بالأمس اتصل بى أحد الأصدقاء طالبا منى أن أذهب معه لمحاولة الصلح بين أسرة لم يمر على زواجهما الكثير من السنوات رزقوا بفتاة جميلة فى السنة الأولى من زواجهما،هى الآن فى مرحلة بداية الكلام،فى بداية الأمر ترددت أن أذهب مع صديقى،حيث أنى مؤمن بأن المشاكل الأسرية إذا خرجت من مكانها فسوف تزداد،لكن إلحاح صاحبى جعلنى أذهب معه،وقبل أن أصل إلى باب البيت الذى فيه مشكلة سمعت صوتا عاليا يصرخ ويتلفظ بألفاظ لا تتفق وظاهر الرجل،فقلت لصاحبى معقولة أن تكون هذه الألفاظ تخرج من هذا الشخص فنظر إلى ضاحكا،وقال :الحمد لله الذى عافانا،فطلبت منه عدم الدخول حتى لا نحرج الرجل ونأتى له فى مرة أخرى فصمم صاحبى وقال بالعكس هذه هى الفرصة التى نضعه فيها أمام نفسه،وبالفعل دخلنا فإذا بنا فى مكان أنيق مرتب ومنظم بفعل لمسات ست البيت التى هى زوجة هذا الرجل أطرقنا جرس الباب ألقينا السلام بعد أن فتحت لنا سيدة يبدو عليها الوقار والحشمة فقالت لصاحبى تفضل يا أستاذ فلان سألها هل الأستاذ فلان موجود قالت نعم موجود انتظر حتى أنادى عليه وبعد فترة من الوقت ليست كثيرة خرج علينا مرتديا ملابس عادية (بيجاما) وهو لا يعلم أننا سمعنا صوته الذى كان يصل إلى كل من حوله من سكان عمارته،سأل صاحبى خير "هيه اتصلت بيك تانى" فقال له صاحبى الذى يبدو أنهما أصدقاء بشدة اسمع يا فلان لماذا أنت تظهر فى خارج منزلك بمظهر،وفى بيتك بمظهر آخر وتدّعى أنك الزوج المثالى وأن كل النقائص فى زوجتك ألا تتق الله يا رجل فإذا به يهيج ويميج فحاول صاحبى أن ينبهه بأنى موجود فأشرت له أن يتركه يقول ما لديه،فسألته هل هذه طريقتك فى البيت دائما،فنظر إلى معتذرا حيث قال لى أنا آسف والله دى مش طبيعتى بس بنت ال..... جعلتنى أخرج عن شعورى بسبب أمها فقلت له يوم أن تزوجت زوجتك ألم تكن تعلم أن لها أما وأبا وأسرة لماذا لم تجلس معهم وتصاحبهم أولا ثم هل تريد أن تكمل حياتك مع زوجتك أم لا، فقال : هو فيه حد عاوز يخرب بيته بنفسه فقلت له هل تقبل أن نسمع من زوجتك فنادى عليها يا أم فلانة فجاءت وجلست بجواره وقالت له وحد الله يا أبو فلانة فقلت فى نفسى سبحان الله هذه ليست بسيدة صاحبة مشاكل،وكأنها قرأت ما فى نفسى فقالت لا تتصور أنى أعفى نفسى من الخطأ وأنا أعذره لأنه دائم العمل،لكنه دائما يشتمنى بأمى وبأهلى وأنا لا أقبل هذا وقد أرد عليه فى يوم ما ليجرب الإهانة ثم إنه بخيل علينا بعض الشئ وكثيرا ما يأتينا متأخرا ويفضل أصدقائه عنا وأنا لا أمانع فى هذا فقط أطلب منه أن يكون عادلا فى بيته وأن يحترمنى كما أحترمه والحقيقة أن الرجل لم يتكلم بكلمة واحدة وطلب منا الدعاء أن يهدينا وجاءت الفتاة الصغيرة مسرعة ترتمى فى أحضان أمها فأمسك بها أبيها وقبلها وبكى الرجل وكأنه شعر بخطأه تجاه زوجته التى باعت كل ذهبها من أجل الوقوف بجواره وقد ذكر لى هذا الزوج أفضال زوجته عليه،لكن تبقى مشكلة أخرى لمحوا عنها وليس بأيدينا علاجها،وربما تكون هذه هى المشكلة الأهم التى لم يفصحوا عنها وإن فهمت من سياق الحديث،وحتما حلها لدى الأطباء ،لا شك أن بعض الرجال يحاولون أن يظهروا بمظاهر الفضيلة خارج بيوتهم وبمجرد عودتهم إلى البيت ينقلبون 100 درجة أقول لمن يقرأ هذا الموضوع ويجد نفسه من هذا النوع من الرجال عليه أن يغير من نفسه،وأن يحمد الله على ما فيه من نعمة،وينظر إلى نفسه إذا كان بلا خطيئة،فيلقى زوجته بحجر فكثيرا من الرجال يريد من زوجته أن تكون ملاكا طاهرا،بينما هو تستحى الشياطين من أفعاله،والعكس قد يكون هو الصحيح وهنا لا بد أن أذكّر نفسى والجميع بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به" والناس هنا ليسوا فقط خارج منزلك فزوجتك وأهلها هم أولى الناس أن تعاملهم بالتى هى أحسن،ونصيحتى لكل أسرة (الزوج،والزوجة) أن يتركوا حياة أبنائهم ولا يتدخلوا فيها إلا بما يفيد ويتركوا الأسباب التافهة التى من أجلها تحدث المشاكل بين الزوجين وكل منا يعرف أين خطأه وبخاصة فيما يتعلق ببيته،وأنا أكتب هذا الموضوع اتصل بى صاحبى أن الأسرة قررت أن تذهب إلى أداء العمرة فى منتصف مايو فقلت الحمد الله الذى وفق عباد الله إلى ما يرضى الله،لكن أفضل ما فى هذا الزوج والزوجة أنهما قد نويا الصلح وأن كل الخلافات التى بينهما لم تصل إلى أسرة كل منهما الأفضل من هذا كله أن الرجل أعاد إلى زوجته كل ما أخذه منها هذا الموضوع إن دل على شئ فإنما يدل على أن الحياة ما أسهلها وما أيسرها لو أن كل من الزوج والزوجة كان لديهم القليل من الحكمة والبعد عن المظاهر الكذابة ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه .
|
|
2 التعليقات:
ماشاء الله,موضوع مهم جدا للآسرة المسلمة,خاصا نحن نملك من الثقافة الاسلامية صفر كبيرخاصا قلة المعرفةبتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيتة لو تذكر كل منا تصرفات رسولنا الكريم كانت حياتنا الاسرية من أنجح ما يمكن ,وللآسف فشل فيها أصحاب الفضائيات الدينية فى تعليم الزوج او الزوجة عن صلة الرحم والحفاظ على حقوقهما وخاصا تدخل الاهل أو الاخرين من غير موعظة حسنة وحكمة للزوجين,أحيانا المجتمع يساعد على هذا النفاق فى الظهور بخارج المنزل غير الشخصية التى بالمنزل لكى يصبح محبوب من الاخرين,جزاك الله خير وجعلك عون للآسرة المسلمة,أختك ماجى
حقيقة الفضل يرجع لله أولا ثم للزوجة التى لم تحاول حتى إظهار مساوئ زوجها بارك الله فيها .
وشكرا لحضرتك أخت ما جى
إرسال تعليق