على الرغم من الطقس والمناخ والجو الممطر إلا أن مقر حزب الوفد بالغربية لم يكن فيه مكان لقدم من شدة الزحام،بل هناك من وقف خارج المقر وعلى سلالم المقر،ولا يهم أن أسرد ما حدث من كلمات كلها كانت تشهد أن الراحل أسامة البحرواى كان قيمة كبرى فى محافظة الغربية بل ومصر كلها وليعذرنى الزملاء والأصدقاء فى حزب الوفد إذا قلت أن المناضل أسامة البحراوى صعب أن يتكرر فقد كان هذا الرجل غيورا على مصر وعلى الأمتين العربية والإسلامية،ولكأن روحه كانت "ترفرف" على الحضور الأمر الذى جعلهم يستلهمون شجاعة الراحل أسامة البحراوى ففى الوقت الذى كان البعض ممن يدّعون السياسة والبطولة لا يجرؤ منهم أحد أن يذكر كلمة "مجدى أحمد حسين" فى مقره أو جريدته كان الراحل "البحراوى" يعقد مؤتمرا جماهيريا فى مقره ويضع صورة مجدى حسين خلفه متحديا كل التحذيرات والمخاوف وحينما استأذنته فى وضع صورة مجدى حسين نظر إلى وكأنه يعاتبنى أن أستأذنه باعتبار أن مقر حزب الوفد فى طنطا هو مقر كل الأحرار وقال ضعها فى أى مكان شئت ومن هذا المنطلق جاءت كلمة حزب العمل التى ألقاها أبوالمعالى حيث قال: أنه يصعب على المرئ أن يحدد أى جهة يتوجه بالعزاء إليها هل إلى أسرته الصغيرة أم إلى أسرته الحزبية أم إلى أنفسنا حيث الجميع فقد رجلا من أحرار مصر القلائل وأضاف "فائق" محكمة طنطا وميدان السيد البدوى يشهدان على مواقف أسامة البحراوى الذى كانت كلمة الحق تسبق مواقفه هكذا الرجال..هكذا كان "البحراوى" لذلك كان المقر فى طنطا عبارة عن ثورة وبخاصة بعد أن أشعل الحضور الزميل رامى المنشاوى بهتافه القوى : "يا أسامة نام وارتاح **عهد علينا الكفاح"،"قول يا جيفارا لجدو أسامة**بكرة الشعب يكون ويانا " وقد لا يعلم الكثير أن المناضل رامى المنشاوى قد أطلق على ابنه اسم "جيفارا" تيمنا بالمناضل الكوبى وبسببه يلاقى مصاعب كثيرة وهذا موضوع آخر سأفرد له تدوينة خاصة ،لكن حتما هتافات "المنشاوى" حولت التأبين إلى محاكمة للنظام الحالى كما كان يحاكمه الراحل "أسامة البحراوى" الذى كان يطلق على الوريث المرتقب الطفل المعجزة وربما لا يعرف الكثير أن الراحل "البحراوى" كان قد عزم النية بعد مشاورة مع "رامى المنشاوى"على إنشاء موقع إلكترونى يكون هو رئيس مجلس إدارته ويكون رامى المنشاوى رئيسا لتحريره وقد تم إطلاق اسم "أهالينا" على الموقع الذى لم يشأ الله له أن يتم برحيل هذا الطراز الفريد من نوعه،وقد لا يكون سرا إذا قلنا أن "البحراوى من أوائل من تحدثوا عن أحقية الدكتور البرادعى بالترشح لرئاسة مصر ومعه صديق عمره الأستاذ محمد صلاح الشيخ نائب رئيس لجنة الوفد بالجيزة الذى حضر خصيصا من القاهرة رغم سوء الأحوال الجوية،وعلمت مدونة لقمة عيش من مصادر خاصة أن تصريحات الراحل "أسامة البحراوى" المؤيدة لترشيح البرادعى لرئاسة مصر قد تعرض بسببها إلى انتقادات حادة داخليا إلا أنه لم يرضخ لأى انتقاد أو تهديد ولا شك أن حضور قيادات من العمل السياسى على اختلاف مناهجهم وأيدولوجياتهم إنما يدل على أن "البحراوى" كان من أحرص الناس على جمع شمل المعارضة فقد حضر من القاهرة رغم رداءة الطقس الدكتور عبدالحليم قنديل وبصحبته المهندس محمد الأشقر وقد ألقى قنديل كلمة ألهبت مشاعر الحضور فقد أثنى على الفقيد الراحل ومن ثم شن هجوما حادا على نظام الرئيس مبارك وقال إن ما يحدث من حراك سياسى الآن هو من نتائج ما كان يتبناه أسامة البحراوى، وقد تحدث الأستاذ جورج إسحق الذى أوجز كلامه فى بعض مواقف البحراوى وأضاف لقد كان يفتح مقره للمغضوب عليهم من النظام وكان يتحمل