|
المهندس عصام شرف فى 4 مارس 2011 محمولا على الأ‘ناق |
فى الرابع من (آذار) مارس 2011 حمل المصريون على أكتافهم المهندس "عصام شرف" ليكون أول رئيس وزراء يأخذ شرعيته السياسية من المصريين ومن قلب ميدان التحرير الذى كان المركز الرئيسى لثورة 25 يناير المجيدة واستبشرنا خيرا بأن يكون رئيس وزراء مصر جاء برغبة شعبية مليونية،وحتى يكون الرجل أكثر قبولا للجماهير اعتذر لهم لأنه لم يستطع أن يصلى الجمعة معهم،واعتذر مرة أخرى نيابة عن الشرطة العسكرية حيث قال للمحتشدين أعتذر نيابة عن الشرطة العسكرية إذا كانت تعاملت مع أحد بشدة غير مقصودة،ولم يفته أيضا أن يحيى شهداء الثورة وضحايا الثورة وأن يوجه تحية خاصة إلى أهاليهم،وقال يومها السيد "شرف" أنه جاء ليأخذ الشرعية من ميدان التحرير،وهنا دوى الميدان بهتاف جديد وهو: "الشرعية من التحرير مش مقاعد التزوير" وقد وعد "عصام شرف" الجماهير بأنه فى حالة عدم تحقيق مطالبهم سيكون مع الجماهير فى الميدان مرة أخرى وليس على المنصة،وقد هتف بنفسه من على منصة التحرير الهتاف الشهير للمصريين بعد الثورة: "ارفع راسك فوق إنت مصرى" هذا عصام شرف يوم توليه منصب رئيس وزراء مصر،ولأننا شعب طيب يحب الكلمة "الحلوة" واللى يضحك لنا يبقى حبيبنا وبخاصة لو أن الشخص المسئول "دمّع دمعتين" على خده يبقى ينفع رئيس جمهورية،وأعترف أنى وقعت فى فخ العاطفة وكنت أحد المؤيدين لترشح المهندس "عصام شرف" لرئاسة الجمهورية وبخاصة عندما صدرت منه "حركات" أقسم بالله أنى أظنها طبيعية والرجل لم يتكلف فيها مثل تناوله الطعام فى مطعم فول وطعمية،ومثل حكاية حذاء الست التى خلعته على بابه وقام هو ليحضره كل هذا بالتأكيد يصب فى مصلحة أى مواطن يتقلد أى منصب لا سيما وأن هذا المنصب ليس عمدة قرية أو مأمور مركز أو ضابط أمن دولة..إنه منصب رئيس الوزراء،والحق أقول ما زال لدى بقية من احترام للمهندس "عصام شرف" لا سيما وأنه تولى رئاسة الوزراء فى وقت عصيب قد يهرب منها الكثير..لكن بعد أكثر من 100 يوم أو ثلاثة أشهر ونصف ظهرت على المهندس "عصام شرف" أعراض قد يشخصها أطباء السياسة بأنها قد تصيب المسئول بمرض عضال وهو مرض ما كان يسمى بالحزب الوطنى الذى تم حله مؤخرا،وهذا المرض أشبه بمرض "الإيدز" صعب الشفاء منه،وأول عرض من أعراض هذا المرض هو الابقاء على عدة وزراء من النظام السابق لم يتحركوا قيد أنملة عن طريقة عملهم فى ظل حكومة المحبوس "أحمد نظيف" ولأن السيد "عصام شرف" يريد أن يرضى الجميع فقد أوقع نفسه فى المحظور الذى كان يمكنه أن يتفاداه أو أن يستقيل من مكانه وهنا سيجد تأييدا شعبيا واحتراما لشخصه بنفس درجة وقوة يوم أن حمله المصريون على أكتافهم،وبدلا من أن يحاول المهندس "عصام شرف" إصلاح ما أفسده معانوه وعلى رأسهم هذا الرجل الذى كأن بينه وبين الإسلام عداوة وهو الدكتور "يحيى الجمل" الذى كان يجب أن يرحل مع الفريق "أحمد شفيق" لحظة خروجه من رئاسة الوزراء،فهذا الرجل الذى كان يخدعنا بمعسول كلامه فى العهد السابق وكان يمتطى صهوة المعارضة أو هكذا تصورناه،الأدهى والأمر أن الدكتور "يحيى الجمل" يطالب ببقاء العسكر فى الحكم بينما العسكر أنفسهم يريدون أن يتركوا هذا الحمل الثقيل للمدنيين،وهنا قد أجد نفسى مضطرا لطرح سؤال قد يكون فيه خبث: هل حينما يطلب الدكتور "الجمل" ببقاء العسكر فى الحكم هل هذه وجهة نظره،أم هناك من أملى عليه هذا التصور؟ثم تصريحاته حول الانتخابات التى إن لم تتم فى موعدها فسيكون مقدمة لاندلاع ثورة ثانية نسأل الله أن لا تحدث فليس من المعقول أن يخرج 18 مليون يدلوا بآرائهم فى استفتاء 19 مارس ويأتى مسئول،الصدفة وحدها هى التى جعلته فى هذا المكان ليقول: بتأجيل الانتخابات إذن لماذا تم الاستفتاء فبدلا من أن يقيل نائبه من منصبه نجده قد تقمص دوره وأصبح يردد ما يقول،وهذه ثالثة الأسافى وهو الكلام المبطن والتصريحات الناعمة للدكتور "عصام شرف" الذى يقول فيها: "إنه يميل للدستور أولا" ما هذا يا دكتور "شرف" استقل يا رجل خيرا لنا ولك حتى لا يضعك التاريخ فى خانة قد تزعجك،أو قل لنا إن عليك ضغوطا من جهة ما حتى لا نتهمك باتهامات قد تكون برئ منها،ثم لى سؤال يا سيادة رئيس الوزراء وهو: من الذى يقوم بتسيير أمور رئاسة الوزراء فى مصر أهو شخصك الذى صفقنا له وحملناه على الأعناق فى ميدان التحرير،أم نائبك الغير مرغوب فيه إلا من فئة من الشعب بينها وبين الإسلام ما صنع الحداد أم هناك جهة أكبر منكما هى التى تأمر فتطاع؟؟!!،ولا ضرر أن يكون المجلس العسكرى هو الذى يدير الأمور إن كان هو فلماذ تبقى على نفسك فى مكان لا تستطيع أن تتخذ فيه قرار؟ وأى خطأ إدارى أو سياسى الآن سيكون المقصر فيه رقم واحد هو مجلس الوزراء بقيادتك ولن نلقى اللوم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة،وكيف نلومه وفى الدولة رئاسة مجلس وزراء،يؤسفنى أن أكون حادا معك يا سيادة رئيس الوزراء فقد أمسكت قلمى ولسانى طيلة الخمسة شهور الماضية بعد الثورة بحيث لا أتناول الوضع الحالى بأى انتقاد..لكن حينما يصل الأمر بالتلاعب بإرادة الشعب فالسكوت على هذا الأمر هو سكوت عن الحق،ولم ولن أكون شيطانا أخرسا،فحدد لنفسك موقفا يا سيادة رئيس الوزراء من أجل مصر،وأحذر أن يستغل أحد فيك تواضعك الجم الذى أحيانا يفسره البعض بالضعف اللهم إلا إاذ كان تواضعا مصطنعا فالله وحده الذى يعلم السر وأخفى،فكن قويا واحترم إرادة الشعب حتى لا يفقد هذا الشعب المصداقية فى الاستفتاءات أو الانتخابات ويكرر مقولته الشهيرة فى عهد النظام السابق: "رحنا زى مرحناش" أو "كده كده النتيجة معروفة" وتذكر أن التاريخ لن يرحم أحدا مهما تنامى حجم المزورين للتاريخ.
4 التعليقات:
سيدى الكريم ليس التاريخ فقط الذى لن يرحم أحد بل الشعب نفسه لن يرحم أحد يمكن ان يتسبب فى صياع ثورته
والذى دفع فيه من الثمن كل غال ونفيس من أعز الأبناء
تخيل ان وجود شرف فى الحكومه قد افسد فى ذهنى فكره "الدوله البرلمانيه " كلها ففكره ان يحكم مصر رئيس وزراءها على هذه الشاكله اصبحت فكره مروعه بالنسبه لى ...
اعترضت على هذا الرجل من البدايه و كتبت فى مدونتى عنه كتير و كنت دائما التقى ردود ان "ارحموه" و "كفابه اللى هو فيه" و كده و انا لم اقتنع يوما بفكره الطيبه و اكل الفول فى المطاعم و الافلام الهابطه دى..
تعليق أكثر من رائع يا دكتورةولأنك دكتورة فقد شرّحتى الموضوع بمشرط دقيق
تقبلى تحياتى
تحياتي لقد سجلت خطأ تعليق اخطأ في غير موضعه أرجو منك أخي أبا المعالي أن تصلحه وعفوا....أبوبكر شرق الجزائر
إرسال تعليق