مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

6 الإسلاميون وضرورة مراجعة مواقفهم

بقلم: أبوالمعالى فائق
     بعيدا عن العواطف والمجاملات والشعارات لا بد وأن يعترف كبار ما يسمى بالإسلاميين بأخطائهم الفادحة التى أدت إلى وأد ثورة 25 يناير فقد كنت أحد أكبر المدافعين عن التيارات الإسلامية السياسية بصفتى الحزبية حيث كنت الأمين العام المساعد لحزب العمل بقيادة الأستاذ مجدى حسين واستقلت منه فى نوفمبر 2012 لأن بعض قيادات الحزب كانت تعمل بنظرية ما أريكم إلا ما أرى،وبقربى من تلك التيارات التى تعاملت مع ثورة 25 ينايربكل استهتار وسذاجة..بل ومراهقة سياسية،وكانت تلك التيارات المسماة بالإسلامية وهى فى صفوف المعارضة كانت تعمل بطريقة جيدة حتى لو أصابها بعض العوار فى بعض الشخصيات التى كانت تفتعل المشاكل التافهة باعتبارها قضايا هامة،وكان نظام مبارك فى ذلك الوقت يتاجر بتلك الافتعالات حتى يوحى للعالم الخارجى أن لديه ديمقراطية،وبعد ثورة 25 يناير -التى دائما أسميها بالثورة الكاشفة حيث "عرّت" وكشفت الجميع- فبدلا من أن يلملم التيار المسمى بالإسلامى نفسه راح كل منهم يبحث عن مغنم لجماعته أو حزبه ثم هم الآن يبكون على اللبن المسكوب فبعد أن آلت إليهم السلطة والدولة يؤسفنى أن أقول أنهم تعاملوا معها بمنطق المراهقة السياسية،وكنا كلما كتبنا نقدا لتصرفاتهم الأقرب إلى الرعناء تجد ردودهم قاسية وأحيانا تصل إلى الإقصاء وفى الغالب كان يتم التجاهل بكل استعلاء,،وزاد الطين بلة تحول القنوات الفضائية الدينية إلى مبارزة معارضيها بنفس أساليبهم فضلا عن تناقضاتهم فى مواقفهم قبل وبعد 25 يناير ولم يحاولوا قراءة الواقع قراءة جيدة وتسرعوا فى تصريحاتهم وبياناتهم وكأنهم ملكوا زمام الأمور ونسوا أو تناسوا أن الجميع يتربص بهم،ولعل المشاهد لمسلسلات رمضان 2013 وما احتوته من ألفاظ خارجة لم يكن إلا كرد فعل لما يتفوه به البعض على الفضائيات الدينية وهنا لا بد من القياس على قول الحق سبحانه: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم،ولا بد أن أوضح أن الإخوان ظلموا أنفسهم حينما تخلوا قليلا عن حكمتهم المعهودة بترك الآخرين يتكلموا بلسانهم وكان هذا واضحا  جدا على منصة رابعة والنهضة،وبعضهم شارك فى هذا الظلم،وربما لم يشهد تاريخ الإخوان انتاكسة مثل التى حدثت لهم فى 2013،وبداية تلك الانتكاسة لاحت فى الأفق فى الأيام الأخيرة من الثلاثة الأشهر الأولى من حكم الرئيس مرسى وظهر ذلك جليا فى القرارات التى كان يتخذها وكانت تخرج المسيرات لتأييدها وكنت أحد الذين يؤيدون تلك القرارت وفجأة نجد التراجعات عن تلك القرارات وكأن شيئا لم يكن الأمر الذى أحرج المؤيدين من غير الإخوان للرئيس مرسى،وهناك الكثير من شباب "الإسلاميين" باتوا يتذمرون من تصرفات القيادات رغم تكتمهم على هذا التذمر فى محاولة منهم ليراجع القيادات أنفسهم،وإذ لم يكن هناك مصارحة ومكاشفة وترك الشباب يفكر بإرادته وبعقله من غير تأثير من هذا أو ذاك فلن يصبر الشباب طويلا للتمرد على قيادات أدت دورا لا يستهان به فى العمل العام،ومن ثم سيكون القرار للشباب الذى أصبح فكره وتكوينه تخطى حدود الغرف المغلقة.
     أما الذين تسيطر عليهم دائما نظرية المؤامرة لكى يعلقوا فشلهم عليها لا بد وأن يعلموا أنهم هم أول من تآمروا على أنفسهم حتى ولو بدون قصد حينما نصّب البعض منهم نفسه وصيّا على الشعب ولم يجد من يردعه من بنى قومه،لقد أستطاع الإسلاميون -وأقصد بالإسلاميين كل من تصدى للعمل الإسلامى السياسى من أحزاب وجماعات-  فى مصر أن يعطوا فكرة سيئة للحكم الإسلامى لدى كثير من الأوساط المصرية والعربية حينما لم يروا فى الحكم الإسلامى إلا حد الحرابة وأن الليبرالية والعلمانية هى الكفر كل الكفر،ولم تحاول التيارات الإسلامية أن تستفيد بوجهات نظر التيارات الليبرالية والعلمانية على حد وصفهم وإن كنت أرى أن الإخوان كانوا يتعاملون مع الجميع لولا أنهم خلطوا أنفسهم بتيارات إسلامية أخرى لا تعرف من السياسة إلا تكفير الحاكم وضرورة جهادهم فى وقت هم لم يستطيعوا جهاد أنفسهم،وهذا لا يعنى أن التيارات السياسيةغير الإسلامية جديرة بحكم البلاد بمفردها -لا- بل لا بد من مشاركة الجميع فى تسيير السفينة إلى بر الأمان.فالجميع مضطر لأن يأخذ كل تيار من أفكار التيار الآخر ليس عنوة،لكنها طبيعة الأمور،وحتى هؤلاء الذين يحاولون أن يلصقوا كل نقيصة بجماعة الإخوان -مع التأكيد على أن الجماعة كانت شريكا فى هذا الإلصاق- سيلجأون إليهم إن لم يكن بأشحاصهم فبأفكارهم شاءوا أم أبوا.
     وفى النهاية تبقى كلمة للجميع: الفشل ليس نهاية المطاف،وأى تجربة ناجحة سبقها عشرات التجارب من الفشل 
     

