مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

2 قصة واقعية بطلها شاب مصرى فى الغربة

     بعد أن عزمت على أن يكون مقالى هذا عن مجازر سوريا التى يرتكبها بشار الأسد بمعاونة "الجمهورية الإسلامية الإيرانية !" وأيضا حزب الله الموالى لها،وسكوت بعض السياسيين العرب على تلك المجازر،وصمت بعض الصحف الحزبية وغير الحزبية عن جرائم "بشار" غيرت اتجاه المقال بسبب هذا الشاب الذى اتصل بى من خارج مصر ليحكى لى قصته وهذا ما حكاه لى الشاب المصرى الذى استأذنته فى أن أكتب قصته لعلها تكون درسا للآباء الذين يحاولون أن يتربصوا بأبنائهم.
     يقول هذا الشاب أنه كان له مشروع مع والده،وكان والده الداعم الرئيسى لهذا المشروع،ولأن هذا الشاب وأسرته يعيش فى بيت ابيه فكان يصرف من إيراد المشروع على البيت،ولأن تلك الأسرة جميعها كانوا يقيمون خارج مصر لفترة طويلة وتعودوا على المصاريف الكثيرة فكانت تلك المصاريف بمثابة عبئ على المشروع،والشاب يعترف أنه لم يكن مقدرا للعملية الإدارية فى بادئ الأمر فتعرض المشروع لهزة مالية جعلت والدى يتهمنى باتهامات أنا منها برئ وأقسم على ذلك وأحسست بنبرة صدقه فى حديثه عبر الهاتف،وأراد والده أن يستأثر بالمشروع لنفسه،وكان عليهم جميعا التزامات فهناك الشيكات والإيصالات الموقعة باسم هذا الشاب،وبدلا من أن يساعده والده فى خروجه من تلك الأزمة حرض عليه أصحاب البضائع ليتقدموا ببلاغات ضده حتى يجبر الابن على تسديد الالتزامات،وقد أكرم الله هذا الشاب بعمل خارج مصر فى مجاله وقام بالفعل بتسديد ما على الشركة من ديون أو التزامات،وبعد كل هذا لم يرضى الوالد على ابنه..بل منعه من دخول المنزل ولم يعطه حتى أغراضه "عفش " الشقة كل هذا والشاب لا يريد أن يواجه أباه مخافة من الله حتى يرضى الله عنه،لكن الوالد تمادى فى ظلمه لابنه فحرمه من الميراث،والشاب الطيب قابل هذا التصرف برضاء تام واعتبر أن ما فى بيت إخوته كأنه هدية منه لهم،وأقسم الشاب أنه لا يحمل أى ضغينة لأحد من أهل بيته،وبعد كل هذا يحاول الابن البار أن يحدث والده هاتفيا فيرقض الوالد أن يرد عليه وإذا حدثه يقول له أنت سرقتنى أنت لك فى البنوك حسابات،وحاول الابن بكل الطرق أن يقنع والده بأنه لا يملك أى شئ وأرسل له بعض اقاربه..لكنه أبى إلا أن يصدق إلا نفسه فاقترحت على الابن أن يقوم بعمل توكيل لأبيه حتى يطمئن فقال فعلت ما هو أكثر من ذلك،وعاجلته بسؤال هل تريد حقك من أبيك،وكانت الإجابة مفاجأة لى أنه لا يريد من والده شيئا فتعجبت منه وقلت له كيف تشكوه ولا تريد منه شيئا فأجابنى إجابة جعلتنى صغيرا أمامه بعد أن ظننت أنه يريد أن يثأر لنفسه من والده فيعامله بالمثل  شأنه شأن بعض الذين يتصرفون تصرفات طائشة..لكن هذا الشاب أجاب إجابة جعلتنى أفتخر به وأطمئن على مصر أن بها شبابا يفكر هكذا تفكير حيث قال والله لا أريد من والدى إلا أن يكلمنى وأكلمه ويحدثنى وأحدثه ويضيف أخشى أن يأتيه أجل الله وهو عنى غير راض.
     يا الله،والله وددت لو أن هذا الشاب أمامى لقبّلت رأسه فمثل هذا الشاب هو ثروة يجب أن نحافظ عليها،وطلب منى هذا الشاب أن أذهب إلى والده أترجاه أو أناقشه فى هذا الأمر عله يرجع عن ظنونه التى فى غير محلها فاقترحت على هذا الشاب أن لا أذهب إليه خوفا من أن يتصور أن ابنه يشنع به أو عليه وأنه يشكوه لمن يعرف ومن لا يعرف،وقلت له كن على ما أنت عليه فى معاملة والدك ولا تقاطعه فى الاتصال مهما بدر منه،واقترحت عليه أن يؤدى عنه العمرة فقال لى لقد عرضت عليه أن يأتى هو ووالدتى لأداء العمرة على حسابى فرفض فقلت له أديها أنت عنه واقتنع بهذا الاقتراح وطلبت منه أن يدعو لى ولوالده بصلاح الحال حيث شعرت من حديثه أنه يريد الآخرة.
     أيها الآباء لا تكونوا بتلك القسوة على أولادكم حتى لو أخطأوا تعاملوا معهم باللين حتى يبروكم فإن بركم لهم يجعلهم يبرون بكم.
     تحية لهذا الشاب البار بوالده الذى وعدته أن أسأل عالم دين موثوق فيه هلى يكون على الابن شئ،وهل يكون قد قصر فى حق أبيه،وبالفعل بعد انتهاء الاتصال الذى استغرق 48 دقيقة اتصلت بمن أثق فيهم وطرحت عليه الأمر كما قصه الابن فقال إن كان ما يقوله صحيحا فليس عليه وزر وعليه أن يستمر بمعاملة والده معاملة طيبة حتى يعوضه الله بخير مما ضاع منه،وها أنا أنقل لك أيها الشاب البار بوالدك رأى الدين.

     وليت كل من يقرأ تلك القصة الحقيقية يدلى لنا برأيه دون القسوة على الوالد الذى يرفض الابن أى قسوة عليه ويطلب منكم أن تدعوا جميعا أن يهدى الله والده ويحنن قلبه عليه وأن لا يفارق الدنيا إلا وهو راض عنه.