مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

1 هل أنت ممن يتعاملون مع الآخرين بالمظاهر؟

     هذا الموضوع كنت أريد أن أكتبه منذ فترة..لكن حاجة فى نفسى هى التى جعلتنى أتريث قليلا فى كتابته،والحق أقول إن كثيرا من الناس فى مجتماعتنا العربية والإسلامية ما زالوا يتعاملون مع الناس حسب "المظهر" وإن كان الاهتمام بالهندام ليس بالأمر السئ،بل إن الأديان والأعراف تحض على حسن المظهر،والله جميل يحب الجمال،إذا أين المشكلة؟..المشكلة لخصها الإمام الشافعى فى مقولته الشهيرة: "آن للشافعى أن يمد رجليه ولا حرج" ولتلك المقولة قصة طريفة أوردتها بعض الكتب وهى أن الإمام الشافعى رحمه الله كان يلقى درسا فى تلاميذه وكان يجلس وقد مد رجليه لألم أصابهما،وإذا برجل ذى هيبة فى ملابسه دخل حلقة الدرس فلما رآه الإمام استوى فى جلسته ولم يمد رجليه احتراما لهذا الشخص،وسال الرجل الإمام عن فترة الصيام فأجابه الإمام بأن الصيام يبدأ منذ الفجر وحتى غروب الشمس فقال له الرجل: "وإذ لم تغب الشمس" فنظر الإمام إلى تلاميذه وقال لهم: "آن للشافعى أن يمد رجليه ولا حرج" بعد أن خدع فى مظهر الرجل فإذا به يسأل سؤالا ينم عن تفاهته،وكثيرا من الأشخاص يتعامل مع الناس على مستوى ملابسهم وبعضهم لا يحب إلا مصادقة الناس الذين يرتدون "البزات" وحبذا لو كانوا يستخدمون رباط العنق،وكثير أيضا يحب أن يجلس مع هؤلاء بغض النظر عن عقلية وثقافة هذا الشخص الذى يهتم بمظهره،وكثيرا من السيدات يقعن فى هذا الفخ حينما يجدوا شابا يتصوروا فيه أنه الشاب المنتظر وحينما تقع الفاس فى الراس يلعنوا اليوم الذى تعارفا على بعضهم البعض فكل ما كان من الشاب والفتاة هو شكل خارجى خاو من أى شئ إيجابى،وبعض الناس حينما يذهبون إلى خطبة فتاة تجدهم يتمحكون فى قريب لهم لأنه ذات منصب وهو لا يودهم ولا يراهم ولا يزورنه ولا يزورهم فقط من أجل أن يقال أن هذا البيت فيه رجل مهم،ولا يستطيعون حل مشكلة لهم عن طريقه،وهذا الفخر المصطنع كثيرا ما يوقع كل الأطراف فى حرج بالغ،الأدهى والأمر حينما تجد رجلا أو شابا كل أهله من الفلاحين ويريد أن يتمرد على هذا الأمر فتجده دائما يسب فى الفلاحين الذين هم أساس أصله وبدلا من أن يفتخر بهم تجده يتطاول عليهم،أمثال هؤلاء لا خير فيهم ولا أمان لهم،إن الرجولة الحقيقية لا تتمثل أبدا فى المظهر الخارجى..الرجولة مواقف،وكثيرا قرأنا وسمعنا عن ثلة من النصابين كانوا يستخدمون أفخم الملابس والسيارات للإيقاع بضحاياهم،وإذا سألت أحد الضحايا قال لك: "اتخدعنا فى مظهره".
     أحد الأشخاص قال لى: "إنه كان يجلس فى أتوبيس وسمع من خلفه يقول عن صاحبه الذى رآه يمشى فى الشارع مرتديا ملابس أنيقة بص على اللى ماشى هناك ده كان يدوبك مش لاقى تى شيرت يلبسه أهو نضف ومش عارف منين" وما كان من بجواره إلا أن سأله هل تعرف هذا الشخص قال له هذا صديقى فنهره الرجل وقال له عيب لما تقول على صاحبك هذا الكلام وتركه ورفض أن يجلس بجواره لأنه علم أنه يجلس يجوار رجل تافه.
     أمثال هذه النوعية من البشر تعودت على أن الاحترام عندهم لا يكون إلا بالمظاهر الكاذبة،فقيمة الفرد عندهم لا تتعدى قيمة ما يرتديه الشخص فإن كان يرتدى "بدلة" ثمنها 1000 جنيها مثلا فقيمته لا تزيد على ذلك فما بالك لو أنه مثلى وفكر أن يشترى بدلة بالتقسيط ثمنها لا يتعدى 200 جنيه فأنا فى نظر أمثال هؤلاء لا أساوى ربع هذا الثمن،والله ثم والله أعرف أناس لهم باع فى العلم والسياسة والدين والفكر هم أقل الناس فى ملابسهم ومأكلهم ومشربهم لكنهم كنوز تمشى على الأرض،كنت فى زيارة لأحد الأصدقاء وكان فى بيته رجلا يرتدى ملابس أهل قريته وجلسنا نتناول أطراف الحديث عن السياسة وبلاويها وفى منتصف الكلام قال لى صديقى: "هذا الدكتور "فلان" جاء ليودعنا لأنه سيغادر مصر إلى أمريكا للتدريس فى إحدى الجامعات الأمريكية". إن أجمل ما فى هذا الموقف هو أن هذا الدكتور لم يتنكر لتقاليده الريفية ولم يستعلى على أحد،رحم الله المهندس إبراهيم شكرى وهو من هو فى مكانته السياسية والعائلية وحتى المالية..كان يتعامل بكل تواضع مع الجميع،وكذلك المفكر العظيم الراحل الأستاذ عادل حسين.إنما أردت أن أذكر بعض النماذج التى رحلت عن دنيانا وما أكثر الأحياء من المتواضعين،وهناك المثل والقدوة الذى علم البشرية كلها والذى وصفه ربه بأنه على خلق عظيم إنه محمد (ص).
     هذه رسالة لنفسى أولا ثم لمن يتصور أن الإنسان يقاس بملابسه لعلها تصل،كم أوقعت المظاهر أصحابها فى مشاكل لا حصر لها وصلت إلى الاستدانة ومن ثم الحبس والتبديد.

1 التعليقات:

شريف فتحى جامع يقول...

والله العظيم معلم و استاذ

إرسال تعليق