أسئلة أطرحها على من يهمه أمر القضاء على فوضى خطب المساجد فى مصر ، هل يوجد لدى وزارة الأوقاف إحصائية صحيحة بعدد مساجد مصر من حيث الزوايا والمساجد والجوامع الكبرى ومن ثم عدد الخطباء والأئمة ؟ ، هل تستطيع الدولة أن توحد خطبة الجمعة بخطبة مكتوبة توزع على كل خطيب ؟ أم أن الأمر شأنه شأن أى عشوائية فى مصر حسب التساهيل ؟ هذه أسئلة أردت طرحها للدخول فى موضوع تحديد وتوحيد خطبة الجمعة .
أحد الأحاديث الموضوعة التى يرددها بعض الخطباء على أنها أحاديث صحيحة
فعلى الرغم من أننى ضد تحكم الدولة فى توجيه الخطيب لخطبة يوم الجمعة إلا أننى وبعد مرورى على غالبية مساجد المحافظة التى أقطن بها رأيت نفسى متراجعا عن فكرة تدخل الدولة فى تحديد خطبة الجمعة " كل جمعة " فإنك إذا ذهبت مثلا إلى 50 مسجدا ستسمع إلى خمسين موضوع مختلفا ومكررا ليس فيهم موضوعا واحدا يتحدث فى قضية مصيرية أو قضية عامة وطالما أن الأمور كلها " سمك - لبن - تمر هندى " يعنى فوضى من فوق المنابر وعلى سبيل المثال لا الحصر إذا قدر لك أن تصلى فى مسجد الجمعية الشرعية بطنطا المجاور للمسجد الأحمدى وأنت جالس فى المسجد ستسمع خطبا كثيرة فى مواضيع عدة ولأن المساجد فى مصر أصبحت تحمل شعار مسجد لكل مواطن فإنك تجد مثلا فى شارع واحد عمارات شاهقة وتحت كل عمارة " زاوية " ملاكى بمعنى أن إقامة الصلاة فيها مرهونة بصاحب العمارة أو بمن هو قائم على إقامة شعائر الصلاة فى تلك الزاوية وغالبا ما يكون مرتبطا بصاحب العمارة وقد يؤخر الناس أو يقدمهم حسب المزاج دون مراعاة لظروف الناس الوقتية ، تلك الزوايا أو المساجد الملاكى للأسف تقام فيها صلاة الجمعة وفى هذا المكان المحدود الذى يجب أن يكون الخطيب ملما بأمر تلك المنطقة تجد المواضيع تكاثرت وتداخلت لعدة أسباب أهمها أن أغلب الخطباء يكونون بعيدا عن المنطقة وإذا كان من المنطقة لا يحاول أن يتحدث عن سلبيات المنطقة خوفا من أن يقول له أحد المصليين " وانت مالك " لذلك كان لزاما على وزارة الأوقاف التى تخضع كلية لجهاز مباحث أمن الدولة للتدقيق في هوية من يعتلى المنبر فإذا كان الأمر كذلك أن الكل تحت السيطرة فلماذا لا يتم تعميم خطبة مكتوبة توزع قبل الجمعة بـ 48 ساعة لمراجعتها ويمكن لكل محافظة أن تحدد موضوع الخطبة حسب حالة المحافظة أو المركز أو تعمم على مستوى الجمهورية بما فيها خطبة الإذاعة والتلفزيون ومن يخرج على هذا التوجيه يتم محاسبته ، وليس شرط أن يتقيد بالخطبة الموضوعة حرفيا ، لكن على الأقل أن لا يخرج عن مضمونها ، وهذا الإجراء سيؤدى إلى عدم البلبة فى تناول الموضوعات ، ويجب أن تتنوع الخطب فلا يمكن أن يكون حادثا مثل الاعتداء على المسجد الأقصى ويكون موضوع الخطبة مثلا عن طريقة الزواج فى الإسلام ، ولو أن الدولة طبقت هذا العمل بحرفية ستضمن تثقيف خطيب الجمعة عن طريق الخطب المطبوعة لأنه سيضطر إلى قراءة الخطبة أسبوعيا ومن ثم سيكون لديه حصيلة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تدلل على كلامه خلال الخطبة ناهيك عن أنه سيتلاشى الأخطاء اللغوية التى لا يسلم منها 95 % من خطباء المساجد لأن خطبة الجمعة ستكون مشكّلة هجائيا ، وإن كان البعض سيرى فى هذا التشكيل إهانة له ، لكن لا بأس فحال الخطباء لغويا يرثى له ودول عربية تقوم بهذا أسبوعيا عن طريق قسم التوجيه الفنى بإدارة مساجد كل محافظة تستهدف من هذا العمل عدم خوض الخطباء فى أمور ربما تخدم أطراف أخرى فضلا عن أنها بعيدة عن حاجيات المواطن الفعلية، لكنى اطلعت على عدة خطب منبرية مطبوعة ومشكّلة ومختصرة ولا تستغرق أكثر من 20 دقيقة إن لم يكن أقل فوجدت فيها معلومات وفيرة وقيمة وصحيحة من حيث إسناد الأحاديث ، بل إنهم يوزعون مع كل خطبة ورقة مكتوب عليها بالخط العريض حديث ضعيف أو موضوع أو لا أصل له تأكيدا على التمسك بالأحاديث الصحيحة بعد أن انتشرت أحاديث كثيرة على ألسنة الخطباء منها الموضوع والضعيف ، ولو أن الدولة طبقت هذا المشروع فى مصر تستطيع من خلاله توجيه المواطنين وإرشادهم بدلا من تركهم فريسة لكل من هب ودب واعتلى المنبر دون وجه حق.
|
|
1 التعليقات:
سلامين يا دولة؟
وهي المفروض بقى حكومة حسني هتوجهنا التوجه الديني ؟ وهو المفروض ان الشيوخ القطاع العام بخطبهم الموحدة هيقولوا كلمة حق ولا هيكونوا مجرد بغبغانات بتردد اللى هيحفظوه . وياترى الخطباء الموحدون دول يقدروا يعترضوا على اى نظام قائم؟ ولا لان النظام هيكون بيحكمهم وبيوجهم يبقى لازم هيرضوه عشان يحافظوا على لقمة العيش؟
إرسال تعليق