2 للذين يريدون هدم "الأهرامات" تبـّا لكم

     سمعت أحد الأشخاص على إحدى القنوات مع أحد الإعلاميين الذين تفننوا فى استضافة البعض من الذين يحبون الشهرة على حساب أى شئ،هذا الشيخ الذى يقول أنه حطم تماثيل "بوذا" كان عليه قبل أن يحطم تلك التماثيل أن يقوم بتحطيم العقليات المتحجرة التى جرّت على العرب والمسلمين ويلات،إن كل من فشل فى تكنولوجيا المعلومات لا يجد طريقة للتغطية على فشله إلا بالتصدر للفارغة،فلو كان هذا الرجل وأمثاله قد برعوا مثلا فى تصنيع صاروخ عابر للقارات أو طائرة عربية متطورة كان سيكون أفضل تعبدا لله من أن يشغل باله فى موضوع تحطيم التماثبل،ومما يزيد غضبى أن نجد أشخاصا يتحدثون عن هدم "الأهرامات" ببساطة وسذاجة منفطعة النظير،والله الذى لا إله غيره إن بناة الأهرامات لهم أشد إيمانا من الذين يريدون هدمها حيث أنهم كانوا يؤمنون بفكرة حسب معتقداتهم وأرادوا أن يحيوها فهل فعل هؤلاء مثل ما فعلوا،هناك بعض الشواهد فى الكون قد ثبتها الله وحافظ عليها لنتخيل كيف كان يعيش هؤلاء القوم،وكيف كانوا ينحتون الصخور ليجعلوا منها تحفا فضلا عن أن يجعلوا منها بيوتا تقيهم تقلبات الدنيا فكان هؤلاء القوم بمقاييس اليوم هم علماء عصرهم،إن القرآن الكريم قد أمرنا أن نسير فى الأرض فننظر فى عاقبة الذين كانوا من قبل رغم ما فعلوه،وكم كنت أتمنى من الذين يريدون هدم الأهرامات أن يكوّنوا فريقا علميا يبحث المناطق التى حول الأهرامات وهل للأهرامات تأثير عليها من حيث الطقس،إن الطريقة الهندسية التى أقام بهاا الفراعنة تلك الأهرامات هى جديرة بالدراسة العميقة والاستفادة منها،إن المطلوب هدمه بحق هى ثقافة العجرفة،وثقافة الجرى وراء الشهرة بغض النظر عن الكيفية التى يتعامل بها صاحبها مع الشهرة،ويجب على الدولة أن تتعامل مع هؤلاء بحزم لا سيما وأن المجتمع المصرى مجتمع متدين بطبعه فلم نشاهد مثلا طقوسا معينة يؤديها المصريون تدل على أنهم يعبدون الأهرامات أو "أبو الهول" أو وجدنا مثلا طائفة من المصريين يذهبون كل صباح للسجود أمام تلك الأماكن الأثرية،إن ثورة 25 يناير لم تقم من أجل أن يخرج علينا البعض بكلام فارغ،لقد قامت ثورة مصر الحديثة من أجل الرقى بمستوى الإنسان المصرى الذى للآن لا يشعر به أحد،وكان أولى بهؤلاء الذين يتحدثون فى "الفارغة" أن يفكروا فى كيف يوفرون الطعام والشراب والملبس للإنسان،ثم كيف ينظمون المرور الذى أصبح مشكلة المشاكل فى مصر،إن الدعوة لهدم الأهرامات وأى أثر تاريخى فى مصر يتطلب من المجتمع أن يكثف رحلاته إلى تلك المناطق من أجل حمايتها قبل أن نجد أنفسنا مضطرين فى مواجهة تهدد مستقبل البلاد،ويجب على الإعلام أن يرحمنا من أمثال هؤلاء الذين تصورا أنفسهم أنهم هم من يوزعون رحمات الله على عباده أو هم من معهم مفاتيح الجنة لقد آن الأوان أن لا نعطى عقولنا لكل من هب ودب باسم الدين فقد تخلفت الأمة العربية ومعها الإسلامية بسبب سذاجة بعض الذين نصبوا أنفسهم عنوة ليكونوا متحدثين باسم الله فى الأرض وكأن وحيا جديدا قد نزل عليهم من السماء،هؤلاء وأمثالهم نفّروا الناس من الدين،وأصبح السخط على الفكرة الإسلامية هى السائدة بسبب هؤلاء،ليتهم يسكتون،ليتهم لا يتكلمون،وأسأل هؤلاء الذين يريدون هدم الأهرام أو هدم "أبوالهول" لماذا دائما فكرتم هى الهدم وليس البناء؟ لماذا لم تفكروا فى زراعة الصحراء لتجعلوها خضراء..آه لو تعلمون حجم الضرر الذى أصاب الإسلام من أفكاركم..إنه ضرر لو تعلمون عظيم.