مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الاثنين، 13 فبراير 2012

0 المعونة الأمريكية والحلول الساذجة

     فى بداية حكم الرئيس المحبوس "حسنى مبارك" كانت مصر قد قامت بحملة تحت شعار "تبرعوا لسداد ديون مصر"،وكنت وقتها أؤدى الخدمة العسكرية هذا الكلام كان فى منتصف الثمانينات،وطلب منّا وضع مقترحات لسداد ديون مصر،وكغيرى من المصريين الغيورين على كرامة وطنى كتبت اقتراحا بأن يتبرع كل جندى أو ضابط أو موظف براتب شهر وكتبت هذا فى ورقة وسلمتها للضابط المسئول فى ذلك الوقت كان ضابط شرف..لكنه كان ملتزما عسكريا إلى أبعد الحدود،وكان نشيطا كشأن العسكريين،وكنت أظن أن الضابط سيعجب باقتراحى فإذا به يمسك الورقة ويمزقها،وكنت وقتها غاضب جدا من تصرف هذا الضابط الذى هو نفسه كان يريد الاقتراحات،وربما مزق اقتراحى لأنه يصيب مرتبه على الرغم من أنه اقتراح ليس إلا،ومع الأيام رأيت أن هذا الضابط كان له كل الحق فى تصرفه فهو يرى حجم الإسراف فى كل شئ حوله من بداية التعيينات التى توزع،وحتى السولار والبنزين الذى يصرف فى غير موضعه فى كل مرافق الحياة فى مصر ومرورا بالخبز الذى لا يؤكل أردت أن أقول إن العادم أو التالف الذى لا يستفيد منه الوطن أو المواطن يساوى أضعاف المعونة الأمريكية..تذكرت تلك الحكاية بعد تلك الأزمة المفتعلة فى قضية المعونات الأمريكية،وتلك الحلول الساذجة التى طرحت على الساحة وكأن مصر تتسول على أولادها ووجدنا من يقول أنه يستطيع أن يجمع مبلغ المعونة فى ليلة واحدة وكأن الموضوع ما هو إلا "شوية" فلوس وانتهى الأمر،موضوع المعونة متعلق بالسيادة الوطنية والقرار الوطنى بعيدا عن أى فلسفة وأى مزايدات فلو كان الموضوع متعلق بمبالغ مالية لتكفل به بعض رجال الأعمال الشرفاء فى مصر،أو الاستغناء عن تدخين السجائر أو شرب الشاى لمدة شهر بمعنى أن المدخنين فى مصر ومعهم شريبة الشاى وخلافه يستطيعون أن يعوضوا مبلغ المعونة التى لم يستفد منها مصريا واحدا من الذين أتت من أجلهم المعونة فكل التبرعات التى كان يتبرع بها المواطن المصرى من عشرات السنين كانت كفيلة بأن تغنينا عن المعونة..لكن لفوضى التبرعات ولا نعرف أين ذهبت ولا من أين أتت عفوا ربما بعد سقوط "مبارك" عرفنا أين ذهبت وبالتأكيد مصادرها متعددة فمثل كل تلك الحلول المؤقتة لا تهم أمريكا ولنفترض أن دولة مصر قد ولدت اليوم واستقلت لتوها فعلينا أن ننظر إلى الدول التى قامت ونهضت وهى لا تملك من حطام الدنيا شيئا فى الوقت الذى رزقنا الله بكل مقومات الحياة،والشعب المصرى حينما يرى قيادة جادة وقدوة لن ينظر إلى كثير من الكماليات وسيتخلى عنها كثيرا من الوقت وما أخذته شركات المحمول من المصريين كان أضعاف أضعاف المعونة الأمريكية إننا نريد فقط رئيسا وطنيا يأكل مما يأكل الشعب ويمشى فى الأسواق بين الناس ويعيش فى بيت متواضع ويركب المواصلات مع المواطنين وفوق كل هذا أن يكون قويا أمينا وقتها فقط لن يرهبنا أحد بالمعونة الأمريكية ووقتها فقط يجد الشعب هو الذى يحميه بعد حماية الله له،ومع احترامى الشديد لاقتراح فضيلة الشيخ "محمد حسان" للبديل عن المعونة الأمريكية إلا أننى أراه ليس هو الحل الجذرى ولا الأمثل،فنحن فى الأصل لسنا فى حاجة إلى تلك المعونة بدليل الأموال التى نهبها مبارك وأسرته ونظامه،وعلى الشعب المصرى أن يتعاون مع المجلس الذى اختاره نيابة عنه فهذا المجلس هو اللبنة الأولى فى وضع مصر على سلم الاستقلالية الحقيقية التى ستغنينا عن أى معونة خارجية فحينما تكون مصر مستقلة وذات سيادة وطنية ونتعامل مع الغير بندية وقتها ستجد هذا الشعب الذى يقطع الطرق ويفعل كذا وكذا هو نفسه الذى سيرضى بالقليل وهو نفسه الذى سيزرع الصحراء وينتج منها القمح والأرز،والقطن،إن التصرفات التى نراها الآن من شعب مصر هى تصرفات مكتسبة من نظام سابق فقد كل أخلاقيات السنن الكونية وأخذ أسوأ ما فيها وغرسها فى الشعب كرها وربما يكون لهذا الشعب بعض  العذر فى مرات كثيرة،أذكر وأنا فى سجون المحبوس "مبارك" كنت أرى أناسا فى السجون يكرهون الخروج من السجن ليس حبا فيه لكنهم كانوا يجدون رغيفا يأكلونه مع بعض الفول والجبنة يبقى على حياتهم فى وقت كان يتمتع فيه الكبار برغد العيش دون النظر إلى من دونهم وقديما قالوا: "إن بطنة الغنى انتقاما لجوع الفقير" والمعنى فى بطن الشاعر قياسا،وبناء عليه إن مطلب المواطن المصرى هو العدالة الحقيقية التى تحقق المساواة بين كل أبناء الشعب وأن الاستقلالية الحقيقية هى الرد الأمثل على كل من يحاول أن يبتزنا بأى معونة فضلا عن أنه فى حالة الاستقلال الحقيقى بالقرار الوطنى ستجد إخوة لنا من الأشقاء العرب لن يبخلوا علينا ففى قوتنا قوة لهم وفى استقرارنا استقرار لهم ولا خير فى أمة فيها كل مقومات الحياة وتمد يدها للغير.

0 التعليقات:

إرسال تعليق