الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين |
شن المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" فى مصر الدكتور "محمد بديع" هجوما شديدا على الحزب الحاكم فى مصر،وعلى الرغم من أن تصريحات صدرت فى بيانات رسمية تسبق العملية الانتخابية بأن النظام بدأ تزوير الانتخابات مبكرا إلا أن الجماعة ما زالت مصرة على الاستمرار فى المشاركة الانتخابية،وقد قفز إلى ذهنى المشهد الجزائرى للانتخابات بين الحزب الحاكم فى الجزائر بقيادة الشاذلى بن جديد وجبهة الإنقاذ التى أشعلت الشارع الجزائرى عقب نجاحه فى الجولة الأولى مع فارق التشبيه من حيث الزمان والمكان وظروف كل بلد،وعلى الرغم من أن نداءات قد وجهت إلى الجماعة بالانسحاب من الانتخابات وعلى غرار إخوان الأردن الذين خالفوا صراحة فتوى جماعة الإخوان فى مصر بأن المشاركة واجب دينى إلا أن جماعة الإخوان أيضا ما زالت متجهة نحو المشاركة رغم ما يلاقونه من تعنت ولعل فى الأيام القادمة التى تسبق 28/11/2010 يكونوا قد اتخذوا قرارا بالعدول عن المشاركة ويكفى أن رسالتهم قد وصلت،وفى لقائه مع الإعلامى أحمد منصور فى برنامج "بلا حدود" على أشهر قناة عالمية هى قناة الجزيرة قال الدكتور "بديع" وبلغة حاسمة وحازمة استمر عليها قرابة الساعة لم تعلو وجهه أى ابتسامة وكأنها رسالة إلى أن الأيام القادمة ستكون حالكة وغير مطمئنة قال: "إن المؤشرات التى ظهرت حتى الآن لهذا النظام وهذا الحزب هو إدمانه التزوير لأنه لا يستطيع منافسة حرة شريفة مع خصومه السياسيين" متهما الحزب الحاكم بأنه يصوت له الأموات مضيفا أنه لا يوجد حزب فى الدنيا يقدم على مقعد واح أكثر من خمس مرشحين فضلا عن انتقاده للنظام الحاكم فى تتبع معارضيه واعتقالهم ومصادرة أموالهم،وقال المرشد العام للجماعة فى رده على سؤال حول أن الجماعة تصدر بيانات مسبقة عن التزوير أنها بسبب انصراف الناس عنهم قال "بديع" إن الفيصل هو الشارع مضيفا أن الناس فى شوارع مصر كلها ريفها وحضرها وفى عواصم المحافظات وفى القرى والنجوع تجد كل مشاعرها تجاه مرشحى جماعة الإخوان حسب ما قاله الدكتور "بديع" مطالبا الإعلام بنقل الحقائق من خلال الشارع المصرى وفى الدوائر المصرية التى اتخذ النظام المصرى اجراءات لعدم النقل الحى من أمام لجان الانتخابات،وقال الدكتور "بديع" أن الإخوان حصلوا فى انتخابات مجلس 2005 على ما يقرب من 2.5 مليون صوت،وحول ما قاله اللواء فؤاد علام أن الإخوان سيلجأون إلى الإسلحة والمتفجرات وتشويه صورة الانتخابات أما العالم الخارجى قال الدكتور "بديع" أن فؤاد علام شهادته لا تقبل وشهادته مردودة لأنه شارك فى قتل وتعذيب أفراد من أعضاء جماعة الإخوان،وقد كرر عليه مقدم البرنامج "احمد منصور" سؤالا هل أنت تتهم اللواء فؤاد علام بالقتل والتعذيب لم يقل نعم أو لا بل قال إن شهود التعذيب والقتل موجودون وهو مشارك فى تعذيب إخوة هم على قيد الحياة الآن،مضيفا أن شهودا على تورط "علام" فى قتل كمال السنانيرى موجودون على قيد الحياة مهددا برفع قضية على فؤاد علام حينما يأتى وقتها،وهنا لى تعليق: "هل يقصد الدكتور "بديع" أن القضاء الحالى لا ينصفه مثلا أم أنه لا يريد نبش الماضى وحتى لا يحارب أكثر من جهة !،وهل اللواء "علام" سيقاضى المرشد العام على هذا الاتهام أم أن كلا الطرفين فى حالة حرب باردة" انتهى تعليقى،وفجر المرشد العام مفاجأة بأن مسئولين عرضوا عليهم التزوير لصالحهم فى انتخابات 2005 إلا أن الجماعة رفضت هذا المبدأ على حد قول المرشد العام ،وحول التوريث رفض الدكتور "بديع" التوريث ورفض الإجابة حول تأيدهم للرئيس مبارك مكتفيا بالقول: أن لكل حادث حديث،وأكد المرشد العام أنهم لن ينافسوا على رئاسة مصر،وأن الحزب الوطنى استنفذ مرات الرسوب ويجب علينا أن ننحيه عن المسئولية.وفى رده على سؤال من أحد قيادات جماعة الإخوان فى الغربية الأستاذ "محمد السروجى" حول استراتيجية الإخوان فى المرحلة القادمة فى حالة حدوث أى فوضى قال المرشد العام وربما يكون هذا أخطر ما جاء فى الحوار حيث طالب برقابة دولية على الانتخابات ومعلوم أن الرقابة الدولية غير مرحب بها فى مصر سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى وأيضا طالب بتسجيل ما أسماه بالجرائم التى تحدث يوم الانتخابات لبثها ليسمعها العالم كله وقبل نهاية الحوار بدقائق شن المرشد العام هجوما عنيفا على المادة 76 التى تم تعديلها والخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية.
ولا شك أن حديث المرشد العام سيكون محط أنظار المراقبين السياسيين على المستويين الرسمى والشعبى داخليا وخارجيا نظرا لتوقيته السابق للعملية الانتخابية من جهة ومن جهة أخرى لأن به بعض التلميحات التى قد يفهم منها أن هناك أمرا ما تخطط له الجماعة فى حالة حدوث تجاوزات أمنية ضدها أقلها أنها ستنزل الشارع بأعضائها للخروج بمظاهرات قد تصل بجماعة الإخوان فى مصر إلى مصادمات دامية بين الجماعة والشرطة المصرية لا سيما وأن تصريحات خرجت من بعض مرشحى الإخوان بأن شهيدا على كل صندوق سيكون فى حالة تزويره .. انتخبات 2010 ستكون الأهم فى تاريخ مصر إن هى تمت فى موعدها،ولو كان الأمر بيدى لأجلت العملية الانتخابية لحين تصويب بعض الأخطاء التى وقع فيها الحزب الحاكم التى على رأسها وضع أكثر من مرشح على مقعد واحد ولعمل مصالحة بين الحزب الحاكم وكل طوائف الشعب المصرى واضعا فى الاعتبار أحداث الجيزة التى وقعت بين بعض أفراد من الشعب المصرى وبين الشرطة بسبب بناء كنيسة أو ما شابه،ولا شك أن مثل تلك الحرب الكلامية بين الحزب الحاكم وبين جماعة الإخوان وشهرتها لدى النظام والإعلام الرسمى بالـ "المحظورة" سيكون لها التأثير السلبى على المشاركة من الجماهير وبخاصة فى الدوائر التى بها مرشحون لجماعة الإخوان. والله نسأل أن تمر انتخابات 2010 فى سلام وأن لا نرى فيها قطرة دم واحدة لمصرى واحد بسبب مقعد فى مجلس .
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق