الوضع على هذا الحال فلا أملك إلا أن أقول متضرعا إلى الله فى علاه: "اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،اللهم احفظ مصر من كيد الكائدين،ومن غباء المتنطعين - ولا يسألنى أحد عن من هم المتنطعون؟ - اللهم لا توردنا موارد التهلكة إنك على ما تشاء قدير يا رب العالمين،اللهم يا رب المصريين المسلمين منهم والمسيحيين،ويارب المؤيدين والمعارضين،ويارب الإخوان والسلفيين،ويارب الليبراليين والعلمانيين،ويا رب الإعلاميين والفضائيين،ويارب الجماعات والأحزاب والائتلافات،ويارب الفلول،اللهم يارب المشير والوزير،ويارب المحامين والقضاة،اللهم يا رب المرشحين والناخبين،ويارب المرشحين المحتملين للرئاسة والبرلمان،اللهم يارب حكام العرب والمسلمين الصالحين منهم والطالحين نسألك بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تحفظ مصر وتجعلها سخاء رخاء وسائر بلاد العرب والمسلمين وأن تحفظ ثورة مصر من المضادين والمتحولين،والطامعين فى السلطة الذين هم سيكونون سببا فى ضياعها
|
|
3 التعليقات:
اللهم آمين
اللــهم آمين
يارب العالمين
موضوع مهم ومثير للقراءه بالتوفيق دائما ومنتظرين الجديد
www.almanarheg.com
إرسال تعليق