من أهم الأسباب التى أدت إلى أحداث نجع حمادى فى يوم عيد الإخوة المسيحيين هو كثرة القنوات الفضائية الدينية "إسلامية،ومسيحية" فالقنوات الدينية بقصد أو بدون قصد تقوم بعملية شحن طائفى دينى حتى لو ادعت غير ذلك فمثلا حينما تقوم فضائية إسلامية بعرض وبث أخبار عن مسيحيين تركوا دينهم ودخلوا الإسلام ويجئ هذا الذى أسلم ليشرح كيف دخل الإسلام فإنه حتما سيتطاول على الكنيسة وما بداخلها من طقوس كانت من قديم الزمان،ولأننا فى مجتمعات شبه متخلفة وغير ديمقراطية فكل منا له فهمه الخاص بمعتقدات الآخرين، هذا فضلا عن بعض الفتاوى التى تحرم تهنئة المسلمين لإخوانهم المسيحيين بأعياد ميلادهم،وقد خلط البعض من مشايخنا بين التهنئة بالأعياد وبين المشاركة فى العبادات،فلم نسمع مثلا أن مسلما ذهب يوم عيد المسيحيين فى كنيستهم ليضع صليبا على يده،ولم نرى مسيحيا ذهب إلى ساحة من ساحات صلاة العيد ليصلى معهم والموضوع لا يتعدى كلمة عابرة هى "كل سنة وأنت طيب" وهذا هو الفرق بين التهنئة والمشاركة فى العقائد والعبادات،ومن قلة الذوق،بل ومن قلة الأدب أن يكون جارى مسيحيا فى المنزل أو العمل ولا أشاركه فرحه وترحه وإن لم أشاركه فهذا مخالف لتعاليم الإسلام الذى يحثنا على معاملة الجار معاملة طيبة حتى لو كان على غير ملة الإسلام،وبعض القنوات الدينية أرادت أن تستبق الأحداث وتقوم بتصحيح بعض الأخطاء التى وقعت فيها فقامت بعمل برامج للتنديد بحادث نجع حمادى وهذا عمل جيد،لكن أرجو أن يستمر ولا يكون رد فعل نتيجة حادث هم كانوا أحد صانعيه حتى لو كان بغير قصد،وفى المقابل أيضا القنوات المسيحية التى تبث أخبار عن مسلمين دخلوا إلى المسيحية وهذا يعد استفزازا غير مقبول من الطرفين فمن يريد أن يسلم فليسلم بمفرده وحسابه على الله،ومن يريد أن يتنصر فليتنصر بمفرده وأيضا حسابه على الله فالمسلم الذى يترك دينه بعرض من عروض الدنيا فهو لا يستحق أن ينال شرف الإسلام ،وكم من المسلمين لا صلة لهم بالإسلام،لا من قريب ولا من بعيد اللهم إلا شهادة الميلاد التى تثبت فقط أنه ينتمى إلى أمة الإسلام،والأمثلة كثيرة على هذا،وكم من االمسيحيين لا صلة له بالمسيحية وتعاليمها السمحة وأصبح البعض منهم كلما حدث حادث ينظر إلى أمريكا وكأن أمريكا هى التى ستخلصه وهذا خطأ فادح فمثلا أمريكا فى العراق فى قصفها للمدنيين وقتلهم لم تفرق بين مسلم ومسيحى ويجب على الجميع مسلمين ومسيحيين أن يعلموا أن قضية الدين قضية علاقة بين العبد وربه وبخاصة فيما يتعلق بالإسلام والمسيحية فى مصر خاصة التى لا أبالغ إذا قلت إن أى مسلم فى مصر له جد مسيحى شئنا أم أبينا،وهذا تاريخ لا دخل لنا به،إن مشاكل مصر كلها بما فيها المشاكل السياسية فى كفة وقضية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر فى كفة أخرى فالبعض من المتربصين بمصر داخليا وخارجيا يريدوا بنا كيدا ولا يريدون لمصر استقرارا حتى يخلو له الجو ويتلاعب بنا كيف يشاء أما من يتشدق بأنه يدافع عن شرف المسلمات لأن مسيحيا اغتصب فتاة مسلمة نقول له أليس فى البلد قانون يقوم بمعاقبة من يفعل ذلك إن الإسلام لا يتعامل بمنطق العاطفة،بل يغلب منطق العقل على أى منطق آخر،ثم أليس هناك مسلمين يقومون باغتصاب مسلمات ماذا نفعل بهم هل نصفق لهم لأنى الجانى من نفس الفصيلة أو مسيحيين يقومون باغتصاب مسيحيات هل نتركهم ونقول بركة ،والله حرام نحمل الإسلام غباء وجهل بعض المسلمين،إن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها الكثير من الأمثلة التى تحدد العلاقة بين المسلم وغير المسلم بكل ود واحترام ،إن استمرار القنوات الفضائية الدينية التى تنافق الحكام أكثر من عملها الدعوى لسنا فى حاجة إليها فضررها أكثر من نفعها،لو أن تلك القنوات أعطت من حصتها جزئ ولو يسير عن مظالم الحكام على المسلمين والمسيحيين لكانت الأمور تغيرت تماما،وأؤكد أن كل الفضائيات الدينية "إسلامية،ومسيحية" إن استمرت فى وجودها بهذه النغمة التى يوجد بها طائفية فلا نلومن إلا أنفسنا إذا وجدنا أنفسنا مثل نيجيريا وما يحدث فيها من قتل متبادل بين المسلمين والمسيحيين،فالوقت تغير وأصبحت الكلمة يتم ترويجها فى ثوان معدودة إلى مئات الملايين،ومن قبل كانت تأتينا المعلومات عن أحداث بسيطة جدا بعدها بعشرات السنين فلنحذر جميعا ما يحاك بمصر ونرجو من نظامنا المصرى أن يقضى على مشاكل كثيرة هى التى تؤجج مثل تلك الامور،فلا بد من إفشاء الديمقراطية الحقيقية،والقضاء على الفساد الحكومى الذى من شأنه أن يجعل الناس فى عملية احتقان مستمر وكبت يجعل المواطن لا يتحمل كلمة من أخيه المواطن ولعجزه عن قول الحقيقة أمام السلاطين فيقوم بتفريغ كبته ضد أخ له فى الوطن مسلما كان أو مسيحيا.
|
|
1 التعليقات:
أؤيدك ياأخي الكريم في ما ذهبت ونحن ضد كل أنسان ينتقد يتناول عقيدة الأخرين بالنقد او التشهير أو السباب والتكفير فلكل أنسان أن يؤمن كيفما يشاء وشكرا علي رسالتك
www.coptic4ever.blogspot.com
إرسال تعليق