جزئ كبير جدا فى خلافنا مع النظام الحاكم فى مصر هو التصاقه المباشر بأمريكا،وكلما رأيت معارض مصرى أو عربى يتحدث من أمريكا عن التغيير أضع يدى على قلبى بغض النظر عن النوايا التى تكمن داخل هذا المعارض،ولا زلت أذكر هذا الاجتماع للمعارضة العراقية فى أحدى الدول الأوربية الذى بثه التلفزيون الرسمى للكويت قبيل الاحتلال الأمريكى للعراق،والأشخاص الذين ريأناهم فى المؤتمر هم أنفسهم الذين نزلوا من الدبابات الأمريكية مع الاحتلال الإرهابى الأمريكى للعراق وقد يكون رغبتنا فى التغيير تجعلنا نغمض العين عن بعض الأساليب التى ربما يكون ضررها أكثر من نفعها التى يلجأ إليها بعض معارضى النظام المصرى،الذى جعلنى أقول هذا الكلام هو المناظرة اليتيمة التى بثتها الـ "سى إن إن" الأمريكية الدولية مساء الخميس 29/4/2010 بين الدكتور محمد البرادعى الذى كان فى استوديوهات المحطة فى مقرها بنيويورك وكان الطرف الآخر من القاهرة القيادى البارز فى الحزب الوطنى والنائب فى مجلس الشعب "أحمد عز" الذى حاول بقدر الإمكان يظهر الفزاعة التى دائما يخرجونها للغرب عامة ولأمريكا خاصة وهى فزاعة الإخوان المسلمين،وكأنه يوجه رسالة إلى أمريكا بأن الحزب الوطنى هو الضمانة الوحيدة لعدم صعود أى تيار إسلامى للحكم،وبخاصة جماعة الإخوان،وحتى لا تنكشف اللعبة فقد وجه بعض النقد لليسلريين الذى ثبت فشلهم فى مرحلة الستينيات على حد وصف "أحمد عز" وهذا ليس بغريب على أتباع الحزب الوطنى ومن حقهم أن يدافعوا عن حزبهم وحكومتهم بالطريقة التى يرونها حتى لو تحالفوا مع مستر "إبليس" لكن الذى أخشاه أن يتخذ البعض الإعلام الأمريكى الذى يساند الديكتاتوريات العربية فى سبيل مصالحها أخشى أن بعض المعارضة تتخذ من أمريكا سندا لها وفى تلك الحالة نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار،ففى بعض ما قاله الدكتور البرادعى أنه يريد الديمقراطية فى أسرع وقت ممكن ولا أدرى هل هذا طلب من أمريكا أم هو هدف يرجو تحقيقه من خلال الداخل المصرى،وكل ما قاله الدكتور البرادعى لا يختلف عليه إثنان على الرغم من الغموض الذى يدور حول موقفه من بعض القضايا المحورية مثل موقفه من اتفاقية كامب ديفيد،وموقفه أيضا من المادة الثانية من الدستور،وبغض النظر عن سلبية أو إيجابية موقفه من هاتين النقطتين إلا أن السؤال الأكثر تداولا وبخاصة بعد المناظرة التى كنت أود أن تكون على فضائية عربية أو مصرية هل بدأت المعارضة فى مصر أو بعض من المعارضة الاتجاه إلى أمريكا للتغيير هذا سؤال ليس أكثر بعيدا عم أى اتهام، فما يحدث فى العراق يجعلنا نلعن أى تغيير يأتينا من الخارج عامة ومن أمريكا خاصة،وعلى النظام الحاكم المتسلط فى مصر أن يتخلى عن غبائه بعض الشئ وينظر حوله ويترك سياسة السذاجة التى ينتهجها ضد الشعب المصرى،ولا بد من أن النظام يفهم أن الحرية الحقيقية هى سفينة النجاة التى ستأخذنا إلى بر النجاة للحاكم والمحكوم أما العنجهية التى تتمتع بها الحكومة المصرية التى جعلت نفسها فى خدمة رجال الأعمال وبعض قيادات الحزب الوطنى لا يمكن أبدا أن تبشر بخير،والسؤال الذى أطرحه على الرئيس مبارك ألم يكفك كل هذا الوقت رئيسا لمصر؟؟ ثم هل تتصور أن الله كتب لك الحياة حتى قيام الساعة ولو كان الأمر كذلك لكان أولى بها الأنبياء والرسل لكن الله كتب الموت على كل نفس ليكون التغيير والتطوير أحد أهم سنن الحياة فى هذا الكون وكم سيكون التغيير أفضل لو شاهدته وأنت على قيد الحياة ربما يذكرك به التاريخ. نأمل أن يكون التغيير نابع من إرادتنا المصرية الخالصة وبطريق سلمى .
|
|
1 التعليقات:
أهلا بك
هذا هو الرابط
http://www.daliayounis.com/blog/archives/292
و بالتوفيق في رحلة الثلاثين يوم من التدوين
و التي ستشجع الكثير للعودة و المواظبة على التدوين
إرسال تعليق