تبعات كل هذا التحدى وقد ألقى النائب الشيخ سيد عسكر كلمة تحدث فيها عن مواقف البحراوى التى كان آخرها فى المحلة الكبرى مضيفا أنه كان صديقا شخصيا لوالده عبدالقادر البحراوى وقال فايز حمودة المنسق العام للجنة التنسيق فى الغربية أن كل ما قيل من كلمات لا تكفى فى وصف هذا الرجل الذى كان يشجعنى على الاستمرار فى لجنة التنسيق وكانت كلمة شيخ المعارضة اليسارى الأستاذ عريان نصيف الذى كان أول الحضور رغم مرضه الشديد وظل حتى نهاية الحفل وكان البكاء يغلب كلماته المعبرة بصدق عن مدى حبه الشديد للبحراوى وقد ختم حديثه بهتاف لمن أحبها البحراوى وردد خلفه الجميع "تحيا مصر" وكانت من أبرز الكلمات المؤثرة هى كلمة ضياء البحراوى نجل الراحل حيث وجه نداء إلى أعضاء حزب الوفد بالتمسك بالمبادئ التى أرساها أسامة البحراوى وقد تحدث الكثير من أعضاء وشباب حزب الوفد من المحافظات المختلفة من أسيوط وكفر الشيخ وبعض اللجان الأخرى التى أتت من أماكن بعيدة رغم الطقس السئ وفى نهاية اللقاء ألقى اللواء صالح البحراوى شقيق الراحل أسامة البحرواى كلمة شكر فيها الحضور وقال إن أسامة البحراوى سار على نهج والده عبدالقادر البحراوى الذى كان يحب العدل فغرسه فى أسامة،وليعذرنى الإخوة من شباب حزب الوفد الذين تحدثوا وأخشى أن أذكر بعضهم وأنسى الآخر فقد كانوا على مستوى المسئولية وقد لفت نظرى البعض منهم مثل الأخ محمد مسعود والأستاذ محمد مبروك مراسل قناة الحياة وعلى الرغم من بلاغة محمد مبروك وأدائه الرائع خلف الميكرفون فى قناة الحياة فى وصف تقاريره إلا أن تأثره بفقد الراحل أسامة البحراوى كان واضحا عليه خلال كلمته فى تأبين الراحل "البحراوى" وهناك من قيادات الوفد بالغربية يعملون كجنود مجهولة مثل القيادى الأستاذ علاء النشرتى الذى وبصدق حينما تنظر إليه يوم العزاء ويوم التأبين تشعر وكأنه يريد الحديث عن مواقف البحراوى لكن الكلمات لا تستطيع أن تخرج من فيه لصدمته بوفاة البحراوى وكان لشدة تأثره أبلغ من أى كلمات تجاه صديقه وزميله "البحراوى" فليعذرنى كل شباب الوفد وأعضائه الذين تحدثوا إن خانتنى الذاكرة فى سرد أسمائهم أو ما قالوه فلقد كان المشهد أقوى من أى تعبير وأنا هنا لا أنقل خبرا عن حفل تأبين الرجل الذى أجمع عليه المعارضون والمؤيدون لمواقفه،وكان من أبرز فقرات الحفل إذاعة بعض مواقف البحراوى عبر شاشة عرض تم وضعها داخل المقر أعدها ضياء جاد من شباب حزب الوفد وكان اللافت للنظر أيضا الملصقات التى كتب عليها بعض كلمات الراحل أسامة البحراوى التى أعدها القيادى فى حزب الوفد بالغربية "محمد المسيرى" بقيت كلمة لا بد من قولها عن الأداء الرائع الذى قام به القيادى محمد فايد فى إدارته لحفل تأبين الراحل "أسامة عبدالقادر البحراوى" وقد أصر شوقى رجب أبوعامر أمين إعلام حزب العمل بالغربية على حضور حفل التأبين وتصويره نظرا لأن أسامة البحراوى كان أول من زاره عقب خروجه من المعتقل وكان له موقف مشرف مع أسرة شوقى رجب ،يشهد عليه الأخ محمود الششتاوى وأعلم تماما أن شوقى رجب يكن كل الحب والتقدير لهذا الرجل الذى رحل فى يوم طيب مبارك هو يوم الجمعة 12/2/2010 وقد قام حزب الوفد بتوزيع كتيب يحتوى على بعض أيات وسور القرآن الكريم لتكون ذكرى طيبة وصدقة جارية على روح الفقيد الراحل الذى انتقل إلى جوار ربه وهو يحمل هموم العروبة والإسلام ..رحم الله أسامة البحراوى وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبرو السلوان "إنا لله وإنا إليه راجعون".
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق