يوجد فى مصر وفى المجتمعات التى يغلب عليها طابع العشوائية حزب واسع الانتشار اسمه حزب "الإحباط والتحبيط" وهذا هو الحزب الوحيد الذى تم إنشاءه دون الرجوع إلى لجنة الأحزاب،وأعضاء هذا الحزب منتشرون فى كل بيت وحارة وشارع وعزبة وقرية ومدينة ومحافظة،ووظيفة هذا الحزب هو انتقاد العاملين فى الحقل السياسى،ولا شغل له إلا انتقاد الشباب الذى يسعى للتغيير كل حسب طاقته وفهمه للعمل السياسى،وليت الذين ينتقدون يكون لديهم حسن النية حتى لو حاول بعضهم أن يتظاهر بهذا الوجه وأقل كلمة يقولها إذا دعوته إلى فاعلية سياسية يقول لك وبمنتهى السذاجة هى المظاهرات عملت إيه ويسفه فى هذا العمل أو ذاك وإذا سألته كم مظاهرة شاركت فيها يقول لك ممكن مرة أو مرتين وقد يكون هذا لم يحدث،مثل هؤلاء لا يعنيهم أمر المواطن المصرى طالما هو يعيش "ومقضى أيامه" بالطول والعرض بغض النظر،ولا يهمه أيضا أمر الذين يدفعون من حرياتهم الشخصية الذين كسروا حاجز الخوف عند كثير من المصريين والعرب،ولولم تكن إيجابية واحدة إلا حاجز كسر الخوف لكفت،وأغلب هؤلاء ينافقون النظام من حيث لا يدروا وكثير منهم حاصل على كارنيه الحزب الوطنى وهذا حقه أن يكون منضما لأحد الأحزاب حتى لو كان الحزب الحاكم،بل سأحترم هذا الرجل لو رأيته يحمل صورة رئيس حزبه ويهتف بحياته،لكن عندما تواجه أحد هؤلاء يقول لك أنا لقيت اسمى فى كشوف الحزب وقد أستخرج لى الحزب الوطنى كارنيه دون أن أعلم وكأن الحزب الوطنى فى حاجة إلى صاحب السعادة الفلانى أو العلانى هذا الانفصام فى الشخصية المصرية أحد أهم أسباب الفشل السياسى فى مصر،وربما يكون أمثال هؤلاء لديهم العذر نتيجة خوف من المجهول،المشكلة أن هذا الحزب (حزب الإحباط) دائم الشكوى من كل شئ حوله،ولا يعجبه شئ ولا يريد أن يسكت،لكن يريد أن يجعل الجميع مثله محلك سر،وأخطر ما فى الموضوع أنك تجد شخصا يعارض شخصا مثله لأن أسلوبه فى الكتابة مثلا لا يعجبه أو طريقة ملبسه لا تروق له وقد يكون هو نفسه يقع فى أخطاء أشد منها،لكن يبدو أنه فى سبيل تعويق الحركة-أىحركة- نجد حزب الإحباط يعمل ليل نهار ولا يكل من أجل زرع اليأس لدى شباب مصر الطموح للإصلاح والتغيير،وبدلا من أن يكون بديلا لمن لا يعجبه شكله أو منظره أو طريقة تفكيره نجده يتقول على الناس الأقاويل،هؤلاء وأمثالهم ربما يخرجون من الحياة ولا يعرف أحد متى ولدوا ومتى رحلوا ومثلهم كمثل ذبابة وقفت على قمة الشجرة وعندما همت الذبابة أن تترك مكانها نادت على الشجرة أن تماسكى حيث أطير من مكانى فكان رد الشجرة مفحما وهل شعرت بك حينما وقفت على إحدى وريقات فروعى حتى أشعر بك وأنت تتركينه،أكرر وأقول ألتمس لهؤلاء العذر لأن الكثير منهم لم يتعود على العمل العام،ولم يحاول،بل بعضهم إذا انخرط إلى العمل العام،وبخاصة إذا كان يتسم بمعارضة النظام الحاكم فى أى دولة كان يتصور الموضوع أنه وجاهة،وبمجرد أن يرى من حوله وقد أوذى بسبب عمله السياسى تجده بدأ يتراجع خطوة خطوة،ولو تركته يتحدث ربما يخرج ما لديه من مخزون كان يحتفظ به فى عالم ما وراء الحجب.ولا عيب أن فى هؤلاء إنما العيب فى طريقة تفكيرهم الانفصامية ليتهم يتعلموا الإيجابية وينخرطوا فى العمل السياسى ويحذف من قاموسه المصطلحات التى يروجها الحزب الحاكم على معارضيه بطريقة أو بأخرى وإلا فليسكت والصمت فى تلك الحالة من ذهب عيار 24،وأنا هنا لا أقصد شخصا بعينه،لكن انتشار هذا الحزب بطريقة مخيفة يجب أن نواجهه الحجة بالحجة،ولا نفقد فيه الأمل ولنذكرهم بقول الرسول الكريم "لا تكن إمعة"وإذا كان أحدهم لا يعرف معنى الإمعة فليتصل بإحدى القنوات الدينية وسيجد الإجابة .
|
|
1 التعليقات:
للأسف أنا من هذا الحزب و لكنى سوف أحاول أن أغير نفسى إن شاء الله
إرسال تعليق