منذ سنوات
وبعد انتشار ثقافة "الإنترنت" انتشرت فكرة التدوين فى العالم العربى وفى
القلب منها مصر وقد وصل عدد المدونات فى العالم العربى إلى مئات الألوف ما
بين سياسية واجتماعية وثقافية وحتى جنسية،وتحولت من مجرد مذكرات شخصية يدون
فيها صاحب المدونة ما يمر به من ذكريات متنوعة ومختلفة إلى حالة من شئ
يشبه الصحافة الثورية وأيضا المستقلة وشبه الحكومية وكل يعبر حسب وجهته
السياسية وإن شئت فقل أصبحت تمثل الصحافة الموازية بغض النظر عن محتوى
مصطلح الثورية،فقد تجد صاحب مدونة يحكى عن حالة جنسية بحتة تصل إلى حد
الإباحية وآخر يكتب عن شائعة يتضح عدم صحتها وثالث يرى أن المدونة بالنسبة
له ما هى إلا تسلية،وأغلب مثل هؤلاء يكتبون تحت أسماء مستعارة،لكن بعضهم
تحت مسمى الحرية يكتب ويضع اسمه وغالبا ما يتوقفون بعد أن يفرغوا شحنة كانت
لديهم ولم يجدوا سبيلا لتصريفها،وهناك نوع آخر أخذ من التدوين كاحتراف
ربما لأن لديه ملكة الكتابة ولم يستطع أن يفرغها فى صحف رسمية أو حزبية لأن
بعض الصحف لا تريد مزاحم لها والبعض الآخر يرحب بفكرة التدوين ويخصص لها
مساحة فى جريدته أو مجلته،وبين الحين والحين نسمع أصواتا ضد المدونين
والمدونات وتحت حجج واهية نجد من يطالب بالتصدى لها وقد يكون لهؤلاء
أسبابهم التى انطلقوا من خلالها فبعض المدونين وما أكثرهم يستخدمون التدوين
بأسماء مستعارة ويكتبون أحيانا بعض التدوينات التى تسئ للمدونة وصاحبها من
حيث المحتوى الذى يصل إلى حد "الركاكة"،والبعض الآخر ينشر الشائعات التى
ربما يكون هو مصدرها الوحيد متصورا أن تلك الشائعة لا يقرأها أحد فى الوقت
الذى نجد فيه الدولة قد خصصت أجهزة لمراقبة المدونات وهذا يعنى أن الدولة
تعترف بوجود وبقيمة هذه المدونات،وليس كل أصحاب الأسماء المستعارة مدوناتهم
غير منضبطة فهناك الكثير منها رائع،لكن الأفضل أن من يتجه للتدوين عليه أن
يذكر على الأقل اسمه فهذا يعطى مصداقية للقارئ وإذا كانت هناك مشكلة تم
عرضها على المدونة يستطيع المسئول أن يجد من يتحاور معه إذا ما وجهت لأى
مسئول شكوى ولا مانع من أن يتم وضع ضوابط للمدونات من أصحابها أولا ولا
مانع من أن يطالبوا بعمل نقابة لهم قبل أن نجد أنفسنا وقد قامت لجنة شئون
الأحزاب فى مصر بفرع لها تحت اسم لجنة شئون المدونات وتتعامل الدولة مع
المدونات كما تتعامل مع الأحزاب وإن كان هذا فيه بعض المشقة على أى دولة لا
سيما وأن المدونات المصرية تعد من أكثر المدونات فى العالم العربى نظرا
للحالة السياسية التى تمر بها مصر بين الحرية وتقييدها من جهة وموت سريرى
لمعظم الأحزاب السياسية فى مصر فجاءت الفضائيات لتحل محل الأحزاب وجاءت
المدونات لتحل محل الصحف وأصبحت تمثل السلطة الخامسة فى العالم أجمع،وحتى
لا أكون مجامل للمدونين فهناك من يسئ إلى التدوين من خلال نشر الصور التى
تهين بعض الشخصيات حتى لو اختلفنا معهم فى الرأى وأيضا بعض الألفاظ التى
فضلا عن أنها مخالفة للقانون فهى مخالفة أيضا للشرع والأعراف مثل تلك
التصرفات الغير مسئولة إنما تسئ إلى الوسط التدوينى مع ملاحظة أننى لا
أتحفظ على نشر الواقع كما هو مثلا لو أننى وجدت وزيرا يتصرف تصرفا غير لائق
سأنشر عنه الحالة التى هو عليها بألفاظها وأفعالها شرط أن لا أكون متجنيا
عليه "فناقل الكفر ليس بكافر" لكن الذى أقصده أن أقول أن فلانا كذا أو بن
كذا إلا إذا ضبط متلبسا بجرم يجعل الأوصاف تنطبق عليه،ولأن غالبية المدونين
من الفئات العمرية الشبابية فيجب أن ينظر إليهم على أنهم فى حاجة إلى صبر
وتوجيه وليس إلى معاقبتة وتأنيبه ومصادرة مدونته وحبسه وإلا فلا فرق بين
الشاب الذى ارتكب خطأ دون قصد وبين هذا الذى يتصور أنه مسئول وحكيم وأنا
لست ضد محاسبة المخطئ من المدونين إذا ثبت أن التدوين بالنسبة له هو عملية
تسلية وفقط دون أدنى مسئولية فحينما يكون المدون صادق فى أخباره ومقالاته
وتحقيقاته سيجبر الآخرين على احترامه ولا يبالغ فيما يرصد ويتحرى
الحقيقة،وقد تعرضه الحقيقة أحيانا إلى مضايقات وقد حدث هذا مع زملاء من
المدونين،وهذا شأن أى نظام ديكتاتورى فالحقيقة ترعبه لكن المدون الذى يريد
التغيير والإصلاح لا يخشى فى الحق لومة لائم شأن شأن الثوار من رجال الفكر
والأدب الذين كانوا يطيحون بأنظمة حتى لو كان الثمن رقابهم .
|
|
2 التعليقات:
السلام عليكم.
كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن هذا الموضوع في وسائل الإعلام التقليدية و في المدونات و في الالملتقيات ..الظاهر أن هناك جديد أضحى يتراءى في الأفق.
ربنا ستر.
تحياتي.
بالتأكيد هناك مؤامرة تدبر ضد المدونات وعلينا أن ننتبه ونعد العدة لهذا.
إرسال تعليق