مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

السبت، 18 سبتمبر 2010

0 معارضة "المقاطعة" ومعارضة "المشاركة" من سينتصر يا ترى؟؟

بادئ ذى بدئ وتماشيا مع موقف الحزب الذى أشرف بالانتماء إليه وهو حزب العمل أقرر أننى مقاطع للانتخابات تصويتا وترشيحا ولو علمت أنى صوتى ذهب إلى أحد المرشحين سأقاضى وزارة الداخلية،وأتمنى أن تأتينى مخالفة عدم التصويت وسأدفع الغرامة حتى أنشرها وأقول إن صوتى لم يزور،لكنى على يقين أن الدولة لن تستطيع أن تحرر مخالفات للذين لم بدلوا بأصواتهم لأن أكثر من نصف الشعب لا يذهب إلى صناديق الاقتراع دون أن يدعوه أحد لذلك،وبالتالى ستكون المخالفات هى بمثابة توريطة للدولة.

     أردت أن أضع تلك المقدمة حتى لا يتصور أحد أنى سأذهب يوم الانتخاب لأعطى صوتى لأحد أعضاء حزب الوفد أو لأحد أعضاء جماعة "الإخوان المسلمون" لكن هذا لا يجعلنى أن أحترم قرارات الآخرين حتى لو كانت مخالفة لرؤيتى وإلا سأكون مثل  الذى يتخذ شعار "من ليس معى فهو ضدى" الذى جعلنى أكتب هذا الموضوع هو حجم التعليقات التى جاءت على بعض المواقع الإلكترونية الجادة والمقروؤة حول نتائج الجمعية العمومية لحزب الوفد التى خلصت نتائجها إلى المشاركة فى الانتخابات،وأيضا فتوى الأستاذ الدكتور "عبدالرحمن البر" عضو مكتب الإرشاد باعتبار أن المشاركة فى الانتخابات أحد أنواع الجهاد وجاءت التعليقات فى موقعين أراهما من وجهة نظرى أكثر المواقع قراءة فى الصحف المصرية وأكثرها تعليقا وهما موقع جريدة "اليوم السابع" وموقع جريدة "الشروق المصرية" واللافت للنظر هنا هو نوعية التعليقات التى صبت جام غضبها على حزب الوفد،وجماعة الإخوان فهناك بعض التعليقات فيها تجاوز يصل إلى حد القذف والسب،وتشكيك فى نوايا الآخرين وقد تكون بعض التعليقات صحيحة وحسنة النية بغرض محاولة وضع النظام فى ورطة،وبالفعل لو أن حزب الوفد تحديدا وجماعة الإخوان قد قاطعت الانتخابات لكان سيكون للمقاطعة طعم آخر نظرا لتاريخ القوتين ( الوفد،والإخوان) حتى لو كانتا تلك القوى على النقيض فإذا كانت هناك تعليقات تهاجم الوفد والإخوان لمشاركتهما فى الانتخابات فهناك أيضا تعليقات تهاجم الذين سيقاطعون الانتخابات ويتهمونهم أنهم لا شعبية لهم فى الشارع،وما يفعلونه ما هو إلا نوع من أنواع الهروب من مواجهة الانتخابات وتكاليفها الباهظة فى الأموال والأنفس دون فائدة تذكر وكلا الفريقين قد يصيبا وقد يخطئا،لكن من الذى سيفوز فى النهاية؟ هل ستفوز المشاركة أم المقاطعة لأن المنافسة الآن ليست بين المعارضة وبين النظام،بل المنافسة الآن بين المعارضة والمعارضة،بين معارضة "المقاطعة"،ومعارضة "المشاركة"،والذى سيحدد انتصار طرف على الآخر هو الذى يستطيع حشد مناصريه،وهذا الانقسام الذى بين المعارضة والمعارضة سيلقى بظلاله على مظاهرة يوم 21/9/2010 الذى من المفترض أن يخرج فيها على أقل تقدير نصف مليون مواطن حسب تقديرات التوقيعات الورقية أو الإلكترونية لأن الذين وقعوا كثير منهم اختلف فى مسألة المشاركة والمقاطعة فضلا عن التدابير الأمنية التى ستتخذ فى مثل هذا اليوم أعتقد لو أن المقاطعين للانتخابات استطاعوا أن يحشدوا أكبر عدد ممكن ليقولوا: "لن نورث بعد اليوم" إن فعلوا هذا فسيكون الانتصار حليف فريق المقاطعة،أما إن كانت الأخرى،والأخرى التى أقصدها أن الذين وقعوا على مطالب التغيير سيقولون ليس فى مطالب التغيير وقفة "لن نورث" وبالتالى لن يخرج منهم أحد إن حدث هذا التصور فحتما سيكون الانتصار حليف النظام ومعه فريق المعارضة الذى اختار المشاركة فى الانتخابات،فهناك عدة أحزاب قرروا المقاطعة ومعهم الجمعية الوطنية للتغيير،وبعض القوى الأخرى،وبعيدا عن تبادل الاتهامات حتى لو كانت بعض الاتهامات صحيحة فأمام الجميع ثلاثة أشهر ستتضح فيها معالم "التغيير" أو معالم "محلك سر" ويؤسفنى أن أقول أن المعارضة ما زالت تتعامل مع الأمور بالبركة وأحيانا العشوائية وليس لديها أولويات،وطالما أنها لم تتفق على كلمة سواء فلن يثق فيها الشعب وحينما أقول المعارضة لا أعنى بها الـ "24" حزبا فى مصر التى لا يعرف المصريون منها قرابة الـ "8" أحزاب وبهذا أكون وصلت إلى حد المبالغة فى عدد الأحزاب المعروفة،وإن كنت لا أبالغ إذا قلت أن حزب العمل وحركة كفاية هما من بدأ سياسة المعارضة القوية وبخاصة حزب العمل الذى تصدى للنظام منذ أكثر من "15" سنة وما زال يتصدى ودفع الثمن باهظا بأن تم تجميد الحزب ومصادرة الجريدة وحبس الأمين العام،لكن إذا استمر هذا الانقسام حول المعارضة فابشروا بطول عمر النظام الذى يراهن على عدم وحدة المعارضة فى المواقف الحاسمة،وليعذرنى الجميع إذا قلت أن بعض المعارضة شتت الجهود فى قضايا هامشية مثل قضية "كاميليا شحاتة" التى حولت كل الأنظار إلى غير الوجهة السليمة وكأن المعارضة تستطيع أن تفعل كل شئ فى وقت واحد وهى ولم تصل فى قوتها إلى ما فعله المهندس حمدى الفخرانى الذى فجر أقوى قضية فساد فى مصر التى اعتبرها رئيس الوزراء أنها خطأ إدارى وهى قضية "أرض مدينتى" والسؤال الذى يطرح نفسه وبقوة من سينتصر فى النهاية هل معارضة "المقاطعة" أم معارضة "المشاركة" ؟؟ الإجابة ليست عندى ولا يستطيع أن يتكهن بها أحد ..الإجابة سيعرفها الجميع عقب الانتخابات البرلمانية القادمة التى ستكون نتيجتها بملحق وسيكون امتحان الملحق فى انتخابات الرئاسة فى 2011 وقتها فقط سنعرف نتيجة الامتحان،أطال فى الأعمار حتى نرى بماذا سنجنى من ثمار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق