|
صورة من صفحة الاستفتاءات على مرشحى الرئاسة |
فوجئت ربما كما فوجئ غيرى بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قام بخطوة غير مفهومة على صفحته الرسمية بالموقع الاجتماعى الشهير الذى أصبح ذو شهرة عالمية منقطعة النظير ألا وهو موقع الـ "
http://www.facebook.com" الذى أصبح ملاذا للمواطنين فى العالم كله فكل من يجد نفسه وقد وقع فى ورطة يلجأ إلى العارف بالله سيدى "
فيس بوك" وكنت أتصور أن السيد "فيس" بن "بوك" هو للشباب فقط وكثيرا من الناس يدخلون عليه وقد تجاوز سنهم الستين إلا أنهم يدخلونه باعتبارهم شباب،وفى مرة من المرات دخل علىّ شخص وكان أول سؤال سألنى إياه عن السن ولما قلت له على سنى الحقيقى ضحك هكذا "هههههههههههههه" فسألته لماذ تضحك فقال أنا عمرى "13" سنة وهذا الولد كغيره تصور أن عالم "الفيس" لا يدخله إلا الشباب أو الأطفال علما بأن هذا العالم المفتوح الذى فجر الثورات أصبح مثل رجل من عرب "نرهونة" - طبعا لا أحد يعلم أين تقع عرب ترهونة - ذهب إلى مدينة "نيويورك" ليسأل عن قريبه "عبدالعال" وبالصدفة البحتة التى تصل إلى 1 فى المليار دخل محطة البنزين يشرب شوية "مية" فوجد "عبد العال" هو الذى يناوله "الكوز" عشان يشرب وهذا هو وضع عالم "الفيس بوكى" العجيب الذى قد يقابلك فيه زميل لك فى الدراسة لم تكن تتصور أنك ستراه حيا أو ميتا،المهم أنا ضمن كثير من المصريين أعتز بجيش مصر العظيم وأرفض أن يهاجمه أحد وبخاصة فى تلك الظروف التى تمر بها مصر،كما أرفض أن يتم تداول الجيش على ألسنة الناس بمنتهى السهولة وكأننا نتكلم عن طابور عيش أمام طابونة فلا بد للجيش من أن تكون له هيبة،وإذا كان لا بد من الحديث عنه فليكن على نطاق ضيق مثل مجلس الشعب - الذى يريد البعض أن يؤخره خدمة لأطراف الله أعلم ماذا تريد بالضبط - وغيره من الأماكن التى يمكن للمصريين أن يناقشوا أمورهم فيها..لكنى فوجئت بهذا الاستفتاء الذى تم وضعه على
صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الخاص بمرشحى الرئاسة،وقد وضع المجلس الأعلى للقوات المسلحة 15 اسما من المحتملين للترشح لمنصب الرئاسة المقبلة فى نهاية 2011 وقد وقع خطأ كبير فى صياغة الخبر ليس هو فقط الذى من أجله أكتب هذا الموضوع،والخطأ الجسيم أن الخبر مكتوب وكأن هؤلاء بالفعل قد تم ترشيحهم حيث جاء فى خبر الاستفتاء الآتى: "
استطلاع
رأي بشأن المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة وهم من
الشخصيات العامة التي أعلنت ترشحها أو من الشخصيات التي تم ترشيحها من قبل
الشعب المصري والإعلام .. علماً بأنه سيتم حذف أي شخصية تقرر عدم خوض
انتخابات الرئاسة أو إضافة شخصية تقرر الترشح للمنصب في أي وقت". والحقيقة أن الخطأ غير جوهرى فكان يجب عليه أن يقول: "بشأن المرشحين المحتملين" لأنه حتى تلك الحظة وكلها أسماء مطروحة ومحتملة للترشيح هذه جملة عرضية لن أتوقف أمامها كثيرا..لكن ما أريد أن أسأل عنه ما هو الهدف الذى من أجله تم إنشاء تلك الصفحة فى هذا التوقيت إذا كانت هى حقا صفحة حقيقية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة التى لها معجبون قارب عددهم على مليون ومئة وسبعون ألفا وقد علق على الاستفتاء قرابة الـ "18" ألفا منذ بدايته وحتى كتابة تلك السطور غير المعجبين ،وبقراءة بسيطة فى التعليقات على الموضوع،وهذا الذى نخشاه أن يكون هناك من يخطط لجعل تلك الصفحة رسمية ويتم الاعتماد عليها ويتم الإيعاز للاشتراك وتغليب كفة مرشح على آخر ومن ثم ندخل فى لعبة الترشيحات عبر "الفيس بوك" مع يقينى بأن الأمر لا يعدو كونه إلا مجرد استفتاء ليس إلا..لكن المعلقين بعضا منهم وضعوا أسماء محل ريبة وشك وهذا حقهم فى أن يضعوا ما يشاءون من أسماء..لكن لو كان هذا الاستفتاء بعيدا عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة إننا نهيب بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى حظى بإعجاب الشعب المصرى أن يبتعد عن هذا الأمر حتى لا يضع نفسه فى موقف لا يحسد عليه وليترك الاستفتاءات للمراكز المتخصصة بهذا الأمر والبعيدة كل البعد عن مركز اتخاذ القرار،ومصر فيها ما فيها من المشكلات التى يجب على المجلس الأعلى للقوات المسحلة أن يتفرغ لها ويرصدها ويحاول قدر استطاعته التدخل لحلها،فمهام المجلس الأعلى للقوات المسلحة والجيش أكبر بكثير من أن يقوم بعمل استطلاع حول مرشحى الرئاسة المحتملين،فضلا عن أن هذا الاستفتاء سيشجع أخرين على الترشح من باب "الشو الإعلامى" لا سيما وأن الصفحة قد ذكرت أنه سيتم حذف أو إضافة من يترشح أو من ينسحب أتمنى لو أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعاد النظر فى هذا الاستفتاء وقام بإلغائه لأن البعض من المرشحين وأنصارهم سيفسرونه تفسيرات قد لا تعجب المجلس الاعلى للقوات المسلحة أقلها أنها تريد إضفاء الشرعية على بعض المرشحين حسب تقدمهم فى الاستفتاء وبغض النظر عن صحة هذا التخمين أو عدم صحته فإن هذا الاستفتاء ليس من صالح الثورة ولا صالح مصر ولن يتم تفسيره إلا بأنه محاولة لإشغال الرأى العام على "الفيس بوك" للتغطية على أمر ما لا نعلمه ..الله يعلمه.والراسخون فى السياسة يقولون إن عدم ظهور "مبارك" حتى اللحظة بالصوت أو بالصورة رغم الحديث عن التحقيقات معه يؤكد أن هذا الاستفتاء فيه "إن" ونريد من المتخصصين فى تفسيرات مصطلحات المصريين العجيبة يفسرون لنا يعنى إيه "إن" .
0 التعليقات:
إرسال تعليق