مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

السبت، 28 سبتمبر 2013

0 ميكافيلية الأحزاب المسماة بالإسلامية

 كتب: أبوالمعالى فائق    
   
      الأحزاب المسماة بالإسلامية حاولت أن تظهر نفسها فى لحظة ما بأنها أحزاب مثالية،وأنا حينما أتحدث عن الأحزاب "الإسلامية" فلأنها هى المعنية بالوضع الراهن الآن وكنت أحد أعضائها فى حزب العمل،وحزب العمل الجديد الذى يسعى الآن لتغيير اسمه أيضا نتيجة ’الميكافيلية"،وبعد ثورة 25 يناير تلاشت كل المثاليات،وأصبحت نظرية الغاية تبرر الوسيلة هى المنهج الذى تسير عليه تلك الأحزاب أو بمعنى أدق أنها تعاملت كباقى الأحزاب الأخرى فى كل شئ من السلبيات،ولم يميزها عن باقى الأحزاب إلا تلك العناوين  الرنانة ذات الطابع الإسلامى على صحفهم وفى خطبهم النارية التى يدغدغون بها عواطف أنصارهم من الشباب حسن النية وهم فى الواقع لا يطبقون أخلاق الإسلام العادية فيما بينهم،ولا أقول الأخلاق ذات الطابع الإيثارى (من الإيثار) التى تعد قمة الخلق الإسلامى والأدلة كثيرة على ذلك،وظهرت كل تلك المثالب فى بداية انتخابات مجلس الشعب الذى كان من المفترض أن يكون مجلس الثورة فإذا به مجلس استعراض العضلات أمام الشاشات من الإسلاميين وغير الإسلاميين،وكانت التحالفات الانتخابية لا تحكمها أى قيم،وكانت المصلحة الحزبية أو الشخصية هى الغالبة وأنا هنا أتحدث من واقع أنا مررت وتعاملت معه بنفسى،فكانت الأحزاب الإسلامية تريد أن تحصل على المقاعد "البرلمانية" على حساب جماهيرية الإخوان،وهى نفس الأحزاب التى كانت تلعن الإخوان وحزبها الحرية والعدالة فى غرفها المغلقة لأن الحزب لم يضع "فلانا" على رأس القائمة،ولم يضع "علانا" على رأس قائمة أخرى ولم يأخذ العدد الذى حدده هذا الحزب أو ذاك،وفى المقابل كانت جماعة الإخوان تضع على رأس بعض قوائمها بعض الشخصيات الأخرى التى لا تمت للتيار الإسلامى بأى صلة لا من قريب أو بعيد اللهم إلا صلة المصالح حتى لا يقال أن الإخوان "يكوّشون" على كل المقاعد،وكانت تلك القاعدة أيضا فى انتخابات مجلس الشورى الذى كنا جميعا نرفضه لكن حينما كانت المصلحة الحزبية هى الغالبة أصبح مجلس الشورى ضرورة ملحة،وبعض الذين تم تعينهم وأنا أعرفهم معرفة شخصية كانوا دائما ينادون بضرورة إلغاء مجلس الشورى.
     وكل الحكومات التى تعاقبت على مصر لم تخشى على نفسها إلا من جماعة "الإخوان المسلمون" لأنها تعلم أنها جماعة منظمة،وأن الأحزاب الأخرى أحزاب ورقية،وهنا لا بد أن أؤكد على أن قرار حل جماعة الإخوان سيسعد كل الأحزاب عامة والأحزاب الإسلامية خاصة حتى يخلو لهم الجو وأيضا سيفشلون فى حين أن المستفيد الحقيقى من هذا الحل هى جماعة الإخوان التى لم تكّون جماهيريتها إلا فى ظل الحظر والمنع والتقييد،ولقد منيت الجماعة بأكبر انتكاسة فى تاريخها بعد أن أصبح لها كيان شرعى متمثلا فى جناحها السياسى وهو حزب الحرية والعدالة الذى أصابه مرض الأحزاب الأخرى فضلا عن الظهور المتكرر فى الإعلام لقيادات الإخوان فبدوا وكأنهم متناقضون وأصبح الجميع فى الهواء سواء وكل حسب خطأه،وهذا الكلام لا نقوله اليوم بل قلته قبل الانتخابات الرئاسية منتقدا التيارات الإسلامية السياسية فى مقال بعنوان: "الإسلاميون قرروا إفساد وازدراء انتخابات الرئاسة فى مصر"  بعد الهوس والتهافت على الترشحات للانتخابات الرئاسية سواء المؤكد منها أو المحتمل فهناك شخصيات كانت تريد أن تترشح للرئاسة ولمّا علمت أو أحست أن  إمكانياتها لا تؤهلها لخوض انتخابات الرئاسة تخلت عن الفكرة لإعطاء الفرصة للآخرين.
     كل ما سبق هو أحد الأسباب الرئيسية لما نحن فيه الآن من حالة ارتباك سياسى أصابت الجميع وبقوة وكثرت الأسئلة واختلفت الإجابات وكل يدّعى أنه صاحب حق،وسنن الكون تؤكد أن صاحب الحق قد يضيعه بنفسه إذ لم يكن قويا وذكيا ومخلصا،وكل الأحداث أثبت عكس كل التوقعات بغض النظر عما تسفر عنه كل التطورات  الجارية على أرض مصر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق