غدا الأربعاء 19/1/2011فى مدينة شرم الشيخ المصرية قبلة الرأسماليين من العرب والعالم تبدأ ا"لقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية" فى دورتها الثانية للدول العربية،وأهمية تلك القمة التى يترقبها المواطن العربى وما تسفر عنها من نتائج أنها تأتى فى ظروف بالغة التعقيد،والحقيقة أن أى اجتماع عربى سواء كان سياسيا أو اقتصاديا لا يهتم به المواطن نظرا لعدم ثقته فى القرارات العربية إلا أن قمة شرم الشيخ الاقتصادية ذات الأبعاد العربية تأتى عقب انفجار الوضع فى تونس،وكان الانفجار بسبب أزمة اقتصادية لم تجد من يعالجها بحكمة ويخطئ من يلقى بالمسئولية على بلدية تونس التى أهانت المواطن الحر "محمد البوعزيزى" الذى يريد البعض أن يسفه من تصرفه بإحراق نفسه،والذين يحاولون تسفيه ما قام به "محمد البوعزيزى" هم هؤلاء الذين يعيشون فى القصور ويسبحون بحمد الحكام ويأكلون أموال الناس بالباطل ثم يسخرون من المواطنين،فكانت النتيجة أن نزع الله الملك من آل بن على وآل الطرابلسى فى تونس،ومن هنا أقول إن المواطن العربى يتطلع إلى قمة شرم الشيخ أن تكون قمة مميزة قمة وحدة اقتصادية عربية حقيقية تتصالح مع الشعوب،فالأموال العربية كثيرة وكثيرة جدا ولو أن المسئولين العرب أرادوا لبلادهم ولمواطنيهم عيشا كريما وتخلى كل منهم عن أنانيته وظلمه لشعبه لمدة عام واحد فقط ووضع كل جنيه أو ريال أو دينار إلى آخر مسميات العملات العربية الناتجة فقط من زكاة الركاز وقاموا بعمل جماعى لحل مشكلة البطالة فى العالم العربى ربما تغفر لهم شعوبهم ظلمهم،إن وزراء المالية والاقتصاد ورؤساء وزرائهم فى العالم العربى هم أدرى الناس بالمشكلة،ومثل تلك القمم لا بد من أن يحضرها بعض وزراء الداخلية حتى يضعوا أمامهم التحريات الدقيقة على طاولة الدراسات الاقتصادية الأمنية التى بسببها انتشرت جرائم القتل والسرقة إلى أن وصلت إلى حرق النفس ومن ثم طالت حرق البلاد،إذ لم يشعر المواطن العربى وبخاصة فى الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة،وذات الدخول شبه المعدومة بتحسن ملموس فى الوضع الاقتصادى فستعمد الناس إلى استحداث وابتكار أساليب احتجاجية أخرى كان آخرها تقليد "محمد البوعزيزى" التونسى صاحب أحدث ابتكار لتفجير الثورات فقد قلده آخرون فى مصر والجزائر وموريتانيا لا حظوا العامل المشترك أن الذين قلدوا "البوعزيزى" هم من دول عربية والحبل على الجرار،ويكفى على الزعماء العرب فشلهم الذريع فى كل قممهم العربية التى لا تساوى تعب السفر والعودة،كنت أتمنى لو أن خلفية قمة شرم الشيخ الاقتصادية تكون عبارة عن صورة لثورة الشعب فى تونس لينظر إليها كل متحدث عن الأزمة الاقتصادية حتى يتذكر كل وزير وكل حاكم فى حال غضبة الشعب كيف سيكون مصيره،وإذا كنا قد عرفنا أن الرئيس المخلوع والهارب "زين بن على" كان قد اتفق مع شركة أمنية إيطالية لتهريبه فهذا يعنى أن هناك حالات ممثالة لحكام آخرين اتفقوا أو سيتفقون مع شركات أجنبية لتهريبهم للأسف من شعوبهم،وبهذا السر الخطير الذى عرفناه عن "بن على" سيجعل الشعوب العربية تفكر كيف تحبط أى محاولة هروب لأى حاكم سيتم خلعه وهناك بعض الحكام هم فى حالة "الخلخلة" أى قبل "الخلع" بمرحلة بسيطة جدا وأى غباء أو تجاوز ضد المواطن العربى سيكون الحاكم العربى هو للخلع أقرب منه للحشو والتثبيت فإما أن تكون قمة شرم الشيخ هى بداية الحشو والتثبيت الموقت لبعض حكام العرب وإما أن تكون هى حقنة "البنج" التى بعدها يتم "الخلع" لكن فى هذه الحالة سيكون البنج قد ضاع مفعوله وسيكون للخلع آلام مبرحة قد لا يستطيع المخلوع تحملها فيا أيها الحكام أنتم أمام خيارين إما الحشو والتثبيت المؤقت،وإما الخلع فهيا اختاروا،واللبيب من يقول بيدى لا بيد محمد البوعزيزى.
|
|
2 التعليقات:
واللبيب من يقول بيدى لا بيد محمد البوعزيزى
احسن تعبير لما يحصل
رؤوف
شكرا أخى الكريم رؤوف
إرسال تعليق