11 عمرو خالد وعودة موضوع إبعاده عن مصر

لست مع أو ضد عمرو خالد الذى يحلو للبعض أن يطلق عليه الداعية الإسلامى وكل حر فيما يعتقد ، لكن الملفت للنظر حقا هو تغيبه لفترة غير قليلة عن ظهوره على الفضائيات العربية المسماة بالدينية وبالأمس أذاعت السيدة منى الشاذلى خبرا يفيد بأن الأستاذ عمرو خالد طُلب منه الرحيل من مصر ، وهذه ليست المرة الأولى التى يشاع عن طرد عمرو خالد من مصر فمنذ عدة سنوات أُشيع أيضا أنه تم ترحيله من مصر لخطورته على جذب الشباب لأسلوبه الذى يعتبره البعض فيه تسهيل وتيسير للدين وفى ذلك الوقت تم نفى تلك الأخبار وقالوا أن عمرو خالد لم يتم ترحيله بل هو فى لندن بمحض إرادته ، إلا أنه ذهب إلى لندن لتحضير رسالة ماجستير أو دكتوراه ، وبالفعل عاد الأستاذ عمرو إلى الفضائيات الدينية وبخاصة فى أشهر رمضان وقد ذاع صيت عمرو خالد فى الفترة الأخيرة وبخاصة بعد برنامجه الشهير " صنّاع الحياة " وإذا كان ما يتردد عن ترحيل عمرو خالد من مصر فربما يكون بسبب مثل هذا البرنامج الذى قد ينظر إليه من الدوائر السياسية على أنه منافسة لجهات سيادية فى الدولة ومن ثم يجب تجميد نشاط حزب عمرو خالد الذى لا يستطيع أحد أن يشكك فى قدرته على جذب الشباب حوله من الجنسين الأمر الذى جعل بعض شيوخ الفضائيات الدينية تعترض على أسلوبه فى الدعوة بل وهدد البعض بعدم التعامل مع الفضئيات المسماة بالدينية إن هو ضهر معهم على تلك القنوات ، ومن الغريب أن السيد عمرو خالد لم يتطرق يوما إلى تسييس مواضيعه لدرجة أن البعض يصفه بأنه أحد رجال الحكام فمعروف علاقته بأكابر القوم سواء فى مصر أو فى العالمين العربى والإسلامى بل وفى بعض الدول الأوربية التى تمنحه الجوائز وتضعه من الشخصيات المؤثرة فى الشباب وقد لاقى عمرو خالد هجوما عنيفا من شخصيات إسلامية كبيرة بل كبيرة جدا بعد أزمة الرسومات الدنماركية وذهابه إلى هناك ومعه على الجفرى وطارق سويدان دون التشاور مع فطاحل علماء الدين مثل الشيخ العلامة القرضاوى وغيرهم من رجال الدعوة بل اتهمه البعض بأنه ذهب إلى هناك من أجل أعمال تجارية بحتة ، وهناك من ألف الكتب وقال الخطب فى الرد على ما أطلقوا عليه " ضلالات عمرو خالد " فمن كتاب إلى شريط كاسيت إلى مواقع على الشبكة العكبوتية إلى خطب مصورة بالفيديو كلها كانت ضد عمرو خالد وكأن هناك اتفاقا أمنيا سلفيا ضد الرجل الذى أنا شخصيا لا يروق لى أسلوبه فى الدعوة ، لكن هذا لا يمنعنى أن أعترف أن عمرو خالد أثر فى الشباب العربى عامة وفى الشباب المصرى خاصة مالم يؤثر فيه أعتى حزب سياسى فى مصر ولا حتى جماعة الإخوان المسلمين الذى يحسبه البعض عليهم يوم أن كان فى مراحله الدراسية المختلفة ، وكثير هم الذين نهجو نهج عمرو خالد أمثال الأستاذ خالد الجندى ونجد الآن من يحاول تقليد عمرو خالد فى نهجه ، لكن سيظل عمرو خالد هو الظاهرة المثيرة للجدل فى أسلوبه الدعوى وأيضا حول منتقديه وربما يكون البرنامج الذى كان يذاع على إحدى القنوات الفضائية المصرية " لمحات إنسانية " الذى كان يذاع فى شهر رمضان من أكثر البرامج التى جعلت سهام النقد توجه إلى عمرو خالد نظرا للمسكر الذى تحدثوا عنه والذى أقيم فى انجلترا مع 100 شاب وفتاة من ميسورى الحال فى مصر وربما يكون هذا المعسكر الذى كانت تنظمة منظمة eboniteltd تحت رعاية عمرو خالد قد جعل البعض ينظر إلى عمرو خالد كرجل أعمال مستثمرا ذكائه الشخصيى فى تطويع الدين للسيطرة على سوق التجارى الدينى ، ومن ينظر إلى عمرو خالد يجد كل تعامله مع الأثرياء الذين يتعاملون مع الدين باعتباره رفاهية لدرجة أنه فى وقت من الأوقات أشيع أن أحد أبناء إحدى الأسر العربية الحاكمة قد أصبح من ملاصقى عمرو خالد وأنه قد أطلق لحيته الأمر الذى أثار إعجاب الآخرين بعمرو خالد وصديقه إلا أن ظهور هذا الصديق بعد ذلك بدون لحية فنّد كل تلك الأقوال ، لكن هذا الذى يحدث يجب علينا أن ننظر إليه بعيون أخرى وهى أن من يحاولون اللعب على كل الحبال لا يمكن أبدا أن يستمروا فالبعض يحاول تمييع الدين بحجة التيسير وعدم الغلو ليس لأنه يريد ذلك ، لكن لأنه يحاول ترضية الجهات الأمنية التى فى يدها كل خيوط اللعبة بداية من بث افلام 5 باب ودرب الهوى ومرورا بأحاديث الشيخ الشعرواى وحتى هؤلاء العلماء الذين يخرجون صباحا وظهيرة ومساء وفى منتصف الليل وبعده على الفضائيات الدينية يعنى الموضوع كله تحت السيطرة الأمنية وللآن لم نجد من يخالف هؤلاء ويخرج عن سيطرتهم تحت حجة الاستمرار فى الدعوة وعندما يمنع أحدهم لا نجد حتى أى حركة احتجاجية من تلاميذ ومريدى هؤلاء هذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن تلك الأمور ما هى إلا تسلية ورفاهية للطبقة الميسورة ، وربما أقول ربما نجد من يخرج ليكذب خبر ترحيل عمرو إلى لندن بمناسبة زيارة الإمام والعارف بالله سيدى باراك حسين بن أوباما .