مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

6 النظام السابق خاصم الأرض وعاداها فلفظته ونفضته ولم تعترف بمصريته،واسألوا القطن المصرى

هذه صورة بتاريخ 2/10/2011 عصرا
لست من هواة الحديث عن النظام السابق وجرائمه..لكن بعض الأمور أتوقف أمامها أجدنى مضطرا للحديث عن النظام السابق الذى خاصم وعادى الأرض والشعب،والسبب فى العودة إلى الحديث عن النظام السابق هو أننى كنت فى زيارة إلى إحدى قرى محافظة الغربية،وفى الطريق تعطلت السيارة التى كنت أركبها وحتى لا يتصور أحد أنى من ملاك السيارات فلا بد لى أن أوضح نقطة هامة جدا،وهى أنى كنت أركب سيارة أجرة "ميكروباظ" وهذا هو المسمى لدى الكثير من الفلاحين الذى أتشرف بالانتماء إليهم ولأنه "ميكرو باظ" فقد "باظ" بنا فى الطريق وهذا هو الطبيعى لأن منظر السيارة التى هى "ميكر   وباظ" عبارة عن صندوق حديدى يسير على أربع عجلات ربما يكون هذا الموديل من سنة "الله أعلم" كما يقولون.

     ماسبق تستطيع عزيزى القارئ أن تجعله جملة عرضية فى موضوع المقال حيث كان عطل السيارة على طريق يعج بالخيرات من الزراعات المتعارف عليها..لكن لفت نظرى صديق عزيز علىّ إلى أن بجوارنا قطن مزروع،والحقيقة أنى لم أصدق أن ترى عيناى القطن مرة أخرى بعد أن قضى على زراعته وزير الزراعة الأسبق "يوسف والى" بمباركة رئيسه "مبارك" آن ذاك،ولعل الجيل الحالى وأغلبه تربى فى عصر الرئيس المحبوس على ذمة قضايا عدة - حد يعرف مين هو الرئيس المحبوس - لم ينعم ويتلذذ نظره بزراعة القطن على جانبى الطريق،ولم تتلذذ أعين هؤلاء بمنظر الأولاد الذين كانوا يخرجون صباحا ليعودا عصرا بعد عودتهم من "الدودة أو اللطعة" هذه مسميات قد نساها الناس للأسف الشديد والبعض ربما لا يعرفها،وكان المنظر الأشد سرورا للعين حينما كان يأتى موسم "جنى القطن" الذى كان أشبه بفرح يقيمه كل أهل القرى فى مصر فقد كان الأولاد (صبيان وبنات) يخرجون صباحا فى يوم شديد الحرارة ويحمل كل منهم صرته وبها غداه البسيط المكون من العيش والجبن والبصل ويعودون آخر اليوم وقد أنتهوا من مهمة جنى القطن عند الحاج فلان أو الحاج علان وكان الفلاح الذى أكرمه الله بزراعة هذا المحصول الذى كنا نطلق عليه: "الذهب الأبيض" كان يعتبر هذا موسما لتزويج البنات أو الصبيان،لقد كدت أن أبكى حينما رأيت وسط تلك الزراعات هذا المستطيل من القطن المزروع الذى يعلن عن أصالة صاحب تلك الأرض،حينما رأيت هذه القطعة الصغيرة من الأرض وقد اعتلى حطبها هذا المنظر البديع منظر القطن الأبيض تذكرت على الفور يوم أن كنا "نكبس" القطن فى "الأجولة" الكبيرة ونرقمها ونحملها إلى الجمعيات التعاونية لننتظر الوزن والنمرة التى سنحصل عليها لنقبض ثمن هذا القطن من الجمعية الزراعية،هذا القطن المعروف بقطن طويل التيلة ربما يكون قد انتهى تماما من الغيط المصرى واختفت آلاف الفدادين من زراعة "الذهب الأبيض" بسبب المؤامرة التى قادها "يوسف والى" وزعيمه "مبارك" ضد زرراعة القطن،إن محاكمة يوسف والى الآن على بعض الاتهامات المنسوبة إليه ربما تكون هينة بمقارنتها مع أكبر جريمة حدثت لاغتيال القطن المصرى طويل التيلة،حينما تعطلت السيارة التى كنت أركبها وصديقى العزيز تضايقنا وحينما رأينا هذه القطعة الصغيرة من الأرض وهى مزروعة بالقطن زال هذا الغضب والضيق فى حينه وكأننا شهدنا أثرا من التاريخ،أتمنى لو أن كل منا جلس بين أهل وجيرانه وسأل من سبقوه عن موسم محصول القطن ليعلم هذا الجيل أن النظام السابق لم يخاصم فقط الشعب،بل خاصم الأرض فلفظته كما لفظها،وأتمنى أيضا لو أن الفلاح المصرى عاد إلى سابق عهده واسترد عرش القطن مرة أخرى بعد أن اغتصبه النظام السابق،بل وأصدر عليه حكما بالإعدام،لكأنى أشعر بالأرض وهى ترقص وتهتز فرحا بمحاكمة هؤلاء الذين خاصموا الأرض وفجروا فى خصومتها ولم يراعوا حرمة تلك الأرض فأصابهم ما أصابهم وهذا مصير من يعادى ويخاصم الأرض .

6 التعليقات:

مواقع زواج النادى يقول...

تسلم ايدك

شركة المنارة للاستثمار يقول...

موضوع مهم ومثير للقراءه بالتوفيق دائما ومنتظرين الجديد
www.almanarheg.com

محمود القاضي يقول...

موضوع رااااااااااااائع ..

نيللي علي يقول...

السلام عليكم ورحمه الله
البوست فكرنى بالسعاده اللى حستها وقت ماكنت بقره روايه "الحرام" اللى أحداثها كانت بتدور فى أحدى القرى وعمال الترحيله كانت بتشيل اللطع أو الدوده ولازم يلحقوها قبل ماتفقس باليل عشان المحصول مايضيعش وكانت أول مره أعيش حياه القريه وسط هذا الراويه العظيمه ولما قريت كلامك عيشتنى مره أخرى حياه القرى وزراعه القطن أحيك على وصفك ويار ب مصر ترجع مره اخرى بلد القطن

نيللي علي يقول...

الراويه كانت للدكتور يوسف أدريس

Unknown يقول...

الأستاذة "نيللى" أشكر حضرتك على مرورك الكريم وتعليقك الهادف وأضم دعائى إلى دعائك أن نرى مصر وقد عاد إليها الذهب الأبيض .

تقبلى تحياتى

إرسال تعليق