|
أين هم الآن ؟ |
هل جريمة الحزب الوطنى المنحل أن رئيسه كان "حسنى مبارك" فبعد أن تم حل
الحزب الوطنى عقب ثورة مصر المجيدة كثرت أصوات المنادين بعزل ومنع أعضاء
الحزب الوطنى المنحل من ممارسة العمل السياسى لمدة معينة من الزمن ولتكن 5
سنوات بحجة أنهم يمتلكون المال والبلطجية،ولا أدرى إذا كنت أرى أن قوة الحزب الوطنى
فى عهد مبارك لم تكن قوة مالية فقط بل كات القوة الحقيقية تكمن فى السلطة
والنفوذ وتسخير ممتلكات الدولة لكل مرشحى الحزب الحاكم فى ذلك الوقت التى أظنها لن تعود مرة أخرى،وهناك أدلة واضحة على أن الحزب الوطنى لا يمكن أن ينجح إلا
بالتزوير وقد وضح هذا جليا فى انتخابات 2005 الذى أشرف عليها القضاء المصرى فى كل مراحل العملية الانتخابية،وكان السبب الرئيسى لفشل الأعضاء فى وصولهم إلى البرلمان أنهم ينتمون إلى الحزب الوطنى وليس لأسباب شخصية وإنما فقط كانت جريمتهم أنهم أعضاء فى الحزب الحاكم آنذاك وقد وصلت النتيجة الحقيقية فى انتخابات 2005 للحزب الوطنى إلى 39% تقريبا رغم الانتهاكات الأمنية التى حدثت فى المراحل الأخيرة،ولولا أن وزير الداخلية المحبوس حاليا "حبيب العادلى" أعلن النتيجة بفوز الحزب الحاكم بأغلبية بعد ضم المستقلين فى الحزب وقال عنهم أنهم ترشحوا على مبادئ الحزب الوطنى ولولا هذا التزييف الواضح لما استطاع الحزب الوطنى أن يشكل حكومة،فهل الخوف من التزوير أم الخوف من أعضاء الحزب الوطنى المنحل الذى زالت عنه كل أسباب القوة،ولو
افترضنا أن قانونا صدر بمنع مئات الأشخاص من العمل السياسى كانوا ينتمون للحزب المنحل ومنعهم من
الترشح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة التى يريد البعض تأجيلها بسبب ما
يسمى بفلول الحزب الوطنى،فهل تعجز تلك المئات القليلة بأن تدفع بمرشحين
أكثر منهم سوءا لخوض الانتخابات ثم إننى أشم من بعض السياسيين رائحة التشكيك فى نزاهة الانتخابات المقبلة ففى طرح البعض نوع من أنواع الريبة والشك فى نزاهة الانتخابات المقبلة تتنافى مع الاعتراف بقيام ثورة ونجاحها،علما بأن الاستفتاءات كانت أكثر من رائعة بغض النظر عن النتيجة فضلا عن أن الانتخابات سيكون فيها ضمانات أكثر من الاستفتاء،وألا ترى معى عزيزى القارئ أن الشعب المصرى قد تغير وأنه
يستطيع أن يعطى صوته لمرشحه الذى يريده حتى لو دفع له البعض مبالغ مالية،وإلا نكون قد شككنا فى قدرة المجتمع
المصرى على التمييز والفرز بين الغث والثمين،والبعض يريد أن يكون وصيا عليه،ولا أظن أن مصريا حرا
قد يقبل بأن يعطى صوته لمن كان سببا فى خروجه فى الشارع وأطاح بنظام
ديكتاتورى أرساه ما كان يسمى بالحزب الوطنى ..لكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن لماذا فقط ندين الحزب الوطنى
بمفرده وهناك أحزاب أخرى لا تختلف كثيرا عن الحزب الوطنى من حيث طريقة
تعاملها فى الانتخابات السابقة ومنهم من قبل التزوير،ومنهم من قبل المساومة والصفقة ومنهم من كان يرى أن ضمانة نزاهة الانتخابات فى شخص "حسنى مبارك"،ومنهم من زور له الحزب الوطنى علانية وببجاحة منقطعة النظير،وأعرف أحد أعضاء المعارضة دخل الانتخابات لأنه كان يخشى أن الحكومة تأتى بزميل له فى نفس الحزب ضمن الصفقة المبرمة بينه وبين الحزب الوطنى لأن زميله شن عليه هجوما كاسحا بحجة أن مقره فتحه لجماعة ما،فضلا عن انتخابات المحليات السابقة التى كان لا يستطيع أحد من المعارضة أن يتقدم بأوراق ترشيحه إلا بتنسيق مع أمن الدولة إذا كنا منصفين حقا فعلينا أن نفتح جميع الملفات حتى لا تتهم ثورة مصر بمجاملة البعض على حساب آخرين إن الذين يريدون أن يجعلوا أنفسهم أوصياء على الشعب المصرى نقول لهم إن ثورة مصر غيرت كثير من المفاهيم لدى الشعب،ولن يسمح هذا الشعب العظيم لنفسه أن ينقاد لأحد مهما كان وإلا كان الإعلام المصرى قد أثر فيه فى الاستفتاء الذى تم فى 19 مارس 2011 إن سياسة الحق الذى يراد به باطل يجب أن تتوقف فورا،إن الأحزاب التى دخلت انتخابات 2010 وكانت تضع لنفسها سقفا فى عدد الأعضاء يتجاوز حجمها الطبيعى فى الشارع المصرى يؤكد أنها كانت "تظبط" أمورها داخل مكاتب أمن الدولة فى ذلك الوقت،ومن وجهة نظرى الشخصية أن تلك الأحزاب لا تختلف كثيرا عن الحزب الوطنى المنحل،وكم كنت أتمنى لو أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أصدر "فرمانا" بحل جميع أحزاب ما قبل 25 يناير التى وصلت إلى 24 حزبا لا يعرف منها الشارع المصرى سوى 4 أو 5 أحزاب لنرى كيف تعود تلك الأحزاب مرة أخرى رغم تبسيط إجراءات إنشاء الأحزاب،وأتحدى أن يصل العدد إلى 5 أو 7 من تلك الأحزاب التى كانت تعمل كمقاول من الباطن لدى الحزب الوطنى،ولا أبالغ إذا قلت أن ثورة 25 يناير التى جاءت كمنحة إلهية للمصريين لم تعجب كثيرا من السياسيين والإعلاميين الذين كانوا هم من يظهرون على الفضائيات وعلى الساحة كما لو أنهم قادة للمعارضة أو قادة سياسيون محنكون بينما كان السياسيون الحقيقيون لا يبرحون الشارع وكان الإعلام يتجاهلهم وكان البعض من القريب والبعيد يصفهم بالتهور هؤلاء كانوا قلة،وحتى اللحظة ينكرون ذاتهم لأنهم لا يريدون مجدا شخصيا،بل يريدون مصلحة الأمة،من يريد أن يخوض الانتخابات فليعمل لهذا ولا ينظر عمن ينافسه طالما أنه أقر بأن الانتخابات القادمة ستكون انتخابات حقيقية فالفيصل فيها هو الشعب،والشعب فقط بعد إرادة الله التى هى فوق الجميع.
2 التعليقات:
جرائمهم لاتعد ولاتحصى..
مقال مميز
إرسال تعليق