مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الخميس، 25 ديسمبر 2014

0 لو يستريح الدين من هؤلاء


     هناك أقوام يؤدون مظاهر العبادات أداء منظما ويحرصون على أن يعرفهم الناس بهذا حرصا شديدا ، ولعلهم لا يؤدون هذه المراسم إلا ليعرف الناس هذا التعبد المريب !!
     ولهؤلاء أعمال أخرى يرتكبونها سرا أو علنا ، كلها محادة الله ورسوله وخروج عن مبادئ الدين وآدابه ، هم لا يتركون هذه الأعمال لأنهم بنوا عليها حباتهم ، واقاموا عليها معايشهم ، ولكنهم إلى جانب ذلك لا يريدون أن يفرطوا فى أداء مظاهر العبادات وصور الطاعات التى جاء بها الدين !!
     وهنا الداهية التى أحاذرها ..
     رأيت أحد هؤلاء يصلى فتمنيت من أعماق قلبى لو ترك الصلاة وخرج من المسجد من غير ركوع ولا وسجود ولا محاولة للاتصال بالله ؟ وقلت: إن الآية انعكست مع هذا الشخص،إن العبادة لا تطهره ، ولكنه هو الذى يلوث العبادة !؟
     وكما تمر المياه العذبة بالأرض السبخة فتخرج منها وقد فقدت عذوبتها وحلاوتها ونقاءها ، تمر العبادات بهذه الطبائع الخبيثة فتتكدر حقيقيتها ، ولا تذهب كدرا ، ويتغير جوهرها ولا تذهب غيرا ، وإذا أنت تقف أمام عبادة مثقلة بأغراض صاحبها الصغير فلا يمكن أن ترتفع عن الأرض أبدا !!
     تمنيت أن ينقطع هؤلاء عن عبادتهم ، لا لأنهم لا ينتفعون بها فحسب ، ولكن لأنهم يخلقون جوا من إساءة الظن بالعبادات كلها ، ويجعلون الكثيرين يغضون من قيمتها وتأثيرها ، وتمنيت أن يقل علم هؤلاء بالدين حتى تقل ثرثرتهم بما يعرفون منه ، ويتساوى جهلهم وعبثهم ، ولا ينخدع الناس بما يسمعون منهم !!
     سألنى بعض هؤلاء عن أمر فى الدين فتجاهلت علمها وقلت فى نفسى: أحرمهم من التطاول بها فى المجالس والخروج عليها بسوء العمل ، وسأكتم هذا العلم عنهم ، ولكنهم مع الأسف سيجدون ما يطلبون ، وسيبقى الدين يعانى المتاعب من هؤلاء الدجالين.

الشيخ محمد الغزالى: من كتاب تأملات فى الدين والحياة

0 التعليقات:

إرسال تعليق