عجيب أمر كرة القدم فكل أطياف الشعب المصرى على اختلاف مستوياتهم المعيشية من أعلاها إلى أدناها،وأيضا على اختلاف مستوياتهم السياسية من الحزب الحاكم إلى المعارضة،والمستقلين يتساوون أمام كرة القدم حتى فى انفعالاتهم،وحينما أحرز الكابتن "عماد متعب" هدف الإنقاذ والأمل الذى جاء فى الوقت الحاسم والقاتل لكلا الفريقين حيث تم حصر فوز المنتخب المصرى بين أول دقيقتين وآخر دقيقيتين،وكل من شاهد المباراة حتى دقائقها الأخيرة رأى كيف أن كل المصريين انتفضوا فى كل أنحاء مصر بداية من رأس الدولة حيث جاءت الكاميرا على انفعال السيد جمال مبارك والدكتور زكريا عزمى والأستاذ علاء مبارك شأنهم شأن المنفعلين أيضا من بقية الشعب المصرى،ولولا أن اعتبارات أمنية تحيط بالأخوين علاء وجمال ربما كانا قد نزلا إلى الشارع لمشاركة الجماهير فرحتهم،وهذا يأخذنى إلى السؤال الآتى : هل يمكن للسيد جمال مبارك أن يصل إلى كرسى الحكم عن طريق المنتخب القومى،وهل سيكمل المتابعة ويذهب إلى الخرطوم لمتابعة المباراة الفاصلة فى استاد المريخ طبعا لست منتظرا لإجابة فهذا الأمر يخضع إلى ترتيبات أمنية ولا يمكن الحديث فيها من طرفهم،لكن لو أنه ذهب إلى متابعة المباراة وخرج على الشاشة منفعلا بالفرحة وشاهده الملايين من المصريين وهو يحضن هذا أو ذاك ويلوح بيديه فرحا بالفوز لمصر يكون هو المستفيد الأول إن لم يكن الوحيد من الفريق القومى أليس هذا يجعل له أكبر دعاية إعلامية انتخابية يعجز الحزب الوطنى عن القيام بها مهما كذب علينا من إنجازات وهمية،تابعت الكثير من بعض الأراء التى تابعت مباراة منتخبى "مصر والجزائر" وللأسف الشديد البعض يخلط بين مباراة رياضية،وبين الوضع السياسى فى مصر ويقوم بعمل مقارنات فى غير موضعها،وبدلا من الاستفادة السياسية بمثل تلك الأمور الرياضية وبخاصة كرة القدم التى هى الحزب الأول فى مصر الذى يجمع المصريين من كل مذهب ودين،والاستفادة هنا هى عمل إسقاط على المباراة وعلى الوضع القائم فى مصر بدلا من أن يصل بالبعض تمنى خسارة الفريق القومى بسبب أن هناك قضايا أهم،ولماذا لا نقول حينما تكون استقلالية فى اتخاذ القرار نرى نجاحا باهرا وما حدث من انتصار للفريق بغض النظر عن مباراة الخرطوم يؤكد أن فى مصر كوادر وطنية لو أن الدولة استعانت بهم لجعلوا من مصر معجزة العالم،وبناء الإنسان أصعب من بناء المصانع،وبناء فريق بهذا التكاتف،وحرصه على أداء الفرائض وتقربه من الله عز وجل إنما هى رسالة لمن يريد أن يتعلم،والمعارضة إذا وصلت للحكم هل ستلغى الرياضة؟،لا تستطيع أبدا وإذا فعلت هذا سيضربها الشعب بالأحذية القديمة حتى لو عاش الشعب فى رفاهية تامة،وظنى لو أن النظام الحاكم فى مصر تخلى عن الحكم وقام بإجراء قرعة لمن يتولى الحكم خلفه لا شك أن الذى سيتولى خلفه سيلغى كل شئ من مخلفات الحكم الذى سبقه،لكنه سيتثنى من هذا الإلغاء الفريق القومى ومدربه "حسن شحاته" لذلك أقول أن أحد أسباب وصول جمال مبارك إلى الحكم إن هذا حدث ربما يكون الفريق القومى الذى تحدى حسن شحاته منتقديه عقب هزيمة المنتخب من أمريكا وقال: "سنصل إلى التأهل إلى كأس العالم" وقد صدق الرجل بعزيمة فريقه المعروف بفريق "الساجدين" ولعل هذا الاسم لا يعجب الكثير من الناس بما فيهم القيادات التى تتسلق على أكتافهم وأنا أعى ما أقول.
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق