كثيرة تلك الدول التى يعمل أصحابها ضد أنفسهم،وكذا الحال بالنسبة لبعض الأحزاب التى أيضا تعمل ضد نفسها بشراسة،وكأن تلك الدول أو تلك الأحزاب تنافس نفسها فى فقد شعبيتها أو جماهيريتها،وإذا أراد المخلصون أن ينبهوا إلى هذا الخطأ الجسيم سواء على مستوى الدولة أو الحزب يجد من بيدهم الأمر يتخذون مواقف سلبية تجاه هذا الناصح الأمين حتى لو كانت تلك المواقف هى المقاطعة الشخصية..لكن سيأتى اليوم الذى يعرف المفسد من المصلح،وليس أمام الناصح إلا أن يصبر حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا،وموضوع هذا المقال ليس مرتبطا بوضع داخلى فالوضع الداخلى - وضع الأحزاب - مؤجل لحين ميسرة..لكن ما جعلنى أكتب هذا الموضوع هو السؤال الذى طرحه الدكتور "فيصل القاسم" فى برنامجه الخطير "الاتجاه المعاكس" وكان يطرح السؤال على أحد ضيوفه الذى ينتمى إلى المعارضة البحرينية وكان السؤال كالتالى: "كيف تفسر أو تشرح لى هذا الهوس الإيرانى بالديمقراطية فى البحرين ألا تعتقد أن إيران تسئ إلى انتفاضتكم،ولماذا إيران مستقتلة لأن توجد ديمقراطية فى البحرين وهى تساعد فى قتل وذبح الشعب السورى ولا تريد أن يتحرر الشعب السورى،وكذلك يخرج حسن نصر يبارك كل الثورات العربية ومنها البحرين إلا سوريا؟؟ واختتم الدكتور فيصل سؤاله قائلا لضيفه: "مش عيب بربك" وهذا هو بيت القصيد أن إيران وحزب الله فقدوا الكثير من شعبيتهما ومصداقياتهما لدى الجماهير العربية فهم يناصرون انتفاضة البحرين وفى نفس الوقت يؤيدون بشار الأسد فى قمعه انتفاضة سوريا فأين المصداقية لإيران أو لحزب الله وكان الأجدر بهما السكوت وهو أضعف الإيمان،وإذا أراد ناصح أمين لإيران وحزب الله أن يقول لهما: "اعدلوا هو أقرب للتقوى" وجدنا من يرد علينا بأن سوريا هى الدولة المقاومة وحائط الصد ضد الصهاينة وكنا نصدق هذا الهراء إلى أن جاءت انتفاضة الشعب السورى التى أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام السورى هو أبشع الأنظمة العربية وأى نظام يقتل شعبه لا نجد كلمة وضيعة نصفه بها،حتى كلمة عميل أقل من أن تقال عليه،النظام السورى كذب علينا جميعا وصدقناه ونشكر الشعب السورى العظيم الذى أظهر لنا كذب "آل الأسد" وكل من يحاول أن يلتمس عذرا ولو ضئيلا للنظام السورى فهو كذاب أشر ومتواطئ ضد الشعب السورى،وأن الطائفية المذهبية المقيتة قد دخلت على الخط وإذا استمر هذا الوضع على ما هو عليه فقريبا جدا سنجد مواجهة مسلحة بين أقوى وأكبر دولتين فى منطقة الخليج العربى وهما السعودية وإيران فى ظل غياب دور الجامعة العربية التى ظلت عاجزة عن اتخاذ أى دور لحماية الشعب العربى من بطش حكامه،وإذا حدثت تلك المواجهة الإسلامية الإسلامية فقولوا على الأمة السلام وهناك من ينتظر تلك المواجهة التى لاحت نذرها فى الأفق لا سيما وأن المنطقة العربية شبه محتلة أمريكيا،وإياكم إياكم أن تلقوا باللوم على الغرب وأمريكا،بل اللوم كل اللوم يقع على أمة العرب والمسلمين هذه الأمة التى لم تستطع أن تكون ماهرة إلا فى صناعة الكلام ويقتل بعضها بعضا،وإذا كان الله قد قال عن الكافرين أن بعضهم أولياء بعض: "والذين كفروا بعضهم أولياء بعض" فمن باب أولى أن نرى الذين آمنوا على هذا القياس فمتى نرى المؤمنين بعضهم أولياء بعض حتى لا نرى دولا تناصر الطاغوت فى مكان وتقف ضده فى مكان آخر،أفيقوا يا أمة ضحكت من تناقضها الأمم.
1 التعليقات:
فعلا سؤال يحسم امرهم
برجاء مشاهدة الفيدو
إرسال تعليق