مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

3 مقدمة كتاب "حوار وراء الأسوار" مهمة جدا للشباب والشيوخ

      فبل 12 سنة من وقاته ألف الأستاذ "جلال الدين الحمامصى" - 1913 - 1988 - كتابه "حوار وراء الأسوار" الذى يحكى فيه تجربته فى السجن،وقد فهرسه على ثلاثة أقسام  غير مقدمته،ومقدمة الأستاذ عبدالرحيم فودة الذى كان زميلا مع المؤلف فى معتقل الزيتون عام 1943 وقد أهدى المؤلف كتابه إلى "الضابط الأسمر زميل المعتقل" وهذا الضابط له قصة جميلة مع المعتقلين،الحقيقية الكتاب شيق جيدا وربما من يقرأ مقدمة هذا الكتاب يكتشف بعد نظر الأستاذ "جلال الدين الحمامصى" صاحب عمود "دخان فى الهواء" الذى اشتهر به يوم أن كان رئيسا لتحرير جريدة الأخبار، وإليكم المقدمة.

**********
*********
********
*******


 مقدمة الكتاب

     هذا الكتاب ليس تاريخا.ولا أحب أن يقرأ على أنه استعرلض تاريخى لفترة طويلة من حياتنا.ولكن يمكن القول بأنه عرض سريع - وأكرر كلمة سريع - لزاوية تاريخية هامة عشتها بنفسى،وساهمت فى بعض جوانبها بجهد صحفى أحيانا وسياسى أحيانا أخرى،أو بهما معا.وكل الوقائع التى وردت فى هذا الكتاب موكدة،إما لأنى ساهمت فيها.وإما لأنى حققتها تحقيقا دقيقا التزمت فيه بالواقعية والأمانة.

     والزاوية التى ركزت عليها فى هذا الكتاب بصفة عامة هى نزاهة الحكم.وحرية الرأى،وفاعليتهما فى نجاح النظام أو فشله.وإذا كان بعض الناس يعتبرون هذه الزاوية جانبية،ويرون أنها لا تؤثر على تكوين الهيكل الهندسى لنظام الحكم،فإنى اختلفت معهم فى هذا الرأى،وأؤمن بأنه لا بقاء لنظام لا تكون نزاهة الحكم ومحاسبة المخطئين أو المنحرفين من أكبر الأسس التى يقوم عليها.وكل الثورات العسكرية التى قامت فى القرن العشرين - وما قبل هذا القرن - كانت لمحاربة الفساد أو الرشوة أو الانحراف..ثم لم تلبث أن انغمست فى نفس الأخطاء لتجد نفسها تواجه بثورة أخرى..

     وإذا كانت كل هذه الثورات قد حاولت تغطية فشلها فى تحقيق أهدافها بالالتجاء إلى الأساليب البوليسية وأجهزة المخابرات،وتعذيب خصومها،فإن هذه المحاولات الإرهابية لم تنقذها من مصيرها المحتوم.خاصة بعد اتساع رقعة خصومها بحيث يصبح تغييرها أمرا لا مفر منه.والتاريخ الحديث القريب ملئ بما يؤيد كل هذا الذى أقوله.

     ومما يؤسف له أن مواجهة أخطاء ثورة ما بثورة عسكرية أخرى يؤدى إلى نفس النتائج ونفس المصير..ومن هنا كان لا بد من بحث عن بديل لهذا يجنب الشعوب الاستسلام لنظام لا خبرة للقائمين عليها بالحكم لأن مقومات ذلك غير متوافرة فيهم،كما يجنب الصغيرة منها من الدخول فى تجارب ومغامرات ومناورات تجعلها عرضة للدمار والخراب والضعف والتخلف.
     وهذا الكتاب محاولة للبحث عن هذا البديل..وقد تكون هذه المحاولة غير مستكملة الجوانب.ولكنها من المحاولات التى تدعو إلى السعى ورائها،لنستكمل بها دراسة واجبة تقودنا إلى مستقبل مأمول.

     ولست أدّعى أنى وضعت يدى فى مضمون هذا الكتاب على كل عيوبنا وأخطائنا أو إنجازاتنا أو وضعها على الحلول السليمة التى تصلح للتغلب عليها.وإنما أحس أنى ساهمت فى محاولة فتح الأبواب المغلفة،والدعوة إلى عمل موحد يخرجنا من الظلام الذى عشنا فيه طويلا،إلى النور الذى نتعرف به على أعمالنا،ونتحسس طريقنا إلى الطهارة والحرية والعدل والمساواة.



     إن الكتاب يؤكد ما لمصر من تاريخ كفاح عريق..كما يؤكد أن على الشباب أن يربطوا بين ماضيهم البعيد..وبين حاضرهم الذى يعيشونه،ومستقبلهم القريب.


يناير 1976
جلال الدين الحمامصى

3 التعليقات:

علاء العشرى يقول...

ما اشبه اليوم بالبارحه .مش فرق كبير بين النظام السابق والنظام الحالى .

Unknown يقول...

تقدر يا استاذ توفر لنا لينك للكتاب !!

Unknown يقول...

ممكن لينك الكتاب

إرسال تعليق