 |
| الراحل "سلامة أحمد سلامة" رحمه الله |
قبل ثورة 25 يناير كانت الصحف القومية كثير من الناس لا يتعامل معها إلا من باب التسلية..لكن هناك بعض الكتّاب الذين كانوا يجبرون الناس على شراء تلك الصحف للتزود بصدق ومعانى الكلمات،وكان من أبرز هذه الشخصيات التى كانت تحترم قلمها وكلمتها وقرائها فضلا عن أنه من القلائل الذين كانوا يقدّرون معنى "الليبرالية" ولم يتاجر بها،هذا الرجل "الكبّارة" هو الكاتب المحترم الأستاذ "سلامة أحمد سلامة" حيث كان المرئ حينما يشترى جريدة الأهرام المليئة بالإعلانات كان يشتريها فقط من أجل أن يستمتع بالزاوية المزيلة باسم "سلامة أحمد سلامة" وهى زاوية "من قريب" مع كامل احترامى للكثير من كتّاب وصحفى الأهرام،والحق أقول إن رحيل مثل هذا الرجل فى ذلك التوقيت الحرج الذى تمر به مصر فى ظل فوضى الإعلام بكل وسائله إنما يجعلنى على المستوى الشخصى قلق على مصير الصحافة فى مصر فهناك من الرجال حينما يغادرون الدنيا تشعر بالفراغ الذى تركوه مثل الفراغ الذى شعرنا به عقب رحيل الشيخ "محمد الغزالى" رحمه الله وما زلنا نتخبط فى هذا الفراغ،والكاتب المحترم "سلامة أحمد سلامة" ليس ككل الكتّاب فمصر مليئة بمن يحمل لقب كاتب أو صحافى لكنها فقيرة بأمثال "سلامة أحمد سلامة" الذى أمتعنا أيضا فى جريدة الشروق التى ولدت عملاقة لأنها تميزت بالكفاءات حيث كان على رأسها هذا الكاتب الذى رحل وهو يحمل هم هذا الوطن،ولو قدّر الله له العودة للحياة مرة أخرى أظنه سيكتب زاويته "من قريب" تحت عنوان "اتقوا الله فى مصر" فقد كان هذا الرجل وبعقلانية ليست مصطنعة يشعرك بأنه كان يحب هذا الوطن بكل جوارحه لدرجة أنه يشعرك وكأنه يكتب عاموده "من قريب" وهو يبكى أو كأنه يكتبه على فترات متباعده لانتقاء الألفاظ اللاذعة جدا لكنها لا تخرج ابدا عن حدود الأدب..نعم إنه رجل "كُبـّارة" يقدر معنى الكلمة ويحترم القارئ وهو يخاطبه،فما أحوج مصر لمثل تلك الكفاءات النادرة.
ولا يسعنى فى هذا المقام إلا أن أتقدم بخالص العزاء لأسرة الفقيد الخاصة،وأسرته العامة الذين هم كل زملاء وأصدقاء،وقراء الراحل الذين يقدرون معنى الكلمة،وفى الختام أتوجه الله فى علاه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته،وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
|
|
|
1 التعليقات:
رحمه الله رحمه واسعة
إرسال تعليق