منذ أقل من شهر وصلتنى رسالة من مجهول ضمن الرسائل التى تأتى تطالبنى فيها بمقاطعة نصارى مصر وقمت بعمل تدوينة ضد هذا الموضوع تحت عنوان " احذروا رسائل الفتنة ومنها " حملة مقاطعة نصارى مصر " والحقيقية جاءتنى تعليقات اقل ما توصف به أنها تعليقات سخيفة بحجة الدفاع عن الإسلام وكانت التعليقات عبارة عن شتائم لا تخرج من رجل مسلم عادى أقصد بالعادى الذى لا صلة له بالدين المسيس فضلا عن أن المعلّق يدّعى أنه يدافع عن الإسلام أقول لهؤلاء إذا كان أمثالكم هم الذين يدافعون عن الإسلام فالإسلام أعز وأقوى من أن يدافع عنه أمثالكم فالتعليقات فيها شتائم لا تليق برجل محترم فضلا عن أنه مسلم وكنت أتصور أن الأمر عبارة عن رسالة وانتهى الأمر ، لكنى فوجئت على صفحات جريدة النهار المصرية بالصفحة الرابعة بتحقيق قام به الصحفى " محمود مصطفى " ربما يريد منه دق ناقوس الخطر قبل وقوع الكارثة وهو محق فى ذلك وتحت عنوان " قناة الأمة وجبهة الأزهر تطلقان حملة لمقاطعة شركات الأقباط " جاء تحقيق جريدة النهار الذى أرعبنى وأظن أنه سيرعب كل غيور على هذا الوطن وربما يكون هذا الإنذار عبر جريدة النهار هو البداية لمعالجة تلك الإشكالية قبل فوات الأوان ، ثم كيف لجبهة علماء الأزهر أن تنساق وراء هذا الأمر الذى يعد الأخطر من نوعه فى تاريخ المصريين حيث كان الأزهر أحد ركائز الحفاظ على الوحدة الوطنية . الذى أعرفه أن صاحب قناة الأمة معروف بعدائه للمسيحيين منذ أن كان يكتب فى جريدة الحقيقة وأنشأ قناة خاصة كانت وما زالت متواضعة للغاية من حيث الشكل والمضمون بحجة الرد على القس زكريا بطرس الذى له قناة على أحد الأقمار الاصطناعية وكثير من المسيحيين لا يعجبهم توجهات زكريا بطرس باعتباره أحد متطرفى المسيحيين كما أن كثيرين من المسلمين لا يعجبهم توجهات " أبو إسلام " صاحب قناة الأمة ولا أدرى أى أمة يقصدها ، وبالتأكيد أن مثل تلك القنوات يجب أن لا يتم السماح بها سواء كانت قناة زكريا بطرس أو قناة أبو إسلام " أحمد عبدالله " لأن مثل تلك القنوات إنما هى قنوات لنشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين ، والغريب فى الأمر أن الذين يدعون إلى مقاطعة بضائع النصارى يقولون بأن لديهم البديل وهذا يعنى أن الموضوع تجارى بحت لا علاقة له بالدين فحتما سيكون البديل شركات أخرى لها أغراض ربحية تجارية تنافسية قد يكون أصحابها متورطون فى تلك الحملة التحريضية على الفتنة الطائفية وأنا هنا لا أدافع عن نصارى مصر كما قالت لى إحدى السيدات لماذا تدافع عن المسيحيين بل سألتنى هل أنت مسلم أم مسيحى أم بهائى ؟! فهل حينما نحاول إطفاء النار نكون قد خرجنا من الإسلام لقد أصبح لدينا من ينفخ فى نار الفتنة لإشعالها وأخشى أن لا يكون لدينا من يطفئها أقول : إن ما أكتبه ليس دفاعا عن نصارى مصر بل أحذر من مثل تلك الأمور الصبيانية التى قد تعرض الوطن إلى كارثة حقيقية ، وكان الأحرى بهؤلاء أن يقوموا بدعوة المصريين والعرب بمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية لأنهم هم العدو الحقيقى للأمة وليس لمقاطعة نصارى مصر ، ولا شك أن هناك بعضا من كلا الطرفين مسلمين ومسيحيين يريدون الصيد فى الماء العكر ولا يهمهم أمر الوطن ولا أمر المسلمين أو الإسلام وماذا لو أن بعض النصارى قاموا بدعوة مماثلة أليس هذا هو الباب الملكى للوصول إلى الفتنة الطائفية التى يريد البعض أن يوقظها من نومها بعد أن كادت أن تموت ، والذى يجعل المواطن يقاطع هذا المنتج أو ذاك هو جودته بعض النظر عن من الذى ينتجه مسلما كان أو مسيحيا وبخاصة حينما تكون الدعوة مشبوهة تأخذ هذا الطابع الطائفى ، لا يمكن أبدا مهما كانت نية هؤلاء أن تكون هذه هى الطريقة المثلى لمعالجة قضايا ذات طابع حساس بين المسلمين والمسيحيين والأجدر بهؤلاء أن يتم الضغط على الدولة لوضع قانون ينظم عملية التنقل من الأديان وحماية من يريد أن يتحول ويكون الفصل فى هذا الشأن هو القانون وفى النهاية من يريد أن يتحول عن دينه فليجعل هذا بينه وبين خالقه " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وعلى الداعين لتلك المقاطعة عليهم أن يعلموا أن موضوع المنتجات فى مصر متشابك بمعنى أن هناك أمور تشبه بالشراكة بين المسلمين والمسيحيين والمقاطعة ستضر بالاقتصاد المصرى ، والاقتصاد المصرى فيه ما يكفيه ومن يريد المنافسة فلا يكون على حساب الوطن .
|
|
4 التعليقات:
فيه أمن الدولة؟ فين المخابرات؟ الناس دي لازم تتنفخ لأنها بتنخور في اساس مصر!!
نتمنى أن يكون الحل ليس أمنيا فقط وأن يتدخل العقلاء لنزع فتيل الأزمة ويكون دور الأمن فقط للحيلولة دون وقع أشياء لا تحمد عقباها .
المشكلة اصلا في ان التعليم في البلد زفت فسابت الدولة الاطفال والشباب لاي حد ممكن يعلمهم اللي عاوزة. يعني مثلا لو عايز البلد تبقى جميلة مافيهاش زبالة ركز في المدارس على الفنون وهكذا.
وادي جزاة الدولة اللي تسيب كل من هب و دب يعلم ولادها اللي عايزه
التعليم لدينا للأسف أصبح عشوائى
إرسال تعليق