6 التعليقات:

مصطفى يقول...

أتنفق مع كثير مما كتبت يا استاذناولعله درس شديد رزق الله الجميع استيعابه والاستفادة منه؟؟!!!!

Unknown يقول...

شكرا لك أستاذ مصطفى ولعل فيما يجرى حكمة لا يعلمها إلا الله.

شريف فتحى جامع يقول...

الأستاذ أبو المعالى فائق صاحب القلم المبدع و الرأى الصائب الدقيق .... سلام الله عليك سيدى الفاضل و رحمتة و بركاتة .....
لا أدرى إن كنت فى مقالك هذا كتبت كاشافا أو واصفا أم ناصحا أم مستنبطا أم داقا لأجراس و نواقيس الخطر ..
فأنت كما تعودت منك فى كتابتك الكثيرة على منبرك ( مدونة لقمة عيش ) تكتب دوما كجراح ماهر يستخدم مشرطة الحاد جدا ليضعة فوق مكمن الداء مسئصلا فى جراحة ماهرة أو كطبيبا حاذقا ينظر لمكمن الداء واصفا بعين الخبرة و الدقة و المهارة دواء ناجعا و إن كان مرا و إن لم يستسيغة بعض المرضى فتجدة مصرا علية أى الطبيب لأنة يعلم بأنة ترياقا شافيا من كثير من السموم .
أقول قد كتبت واصفا فى مقالك هذا الحالة التى أدت بتعبيرك أنت إلى " وأد ثورة 25 يناير " و إن كان التعبير قاسيا و عنيفا و لا أخفى عليك مثبطا لكنى أرى أنة فيما ختمت بة مقالك أيضا بعض من التوصيف للحالة ربما يكون المرضى إلى حد ما و هو " أن الفشل ليس نهاية المطاف " و طفت فى مقالك شارحا أسباب هذا الفشل على كل من تصدروا العمل الإسلامى السياسي كاشفا و منبها عن أخطاء وقعت جلها عن غير خبرة أو غير قصد أو سوء تعامل أو خطأ تدبير .... لكنى سائلك سيدى الحبيب هل ما حدث هو عدم تصور لما بعد 25 يناير من الجميع و عدم الجهوزية لتولى زمام الأمور أم لسرعة الحدث و قوتة .
ما هى الكلمات و أرجوا أن تكون طوالا التى تنصح بها الإسلاميون لكي يعيدوا ترتيب البيت من الداخل و إعادة الظهور بشكل يناسب ما بعد وأد الثورة .
تحديدا هل مكمن الخطأ أو الخطر فى الخطاب الإسلامى هو فقط التناحر و التضاد ما بين الإسلاميين أم الخطاب المنفصل عن الواقع و المغيب أم فى عدم تحديد مشروع واضح لنظام الحكم من وجهة نظرهم
....................................................... لدى الكثير من الأسئلة أستاذى الحبيب لكنى أكتفى بهذا حتى تتاح لى الفرصة من ردكم المنتظر أن أنهل من علمكم و أستنير بفكركم فى ظلمات و مدلهمات الطرق التى أصبحت الأن أمرا أمامنا مؤلما .........
تحياتى
تقديرى
محبتى
دعائى
لكم أستاذى العزيز

Unknown يقول...

الأستاذ شريف جامع شكرا جزيلا على تعليقك
ــــــــــــــــــــ
وإذا كان لى رد على تعليقك بكلمات طوال ناصحا فلن أجد أكثر مما جاء فى تعليقك،ومحاولة فهم ما يحدث من كل الأطراف وفى القلب منها الطرف الإسلامى.


تقبل تحياتى

مايا يقول...

الموقع حقيقي تحفه لكم مني اجمل تحيه

غير معرف يقول...


هون على نفسك ولاداعى لتحميل الامور اكثر مما تحتمل فلاتنظر الى الخلف طويلا فنحن احوج ما نكون الى التقارب واللين في ايد من نحب تحياتي واسف علي الاطالة -----جمال اخوك

إرسال تعليق