|
قاعة تلقى الطلبات فى محكمة طنطا |
بالتأكيد جاء خبر مد أيام قبول طلبات الترشيح ليومين آخرين بمثابة حبل الإنقاذ للقوائم الحزبية التى للآن لم يستطع الكثير منها تكملة قوائمه،وجاء هذا التمديد الثانى لفتح باب الترشيح ليظهر عوار وضعف الأحزاب المصرية التى ملأت الدنيا ضجيجا وصراخا على إجراء الانتخابات فى موعدها وملأتها مرة أخرى عويلا ضد قائمة "التحالف الديمقراطى" التى يترأسها حزب "الحرية والعدالة"،وأنا هنا لست مدافعا عن قائمة "التحالف الديمقراطى" التى أتشرف بالانتساب إليها ممثلا عن "حزب العمل" فى الدائرة الأولى بمحافظة الغربية..لكن مع متابعتى خلال الأيام الماضية لعملية التقديم شعرت بمدى ضحالة الأحزاب المصرية التى أصبحت تتسول المرشحين لوضعهم على القوائم بغض النظر عن انتمائاتهم السياسية أو الثقافية وأصبح هناك من يعمل بوظيفة "سمسار" مرشحين،وهذا ما حدث أمامى فى مقر تلقى أوراق المرشحين بمحكمة استئناف طنطا حيث رأيت رجلا وهو يتصل هاتفيا وبأعلى صوته: "آلووو معندكش مرشح عمال واحد ولا اتنين بس تكون أوراقهم جاهزة" وكأنه يقوم بعمل إعلان للمتواجدين داخل القاعة لعل أحدهم يتقدم إليه،وكان هذا الكلام يوم الأربعاء الماضى وذهبت يوم السبت للمتابعة فإذا بنفس الشخص يسأل المتواجدين عن مرشحين عمال،فضلا عن بعض الذين يبحثون عن أدوار لهم حيث ذهبوا إلى قاعة تلقى أوراق المرشحين يعرضون أنفسهم على بعض الأحزاب،ماذا لو أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يقم بفتح باب الترشيح حسب الموعد الذى حدده لقامت الدنيا ولم تقعد،وكان الأجدر بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن لا يمد فترة تقديم الأوراق ولو لساعة واحدة بعد التمديد الأول..لكنه أراد أن يظهر خيبة الأحزاب التى كانت قد أعدت عدتها على غيرها،وإذا كان هناك من إيجابية واحدة للتمديد 48 ساعة تنتهى فى الخامسة من مساء الاثنين 24/10/2011 مالم تمتد مرة ثالثة فهى أن الشعب يجب عليه أن يحدد ويضبط بوصلته على الأحزاب والقائمة الجادة التى تعمل بجد ولا تنتظر الاحتمالات،سترون العجب العجاب فى الأشخاص الذين يحاولون الترشح فى مجلس الشعب،أخشى ما أخشاه أن يتم الاستمرار فى التمديد حتى تمر مراحل الاقتراع قبل الانتهاء من تقديم أوراق المرشحين،ومن ثم يصدر قرار بتأجيل العملية الانتخابية لحين دراسة الأحزاب عملية التقديم،عشرة أيام مرت على فتح باب الترشيح لم تسفر إلا عن حاجة واحدة فقط وهى أن الأحزاب المصرية وبخاصة تلك التى كانت قبل 25 يناير ما هى إلا أحزاب ليست فقط كرتونية،بل هى أحزاب أشبه بأوراق "البفرة" ولا أدرى إن كان أحد يعلم شئيا عن أوراق البفرة أم لا طبعا أهلنا وأجدادنا يعرفونها جيدا،وهنا لا بد من الإشادة بقائمة التحالف الديمقراطى بقيادة حزب الحرية والعدالة فعلى الرغم من كثرة مرشحيه إلا أنه يتعامل بحرفية عالية الدقة،وأتمنى لو أن الشعب المصرى ذهب غدا الأحد أو بعد غد الاثنين 24/10/2011 إلى قاعات تلقى أوراق المرشحين ليتفرج على شكل الأحزاب وهى واقعة فى "حيص بيص" ولو تم الانتهاء اليوم من التقديم لخرجت بعض الأحزاب فى بعض المحافظات من العملية الانتخابية نتيجة عدم خبرتها وأيضا عدم شعبيتها وقلة أعضائها وهوانها على الناس،كم كان غبيا النظام السابق حينما كان يمنع الناس من الترشح وكان الأجدر به أن يقوم بعمل انتخابات حرة ونزيهة وها هى الأحزاب أمامنا فشلت فشلا ذريعا فى تكوين قوائم جدية،وكان النظام السابق يخدم الكثير من الأحزاب التى كانت تدّعى التضييق عليها باستثناء حزب العمل الذى حاربته الدولة بكل أجهزتها قبل وبعد الثورة فجمدت نشاطه وصادرت جريدته،وحينما جاء وقت الحرية ولم نرى تضييقا على أحد ظهرت الأحزاب على حقيقتها وبانت سوأتها،وكان الأجدر بأحزاب ماقبل 25 يناير أن تحل نفسها،وبعض أحزاب ما بعد 25 يناير كان عليها أن تتمهل فى تقدمها للانتخابات التى ستجرى فى الشهر القادم لا سيما وأنها تعلم تماما كيف كونت أحزابها،وحتما سأثتثنى من تلك الأحزاب ربما حزبا أو اثنان وعلى أقصى تقدير ثلاثة أحزاب خرجت بعد الثورة هى التى تستطيع أن تنافس فى الشارع السياسى طبعا ثلاثة أحزاب على أكثر تقدير فضلا عن التناقض الذى وقع فيه الكثير ففى الوقت الذى يطالبون فيه بعزل أعضاء الحزب الوطنى ومنعهم من الترشح نجدهم وقد وضعوهم على قوائمهم..أنى هذا؟؟ لا شك أن برلمان 2011 سيكون فيه نواب بالصدفة البحتة وليس على أساس شعبية أو جماهيرية،بل على سبيل الحظ نتيجة خطأ الآخرين فى عملية الانتقاء العشوائى والترتيب المشروط فتجد حزبا من الأحزاب وضع شخصا على رأس قائمته لا يعرفه إلا منزله وبعضا من أهل شارعه وهناك من المرشحين من جاء لتكملة العدد حتى ينتهى الحزب من قائمته بأى وضع،برلمان 2011 سيكون أغرب برلمان فى مصر..لكن سيظل يطلق عليه المصريون برلمان الثورة،وأرجو أن تتم العملية الانتخابية بما يليق ببرلمان ثورة،وهنا لا بد من توعية الجماهير بطريقة التصويت السليمة وضبط النفس والاختصار فى الكلمات والبرامج فالشعب قد ملّ الكلام ويريد الفعل ونبارك مقدما لكل من سيدخل برلمان 2011..لكن قبل أن نبارك له نسأل الله له العون كما نساله سبحانه أن يكون برلمانا لاستقرار مصر فهذا هو المطلوب إثباته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق