مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الأحد، 20 ديسمبر 2009

0 الإعلام الخطر الذى يهدد مستقبل جماعة الإخوان والمعارضة.المصرية


منذ زمن بعيد وكان المواطن المصرى لا يجد إلا الإعلام الرسمى الحكومى فكان الناس يأخذون المعلومات بصدقها وكذبها وصالحها وطالحها وكل حسب تصوره للخبر أو المعلومة التى استقاها من الإعلام الرسمى فكانت الحكومة تسوّق ما تريد دون أن يحاسبها أحد وما زالت ولم تكن الصحف الحزبية تستطيع أن تواجه زيف الصحف الحكومية فضلا عن تلفزيونها الذى كان محصورا فى قناتيه الأولى والثانية ثم تطور وأصبح عدة قنوات ربما لا يشاهدها إلا القليل ولم تكن تختلف كثيرا عن القناتين الرئيستين (الأولى،والثانية) وكان هذا الجو يساعد النظام على ترويج ما يريد إن كان كذبا فلا معقب لكذبه وإن كان صدقا فلا يهتم به أحد لندرته فكان الشكل الظاهرى للحزب الحاكم هو الاستقرار وأن كل شئ على مايرام،وقد يكون الأمر متشابه مع جماعة"الإخوان المسلمون" من حيث أنها جماعة لا يعرف أحد الكثير عنها إلا أعضائها المقربون من مكتب الإرشاد أو مجلس شورى الجماعة حتى أعضائها الجدد لم يكونوا يعلموا عنها إلا ما تم كتابته فى كتب أو فى مجلات أوصحف وكان البعض يتصور أن جماعة الإخوان ليسوا من البشر بل هم جماعة ملائكية لا يخطئون هكذا تصور البعض رغم أن كبارهم يعترفون بأنهم جماعة تخطئ وتصيب ومن مميزات هذه الجماعة أنها تحافظ على سريتها قدر استطاعتها وهذا لا يعيبها،لكن الخطر الذى تواجهه الآن هو خطر الإعلام الذى أصبح يتناول كل صغيرة وكبيرة وبطريقة أحيانا تكون فى صورة اتهام لقيادات كانت مصدر ثقة لدى الأعضاء الجدد فى الجماعة،وهناك من انشق عن الجماعة وكان سبب انشقاقه أيضا الإعلام لأنه يعلم أن الإعلام سيلهث خلفه نظرا لثقل الجماعة وأى قيادة تنشق عنهم تكون كنز معلومات لأى فضائية أو صحيفة فبدأ الكثير ينتقد ما كان شبه مقدس،وأنا هنا لم أضع مقارنة بين الحزب الوطنى والإخوان من حيث الكم أو ألكيف لكن المقارنة فى مسألة الضرر الذىأصاب الاثنين معا فالمنافسة على أشدها الآن بين الطرفين وفى كل الحالات هو إلقاء حجر ثقيل فى بحر لجى كان يسبح فيه الطرفان دون أن يعرف أحد أين ستأخذه الأمواج إلى أن جاء الإعلام بمكره ودهائه ودخل على الخط ،وإن كان الضرر على الحزب الوطنى أخف لأنه يملك مفاتيح اللعبة الإعلامية..ويفرض ضيوف الحلقات على البرامج ومن ثم يضمن اتجاه الحوار فى كثير من القنوات التى يسيطر عليها فى مصر وهى تقريبا كل القنوات،لكن لا شك أن الإخوان يقعون فريسة سهلة للإعلام مضطرين إلى ذلك للدفاع عن أنفسهم ولأنهم تعودوا على عدم الانجرار فى مهاترات إعلامية فهذا يوقعهم فى خطأ قد يكون سببا فى إنصراف بعض صغار أعضائهم عنهم فعضو جماعة الإخوان الذى كان يتعبد بالسمع والطاعة ما قبل عصر الفضائيات والنت لأنه كان يأخذ الأمر دون نقاش لتصوره أن مسئوله الإدارى لا يناقش،والآن أصبح يرى قيادات كان يسمع عنها فقط يراها اليوم وهى فى الإعلام تحت وطأة الأسئلة النارية التى تشبه الاستجواب فى مقرات أمن الدولة،فحينما ينظر أحد أفراد الجماعة لهذه القيادة أو تلك وهو يحاول التملص من الأسئلة الموجهة إليه..هذا المشهد أظن أنه يؤثر سلبيا على أفراد الجماعة فالذى كان يقال فى الغرف المغلقة أصبح الآن يقال وبقوة على الملأ ولا شك أن النظام الحاكم فى مصر له باع طويل فى هذا العمل ويهدف من ورائه هز صورة القيادات الإخوانية أمام أعضائها وقد يقول قائل هذا الإعلام الموجه ضد الإخوان ليس بجديد فقد كان منذ القدم،وهذا صحيح،لكنه لم يكن بتلك الشراسة،ولم يكن الجميع يتابع أما الآن فالكل يتابع الخبر لحظة بلحظة،ولعل المقال الذى كتبه المرشد العام منذ شهرين تقريبا وتعامل معه الإعلام على أنه استقالة من المرشد يؤكد أن جماعة "الإخوان" الجميع يضعها تحت "الميكروسكوب" سواء المؤيدين لها أو الكارهين لها،واستخدامى لمصطلح "كارهين" ليس لأنى لا أجد فى اللغة ما يعبر عن هذا المعنى،لكنها الحقيقة التى أراها أمامى الآن فكل من يريد أن يتقرب إلى السلطة ما عليه إلا أن يكره - ولا أقول يختلف معها- جماعة "الإخوان" ويؤسفنى أن يكونوا هم أحيانا مشاركين فى هذا التوجه ففى الوقت الذى تتسرب فيه المعلومات من بينهم وتأتى الأيام لتؤكدها نجدهم يخرجون على الهواء ليحاولوا تصوير الوضع بأنه تمام ثم نفاجأ بأن الوضع ليس بتمام وهم فى تلك المسألة يطبقون نظرية الحكومة فى بناء الجدار الفولاذى فبعد أن تم تسريبات بأن الحكومة تقيم جدارا فولاذيا بين مصر وقطاع غزة وتنفى الحكومة ثم نكتشف أن الموضوع حقيقى،وهنا أعود إلى عملية الخطر الذى يهدد الإخوان والنظام وهو الخطر الإعلامى وأنا لست قلقا على النظام قدر قلقى على الإخوان من هذا الخطر المحدق بهم والذى جعلنى أكتب هذا الكلام منذ أيام قامت إحدى الفضائيات باستضافة قيادة إخوانية مع أحد رؤساء الأحزاب الذى لا يعرفه أحد وكانت مهمته هو الهجوم على الإخوان بطريقة توحى أن أحدا كان قد لقنه كلاما يقوله للقيادة الإخوانية،وكان مقدم البرنامج يتعامل بطريقة هزلية فى إدارة الحوار وكأنه يتعامل مع أطفال فى الحضانة،ورغم ذلك ظهر الضيف الإخوانى فى نفس البرنامج مرة أخرى مع ضيف آخر من قيادات الحزب الوطنى كان يشغل منصب قيادة أمنية رفيعة وهذا يعرف مهمته جيدا،ولعبة الإعلام مع الحركات السياسية أصبحت مكشوفة فكم من أناس كنّا نراهم وهم يلعنون النظام ليلا ونهارا ونراهم الآن وهم يخرجون على الفضائيات لتقديم البرامج ولا ندرى هل سيلعنون النظام أيضا كما كانوا يلعنونه من قبل بل أحد الذين صدّع رأسنا بأن أحد نقباء المؤسسات الهامة فى الدولة صهيونى عقب فوزه فى الانتخابات كتب موضوع لكى ينفى عنه صفة الصهينة ويقول إنه مصرى وأنه مفاوض جيد مع الحكومة لأنه أغدق عليه ببضع ملاليم،والمواجهة القادمة بين (المعارضة) والنظام ستكون إعلامية بمعنى أن النظام سيستخدم فيها الإعلام لتصفية خصومه وهم قليلون جدا لأن ليس كل أحزاب المعارضة "معارضة" وقد حكى لى أحد المعارضين المستقلين أن أحد البرامج استضافه وقبل الخروج على الهواء طلبت منه "الست" المذيعة أن لا يتحدث عن الضغوطات التى مورست ضده فى معتقله ولأن الرجل فقط لمح لبعض المضايقات رفضت أن تودعه عقب انتهاء البرنامج، أكتب هذا حتى لا يتصور أحد أن برامج "التوك شو" التى نراها هى مستقلة أو حرة أو نزيهة "لا" هذه برامج لتفريغ الشعب من أى شحن يأتيه من هنا أو هناك يعنى كلها برامج لضرب أحزاب المعارضة أقصد الأحزاب التى تريد أن تكون أحزاب معارضة أمّا المعارضين الحقيقيين قد تم وضعهم فى "بلاك ليست" إن لم يكونوا قد تم وضعهم فى "بلاك سجون" .

0 التعليقات:

إرسال تعليق