مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الخميس، 7 يناير 2010

0 الشاعر المصرى "هاشم الرفاعى" لماذا لا يسمع أحد عن شعره

-->
منذ أكثر من 13 عام كنت قد اشتريت ديونا شعريا للأعمال الكاملة للشاعر الشاب "هاشم الرفاعى" وقبلها بسنوات كان أحد الأصدقاء قد أعطانى قصيدة شعرية فى كتاب وكانت بعنوان "رسالة فى ليلة التنفيذ" وهذا ما جعلنى أبحث عن شعر "الرفاعى" وعندما قرأت القصيدة المبكية كنت أظن أن هاشم الرفاعى قال تلك القصيدة وهو فى سن الثمانين من عمره،لكنى فوجئت بأن هذا الشاعر ما هو إلا شاب مرهف الأحاسيس والمشاعر فهل يسمع أحد بهذا الشاعر الشاب الذى رحل عن دنيانا وهو فى ريعان الشباب فقد وافته المنية عن عمر لم يصل إلى الخامسة والعشرين،وربما الكثير لا يعرف عن الشاعر الشاب إلا قصيدته الرائعة "رسالة فى ليلة التنفيذ" الذى كلما قرأها إنسان لا يستطيع أن يمنع نفسه من البكاء حيث كان يصف فيها أحاسيس ومشاعر رجل حكم عليه بالإعدام ظلما،وهو فى آخر أيام حياته التى مطلعها " أبتاه ماذا قد يخط بنانى***والحبل والجلاد منتظران"،لكن ليعلم الجميع أن هذا الشاب على الرغم من صغر سنه إلا أن شعره ينافس به كبار الشعراء،ولو أن الله أطال فى عمر هذا الشاب لكان سيكون فى مصاف شعراء العرب الفطاحل الذين نسمع عنهم فى كل مكان،وإذا كان شوقى رحمه الله حصل على لقب أمير الشعراء بجدارة،فيجدر بنا أن نصف الشاعر "هاشم الرفاعى" بأنه "أمير شعراء الشباب". وكم أتخيل هذا الرجل لوأنه بيننا الآن ووصف أحوالنا بشعره العبقرى،بل لكأنه كان يستشف بعضا من المستقبل وهو يقول فى زفرته فى أبريل عام 1955:
أأظــــل أمــضـى فى الحـــياة بلا لسان أو فـــم
أبـــــكى علــــى حـــــريتى ..بالدمع يقطر بالدم
وأعيش عيش الذل ..عيش العـبد..عيش الأبكم
ألقــــى الـــهوان وأنــحنى ..للمستبدالمـــجـــرم
وأرى البــلاد ذليــلة ،وأقول يا مـــصر اسلمـــى
وإذا كان هذا الشاعر الذى رحل فى الأول من يوليو عام 59 أى قرابة النصف قرن إلا أنه ترك للأجيال بعده تراثا شعريا لم يهتم به أحد إلا البعض من أفراد أسرته الذين جمعوا له بعض أشعاره ووضعوها فى مجلد ولكأن "هاشم الرفاعى"كان لديه الحاسة السادسة فاسمعه وهو يقول فى قصيدته "رسالة فى ليلة التنفيذ"
أنا لست أدرى هل ستذكر قصتى ** أم سوف يعروها دجـى النسيان
أو أننــى سـأكـون فــى تاريـخــنا ** متــآمرا أم هـــــــــــادم الأوثان
وكان أول ما خطه قلمه فى الشعر هو عن نكبة فلسطين عندما أقرت هيئة الأمم مشروع تقسيم فلسطين :
آن الجـهــاد فاقدم أيها البطــــــل**وامسك حسامك واطعن قلب صهيونا
جاؤوا يريدون تقسيما فقل لهــم**والسيف يشــطرهم لن نقــبل الــهونا
قدما ملكنا زمام الأرض أجمـعها**هنـــدا وتــركا كذا فرســـا ورومــــانا
رحم الله السيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعى فهذا هو اسمه،لكنه أخذ لقب جده "هاشم الرفاعى" تيمنا به فقد كانت أسرته متدينه وتجيد الشعر .
فهل من ينصف هذا الشاب المصرى الشاعر الذى تغنى بمصر وبالعروبة والإسلام.أم كان يجب عليه أن يكون شاعرا ماجنا حتى تتذكره الجوائز ويتذكره المسئولون،لكن جزاءك عند الله كبير،وما عند الله خير وأبقى .
المرجع: ديوان هاشم الرفاعى "الأعمال الكاملة"

0 التعليقات:

إرسال تعليق