3 هل أمريكا والصهاينة يموّلون القنوات الفضائية السلفية الدينية..ولم لا؟؟!!

لقد تداخلت الخيوط وبدأت الحرب الكلامية وظهرت التحذيرات الإيرانية ضد السعودية ودخل مجلس التعاون الخليجى على الخط ليساند السعودية وأصبحت الأمور متشابكة الأطراف،وها هى المنطقة تخرج من أزمة لتدخل فى أزمة أشد منها،الغريب فى الأمر أن دولة مثل السعودية تستخدم كل ما لديها من أسلحة ضد مجموعة من المواطنين،ومثلها اليمن،ولا نعرف للآن هل هى حرب سعودية يمنية،ومن يقف خلفها،أم هى حرب يمنية سعودية من طرف ضد جماعة "الحوثيين" من طرف آخر،وظنى أن بعد تصريحات وزير خارجية إيران الشديدة وتحذيره لدول الجوار من أنهم يصبون على النار زيتا والأجدر بهم أن يساعدوا على الهدوء محذرا أنهم ليسوا بعيدا عن نار الفتنة بعد تلك التصريحات ستكون المنطقة أمام خيارين إمّا أن السعودية واليمن يوقفوا الحرب على الحوثيين ويجلسوا للتفاوض،وإمّا أن يركب كل واحدا منهم رأسه ولسان حالهم يقول: "علىّ،وعلى أعدائى" ثم أين علماء الدين أو رجاله الذين أشعلوها فتنة كلامية مذهبية طائفية ثم نجدهم وهم يولولون على اللبن المسكوب بعد خراب مالطا بحجة الدفاع عن أهل السنة،ومن العجب العجاب أن موقعا "إنترنتيا" بث خبرا خبيثا وله أهداف طائفية حربية الغرض منه زج مصر فى آتون تلك المعركة باعتبار أن "الحوثيين" ربما تدعمهم إيران،والخبر يقول: "50 ألف جندى كانوا ينوون احتلال مصر" هذا هو العنوان الرئيسى وتحت العنوان..عنوان آخر بمثابة المذكرة التفسيرية للخبر الرئيسى يقول: "العثور على رفات جنود الجيش الفارسي المفقود في الصحراء المصرية منذ 2500 سنة" وصدق من أطلق على هذا الموقع وقناته "بالعبرية" ولو أخذنا الخبر باعتباره كشفا أثريا حربيا لكان الأمر سهلا وبسيطا،لكن توقيت نشر الخبرتحوم حوله الشبهات فهل يريد البعض أن يذكرنا بأن مصر كانت معرضة لغزو فارسى،وما زال هذا الاحتمال قائم،هل يريد البعض أن نقحم أنفسنا فى حرب اليمن والسعودية لحساب الهيمنة الأمريكية على المنطقة، ولا مانع من أن تدخل مصر طرفا فى هذا الإشكال،لكن بأى طريقة عليها أن تتدخل لوقف تلك المهزلة التى تحدث بين اليمن والسعودية باعتبار مصر أنها الدولة الأم والكبرى فى المنطقة هذا إذا كانت تريد أن تكون قائدة للأمة وليس دولا صغرى هى التى تقود الأمة العربية دون ذكر أسماء فالكل يعرفها ،إن العالمين العربى والإسلامى مطلوب منهما التدخل الفورى لإنهاء هذا النزاع بعيدا عن لغة الحرب وليدخروا صواريخهم وعتادهم للعدو الحقيقى عدو الإنسانية جمعاء العدو الصهيونى الذى لا شك فى نيته إشعال حرب بينه وبين العرب عامة ومصر خاصة وهذه هى أيامها ولا يصدق أحد أن العدو الصهيونى سيسكت لأنه صاحب نظرية توسعية وعدوانية فهو يعلم أن استقرار المنطقة العربية ليست فى صالحه،ومثل تلك الظروف مررنا بها وجربنا دخول الأجنبى الذى دخل المنطقة بتصفيق وورود عربية للأسف الشديد فماذا فعل بالمنطقة هل حماها أم زادها اشتعالا