5 هشام طلعت مصطفى والإجراءات الأمنية الغير عادية

هل فكر أحد فى "حسبة" مصاريف الإجراءات الأمنية المشددة والغير عادية التى اتخذت لتأمين جلسة محاكمة المتهمين فى قضية مقتل "سوزان تميم" فالمواكب التى خرجت خلف وأمام "هشام،والسكرى" منذ خروجهما من محبسهما وحتى وصولهما إلى قاعة المحكمة يتصور أنه موكب تنصيب قيادى فاز بمنصب الرئاسة،فضلا عن رجال الأمن الرسميين والمدنيين والذين زرعوا بين الناس والذين اعتلوا الأسطح وانتشروا فى البنايات المجاورة هل فكر أحد كم هى تكلفة هذه الجلسة على الدولة التى تأخذها من أموالنا،ثم ما هو الهدف من هذه المبالغة فى تلك الإجراءات الأمنية وما الذى يخافه الأمن،وما هى الأسباب الحقيقية التى تجعل الدولة تسخر كل إمكانياتها الأمنية من أجل تأمين محاكمة قد يراها البعض أخذت أكثر من حجمها هل يتصور الأمن مثلا أن عمال وموظفى شركات هشام طلعت سيقتحمون المحكمة واختطافه وتهريبه خارج مصر،أم هل يتصور الأمن أن عائلة "القتيلة" سيأتون بالطائرات وتفجير مكان المحاكمة وقتل المتهمين انتقاما لمقتل "سوزان تميم" لأن الذى يشاهد أو شاهد حجم الكثافة الأمنية يتصور أن مصر فى طرقها إلى مواجهة ثورة عارمة،ولا شك أن الإعلام قام بدور مبالغ فيه من حيث الاهتمام بالقضية،وقد ظهر هذا واضحا فى الجلسة التى تم فيها إلغاء عقوبة الإعدام وإعادة المحاكمة من جديد وأحد المراسلين دخل الجلسة وهو يخبئ تلفونه المحمول وقد فتحه لينقل لبرنامجه منطوق الحكم ليكون له السبق فى بث الخبر،وكان ينقله بنوع من عدم الحيادية بمعنى أنه كان يهتف بهتافات تؤكد أن بعض الإعلاميين عليهم علامات استفهام فى تغطية مثل تلك الأخبار،وبعضهم يمسك العصا من المنتصف،وقد يصدر قرار من المحكمة بعدم النشر عن القضية كما بدأت أول مرة،لكن الذى لا شك فيه أن تلك القضية ستكون الفاصلة فى تاريخ الحياة السياسية حيث أن البعض يرى أن المحاكمة قبل أن تكون محاكمة لشخص مسئول فى محاكمة لزواج المال بالسلطة التى استشرت فى مصر كانار فى الهشيم