كنت أشارك فى المظاهرة التى كانت أمام مجلس الشورى احتجاجا على العملية الإرهابية التى نفذها جيش الاحتلال ضد قافلة "أسطول الحرية" والحقيقة عندما أذهب إلى مظاهرة لم يكن هدفى الوحيد هو المشاركة من أجل التنديد أو التأييد،لكن بجوار هذا أكون متحفزا لالتقاط بعض الصور التى تصلح للنشر على صفحات معشوقتى "لقمة عيش" كفاها الله شر المتربصين بحرية الكلمة قولوا آمين،وفى خضم المظاهرة وقعت عينى على أحد جنود الأمن المركزى الذى كان دائم الابتسام رغم حرارة الجو ورغم غلاسة بعض المتظاهرين المتحمسين،وسألت نفسى لماذا يبتسم هذا الجندى هل لأنه تعود على أن يرى هذا المشهد من المتظاهرين الذى لايخلو من بعض المناوشات، أم أن لسان حاله يقول "همه دول اللى هيحرروا فلسطين" أم أنه معجب بالهتافات التى يطلقها المتظاهرون ولسان حاله يقول: "آه نفسى أعمل زيهم" لأنه فى نهاية المطاف هو مواطن مصرى لديه نفس الأحاسيس التى لدينا جميعا ولذلك أنا أشفق على هؤلاء الجنود الذين ظلموا بين قياداتهم من جهة وبين المتظاهرين من جهة أخرى، بغض النظر عن سبب ابتسامة هذا الجندى إلا أنها كانت ابتسامة صافية ومن القلب، فابتسامة هذا الجندى كفيلة بأن تلطف الجو بين المتظاهرين وبين قوات الأمن لولا تدخل أحد الكبار من الطرفين لتعكير صفو التظاهرة،والحقيقة أنا أطالب بجمعيات حقوق الإنسان للتعاطف مع "عساكر" الأمن المركزى ليس للساعات الطويلة التى يقضيها هؤلاء وقوفا دون حراك فى الشمس الحارقة،ولكن للصراع النفسى الذى بداخلهم فهم آدميون ولديهم نفش المشاكل التى لدى المواطن المصرى ومطلوب منه أن ينفذ الأوامر التى تصدر له والتى قد يكون غير مقتنع بها،ومن هنا أنا أعلن تضامنى مع هذا الجندى الذى ربما لو صدر له أمر بضربى أو سحلى أو حتى إطلاق الرصاص علىّ لن يتأخر لحظة فى تنفيذ الأمر،وعلى الرغم من كل هذا فأنا أعلن عبر مدونة لقمة عيش تعاطفى وتضامنى مع كل جنود الأمن المركزى الذين أصبحت وجوههم مألوفة لنا ووجوهنا مألوفة لهم وأنا لا أشك لحظة فى أنهم يرددون الهتافات التى يسمعونها وحفظوها عن ظهر قلب،ووصيتى لزملائى المتظاهرين أن يكونوا رحماء بهؤلاء الجنود فلا توجهوا لهم أى إهانة ويكفى ما هم فيه ، تحية لهذا الجندى الذى رغم كل ما حوله من ضغوط نفسية ترتسم على وجهه ابتسامة تعبر عن مصريته الأصيلة.
|
|
1 التعليقات:
سلامو عليكو..
ربنا يكون فى عون عساكر الامن المركزى من حرقة الشمس وربنا يكون فى عون المتظاهرين كمان اللى بيتظاهرو لمصر ومش لشخص.
لك تحياتى
إرسال تعليق