وخرابا وتفرقة،فهل تريدون أن نجلب مزيدا من القوات الأجنبية بحجة حماية المنطقة،لاشك أن المنطقة تمر فى أحلك ظروفها الآن ولا أبالغ إذا قلت ما حدث فى السنوات السابقة فى كفة وما يحدث الآن من حرب بين الأشقاء فى كفة أخرى فهذا هو ما يدبر له الصهاينة فمن قديم الزمان وآلاف السنين اليهود يكرهون العراق ومصر وهاهم قد فتتوا العراق وأعينهم الآن على مصر،ولا طاقة للكيان الصهيونى بمصر فى حال وحدتها العربية،لكن طالما أن الأمة ممزقة بهذا الشكل فعلينا أن نفتح أعيننا جيدا ونراقب كل تحركات العدو الصهيونى فهو عدو غدار ولئيم وما يحدث فى السعودية واليمن ليس ببعيد عن خطط الكيان المجرم التوسعى،ولا زلت أقول إن المتسبب فى هذا الصراع المسلح هو الشحن الطائفى المدفوع من أمريكا التى قامت به القنوات الفضائية السلفية المدعومة من أمريكا وإسرائيل نعم مدعومة من أمريكا والكيان الصهيونى،وقد يستغرب البعض أن أقول إن تلك القنوات مدعومة من أمريكا وإسرائيل حتى لو أخذت الطابع الدينى البحت،وليس بالضرورة أن يكون العاملون فيها من مشايخ يعلمون بالمخطط أو الفخ الذى نصب لهم،لكن لا أظن أن رؤساء القنوات لا يعلمون بكل شئ ودليلى على ذلك هو ما حدث فى قضية الجهاد الأفغانى سابقا،وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى رأينا كيف أن الذين كانوا يحرضون المجاهدين ويدعمونهم بالسلاح البسيط انقلبوا عليهم مرة أخرى وأسموهم بالإرهابيين،بل وأسقط عن بعضهم جنسيات بلادهم وأخرجوهم من الملة،والتاريخ يعيد نفسه،لكن بطريقة أخرى متطورة بعض الشئ وأعجب كل العجب حينما أرى شيخا يخرج على فضائية ولا يفرق يوم أن كان يتحدث فى نفر من الناس البسطاء وصدق نفسه أنه هو الذى يملك الحقيقة وحده وبين حديث يشاهده ملايين البشر فكل له ثقافته وبعد أن تندلع المعارك ويحمى وطيسها نجدهم يناقضون أنفسهم ويدّعون أنهم يريدون وحدة الأمة،والسؤال المطروح هل هناك مستفيد من الحرب المشتعلة فى الجزيرة العربية غير أمريكا والعدو الصهيونى ثم أن توقيت دخول السعودية والزج بنفسها فى تلك الحرب الطائفية وهى فى موسم الحج ليس من صالحها على المستوى العقلى البسيط فالذى يشعر بأنه مظلوم على الأقل من وجهة نظره ربما يتصرف تصرفات حمقاء الله أعلم كيف تكون نتائجها،مطلوب من كل الذين أشعلوا الحرب الطائفية على الفضائيات المسماة بالسلفية أو الدينية أن يراجعوا أنفسهم ويحاولوا إصلاح ما أفسدوه فمن يقوم بعمل إحصائية بساعات الشحن الطائفى عقب انتصار المقاومة فى لبنان على العدو الصهيونى سيجدها عشرات الآلاف من الساعات فى الوقت الذى لا نرى فيه ساعات ضد اليهود لا تعد على أصابع اليدين فلا ينبغى أن تكون أمة الإسلام فى موسم حجها وهى تتناحر ويقتل بعضها بعضا لتخلو الساحة للصهاينة لحرق وتدمير المسجد الأقصى ولتنتهز أمريكا الفرصة لتزيد من صب حممها وقنابلها على أفغانستان وباكستان فهل من عاقل يوقف حرب الجزيرة العربية أم أن حكام الأمة فقدوا رشدهم جميعا؟! .