مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الخميس، 27 ديسمبر 2012

0 الرئيس "محمد مرسى" يخالف الدستور الجديد

الرئيس الدكتور "محمد مرسى"
     فى البداية حينما أنتقد سياسة الرئيس المحترم "محمد مرسى" - الذى أتمنى من الله فى علاه أن يرشده إلى الصواب - فهذا لا يعنى أننى أرفضه بالعكس كنت وما زلت أكثر المؤيدين له،حتى يظهر لنا الأفضل سواء كان إسلاميا أو غير إسلامى..لكن فقط أردت أن أشير إلى بعض الأمور التى تمر على السيد الرئيس لتضعه فى موضع لا يحسد عليه،وبخاصة فيما يتعلق بالدستور الجديد الذى وقع عليه سيادته،والذى كان محلا للجدل،وحتى لحظة كتابة تلك السطور ما زال الجدل قائما حول هذا الدستور،لا سيما وقانون العزل الذى تم وضعه فى المادة (232) وهذا نصها: "تمنع قيادات الحزب الوطنى المنحل من ممارسة العمل السياسى والترشيح للانتخابات الرئاسية والتشريعية لمدة عشر سنوات من تاريخ العمل بالدستور ويقصد بالقيادات كل من كان فى الخامس والعشرين من يناير 2011،عضوا بمجلس الشعب أو الشورى فى الفصلين التشريعين السابقين على قيام الثورة". أعلم أن تلك المادة ستكون هى طوق النجاة للبعض الذين لا يتمتعون بقواعد شعبية فى دوائرهم والذين يحاولون مد جسور المحبة مع جماعة الإخوان المسلمين وحزبها العملاق - الحرية والعدالة - آملين فى وضع بعض أعضاء حزبهم فى مرتبة متقدمة على قوائمهم ثم بعد أن يصلوا إلى مآربهم يسبونهم ويلعنونهم علنا بعد أن كانوا يسبونهم سرا فى مقارهم الحزبية.
      والمخالفة التى وقع قيها السيد الرئيس هى أن هناك بعض من تم تعينهم فى مجلس الشورى كانوا أعضاء فى مجلس الشورى السابق،فضلا عن أن المادة مفصلة تقصيلا غير دقيق فالحزب الوطنى لديه من الكوادر غير المعروفة التى سيدخل بها الانتخابات بدعم قوى من الشخصيات التى ينطبق عليها قانون العزل،وربما لو حذفت تلك المادة أو عدلت (5) سنوات بدلا من (10) سنوات لكانت أفضل ولخففت من حدة الصراع القائم،وإذا كان الهدف من وضع تلك المادة هو إبعاد من كانوا فى الحزب الوطنى عن الحالة السياسية فإن المجتمع المصرى سيتعاطف مع من وضعت ضده القوانين لتكبيله،وهذا ما كان يحدث من قبل فكلما زاد الضغط على جماعة "الإخوان المسلمون" كلما زاد التعاطف معها شعبيا،وهذا ما سيحدث فى الانتخابات المقبلة لا سيما وأن جزءا من الانتخابات سيكون بالنظام الفردى،ولعل جملة ملايين الأصوات التى حصل عليها الفريق "أحمد شفيق" كانت بسبب المبالغة فى الهجوم عليه،وكم حذرت من المبالغة فى انتقاده..لكن لا أحد يسمع،وأحد القيادات السياسية الكبرى فى أحد الأحزاب كان يطالب أعضاء حزبه بشن حملة ضد السيد "عمرو موسى" معتقدا أن المجلس العسكرى كان سيدعم "موسى" فى انتخابات الرئاسة وكانت توقعاته غير صائبة.
     ثم أن الدولة الآن تدار بما يخالف مادة العزل فكيف بستقيم هذا الأمر ونحن نجد أن من يخالف الدستور هم من وضعوه،وقد يتصور البعض أنى منحاز للحزب الوطنى،والحقيقة انحيازى للصالح الوطنى فكم تمنيت أن يكون الشعب هو الفيصل فى تحديد من يمثله فمثل تلك المادة لن تغير شيئا هى فقط لاستبعاد عدة أشخاص،وهذا يعنى أن الدولة الجديدة عازمة على الاستعانة بآخرين منهم فما فائدة تلك المادة "الثورية" اليتيمة التى لم ولن تغير فى واقع الحالة السياسية شيئا اللهم إلا زيادة فى التناحر على بعض مناصب زائلة ليس هذا فحسب..بل سترون جميعا التربيطات التى ستحدث بين من وضعوا تلك المادة -مادة العزل - وبين الذين تعنيهم تلك المادة وسترون كم سيكون الأمر مضحكا وعند المصالح الشخصية أو الفئوية ستتنحى المبادئ جانبا،ولك الله يا مصر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق