قبل الخامس والعشرين من يناير كان المواطن المصرى يتعب من البحث فى القنوات الفضائية لمحاولة الحصول على برنامج محترم من البرامج التى تعج بها الفضائيات،وكان حينما يرى سياسيا يتحدث عن الحزب الوطنى أو الرئيس السابق "حسنى مبارك" بمعارضة شديدة كنا نتصور أن هذا البرنامج أو مقدمه أو مقدمته هى من قوى المعارضة،وكنا نصب اللعنات على الذين كانوا يمدحون فى مبارك وحزبه،وكنت أتصور أن الإعلام المصرى "عقله" كبير وأنه بمجرد ذهاب الرئيس وحزبه سنجد إعلاما يحترم عقلية المشاهد المصرى الذى ظل "يمقق" أو يمئئ" نظره فى التلفزيون طيلة 35 سنة دون جدوى اللهم إلا سياسة التضليل،الأمر لم يتغير كثيرا بعد 25 يناير فالوجوه التى تطل علينا والتى كانت تضللنا هى نفس الوجوه مع فارق بعض المصطلحات فالذين كانوا يمجدون فى مبارك وحزبه نراهم يلعنون مبارك وحزبه ويريدون منا أن نصدقهم،وفى نفس الوقت يحاولون التشكيك فى الثورة ويصورون لنا مصر كما لو أنها أصبحت دولة لا يستطيع المواطن أن يمشى فيها عشرة أمتار على بعضها،وبعض الذين كانوا يعارضون مبارك وحزبه قبل الثورة لا يريدون أن يتخلوا عن منطق ما قبل 25 يناير،وهذا الوضع فى الإعلام المصرى ضار جدا بالصحة وأتمنى لو أن وزارة الصحة أجبرت أصحاب البرامج أن تسبق برامجها بعبارة: "هذا البرنامج ضار جدا بالصحة ننصحك بعدم مشاهدته" حيث أصبح الفرد منا يفرض عليه أشخاص وأناس وثوار وشبه ثوار،وقد يشاهد المرئ فى معظم البرامج الحوارية مجموعة من أصحاب "التناكة" كفيلة بأن تصيب المجتمع المصرى بسكتة دماغية فضلا عن التناقضات التى يشعرها المشاهد من ضيوف البرامج ومقدمى البرامج،وتحت بند الرأى والرأى الآخر نجد أنفسنا أمام مجموعة من محترفى "التوك شو" وهم يحللون ويغربلون وينصبون أنفسهم أوصياء على الشعب المصرى وربما لسان حالهم يقول: "بلا شعب بلا بلا" على رأى عمنا نجيب الريحانى الله يقدس روحه صاحب تعبير "بلا من غير لايكا" والحقيقة لم يختلف أداء الإعلام المصرى عن أداء أحزاب ما قبل 25 يناير،وأصبح شعار المرحلة فضائية لكل مواطن،وحزب لكل قرية والحصيلة صفر أكبر من صفر المونديال الشهير هكذا إحساس المواطن المصرى،وهذا بسبب المنظومة الإعلامية التى فى حاجة إلى إعادة تأهيل مذيعيها وضيوفها،وبخاصة حينما تشاهد الضيف من هؤلاء وهو "مشرور" وآخر وهو يتصور أنه حكيم زمانه،بصراحة أنا اتخذت قرار بعدم مشاهدة الإعلام المصرى لمدة شهر كامل بداية من كتابة هذا الموضوع..لكن أستثنى من ذلك أى خبر متعلق بوفاة أى زعيم عربى لمشاهدة حجم جنازته وأخص بالذكر رؤساء الدول التى قامت بها ثورات والتى ما زالت الثورات فيها قائمة وأيضا التى فى طريقها إلى ثورات فقد تخيلت مشهد مقتل الأخ العقيد وسألت نفسى هل سيكون له جنازة من الأصل أم سيتركوه تحت الأنقاض،وعلى فكرة أنا لا أمزح ويكفى على صدق ما أقول مشاهدتك عزيزى القارئ لحسام وإبراهيم حسن فى المباراة الأخيرة مع الاتحاد وكأن المشرحة ناقصة "قتلة" وجدنا السيد "شيكا بالا" يدخل على خط التشويح وجاءت النتيجة كما رأيتم والحقيقة أنا مشفق على جمهور الزمالك من الصدمة،وبجد بجد وجدت تشابها غريبا بين تعادل الزمالك مع الاتحاد وبين ما حدث لحسنى مبارك بدون تفاصيل،وعلى فكرة كلنا وقعنا فى خطأ المجاملات،واعتبرنا أن كل من يذهب إلى التحرير هو ثائر،وكل من ذهب إلى التحرير فهو قائد ثورة،ونسمع من أشخاص كانوا يلعنون الثوار الحقيقيين نجد الواحد منهم فى برنامج فضائى يقول: "وأنا لما كنت فى التحرير من يوم 25 ليوم 11 يوم خلع مبارك،ولما شفت الجمال جايه وعندى صورة والجمل بيشوت الثوار قلت خلاص الثورة نجحت" أنا بس عاوز المشاهد يركز على ضيوف البرامج الفضائية واحد واحد ويركز فى منظر الضيوف وهو بيحاول يحسب نفسه على الثوار وتكون قبلها قمت بعمل قياس للضغط وتقيسه أيضا عقب المشاهدة أنا متأكد أنك ستجد تغيرا قد طرأ وبالتأكيد للأسوأ لا أريد التطويل واللت والعجن واعمل مثل ضيوف الفضائيات الذين يلكون ويلتون ويعجنون ويخبزون والعيش بيطلع محروق أو غير مستوى لكثرة التكرار الممل الذى يفقد الضيف والبرنامج والمذيع كل خواص الإعلام الناجح،حتى قناة الجزيرة فقدت رونفها فى الأشهر الأخيرة وبخاصة بعد غياب أقوى برنامج فى الإعلام العربى "الاتجاه المعاكس" للإعلامى المشاكس الدكتور "فيصل القاسم" وأصبحت قناة الجزيرة "مباشر مصر" عبارة عن مكلمة أو مصطبة وكأن المصريين ينقصهم اللت والعجن،ومشكلة الجزيرة "مباشر مصر" أنها تنتقى الضيوف حسب المعارف والمجاملات فى انتقاء الضيوف فهو معيار الاختيار لديها،فإذا كانت الجزيرة بجلالة قدرها أصبحت كذلك فما بالكم بالقنوات الأخرى التى بينها وبين شبكة الجزيرة مئة سنة ضوئية فضلا عن القنوات التى خرجت مجددا خاصة بمطاريد التلفزيون الرسمى للدولة وهؤلاء فاكرين الموضوع جدعنة وكل واحد فيهم يريد إثبات حسن نيته وأنه كان مضطهدا فى النظام السابق إلى مثل تلك الترهات التى نسمعها من حين لآخر،وهذا الوضع ينطبق على بعض القنوات العربية التى كنت أظنها محترمة حتى جاءت الثورات العربية الأخرى فكشفت عن حقيقتها ففى الوقت التى تساند فيها ثورات فى دولة ما نجدها تعتبر الثورة فى دولة أخرى هى مؤامرة على النظام الحاكم فى تلك الدولة،وكما أن الأحزاب الجادة فى مصر سواء قبل أوبعد 25 يناير لا تعد على أصابع اليدين فكذلك الفضائيات وبرامجها لا تختلف كثيرا، وأرجو من الإخوة خبراء مجموعات الفيس بوك يقومون بعمل "جروب" كحملة لوقف جميع برامج التوك شو وحل أحزاب ما قبل 25 يناير واللى مش عاجبه يروح يعمل حزب جديد لو قدر يعمل،وإن شاء الله أنا سأقوم بعمل جروب لحل أحزاب ما قبل 25 يناير ..لكن تظل كلمة لا بد أن أسجلها حتى لو تضايق منها البعض وهى أن ثورة 25 يناير قد "عرّت" الجميع ووضعت كل واحد أمام نفسه والحاذق والفطن هو من يتعلم من أخطائه وأظنهم قليل..نعم الذين يتعلمون من أخطائهم دائما هم قلة هل فهمتم ؟؟ ليت قومى يفهمون..ليت قومى يعلمون.
|
|
1 التعليقات:
عندك حق .....
إرسال تعليق