من جريدة الدستور - الدكتور أيمن نور
.. لا حل وسط بين الموت والحياة!!
.. أنت إما مسجون أو حر!!
.. نصف الحرية.. هي استبداد منقوص!! فلا حرية في ظل استبداد حقيقي، ولا استبداد أو نصف استبداد في ظل حرية حقيقية!!
.. عندما أقرأ تصريحات الرئيس مبارك في الثمانينيات التي يحدثنا فيها عن أن مصر ماضية في طريقها نحو الإصلاح السياسي «!!» وأعود وأقرأ ذات التصريحات علي لسان ذات الرئيس، في التسعينيات!! ومجدداً في سنوات ما بعد الألفية الجديدة!! أشعر أن المشكلة في الطريق وليس في الديمقراطية!! وربما أيضاً فيمن يقودنا في الطريق الخطأ.
.. الديمقراطية ليست اختراعاً ننتظر حل ألغازه، ولا فك طلاسمه!! ولا يمكن أن تقضي أمة قرابة 28 عاماً، وهي ماضية في الطريق الصحيح، دون أن تصل إلي الديمقراطية!!
.. ديمقراطية الرئيس مبارك هي ديمقراطية «السير في المحل» و«الجري في المحل»!! حيث لا سكون ولا حركة.. لا ثبات ولا تقدم!! كل شيء يتحرك لكن ليس للأمام!!
.. ديمقراطية مبارك هي أن يزداد عدد الأحزاب، لكن هذه الزيادة الرقمية رهينة انخفاض شديد في القدرة والفاعلية!! أحزاب لكنها محاصرة أو مصنوعة أو مخترقة أو مرهونة علي قرار حكومي يحمل لها العصا في يد والجزرة في الأخري!!
.. ديمقراطية مبارك لا تعرف من الحزبية غير الحرية في النباح داخل أسوار المقار المحدودة، فلا فرصة حقيقية للعمل أو الأمل في تداول سلمي للسلطة في ظل انتخابات مزورة وسيطرة النظام علي المال ورجال الأعمال وحرمان الأحزاب من كل فرص الحياة.
.. أحزاب زمن مبارك.. تموت قبل أن تولد.. وتولد ميتة، ومحاصرة بأسباب الموت دون أن تتوافر لها أسباب الحياة!!.. أحزاب إذا نشطت وشبت خارج الطوق تتحول إلي بقايا أحزاب علي طاولة لجنة شئون الأحزاب التي يرأسها أمين الحزب الحاكم ويديرها من الخلف جهاز مباحث أمن الدولة.
.. رؤساء الأحزاب في زمن مبارك، معظمهم ليسوا زعماء ولا أمناء عموم بل أمناء شرطة.. يستمدون شرعيتهم، وقدرتهم علي الاستمرار في مواقعهم من جهاز بوليسي يملك أن يحرمهم من الشرعية والحياة الحزبية بإثارة عناصر أمنية أخري ضدهم لعمل انقلابات وانشقاقات تدور أحداثها وتُكتب سيناريوهاتها في مكاتب أمن الدولة وتُصعد في اليوم التالي للجنة شئون الأحزاب لتبصم علي ما خططته ونفذته أمن الدولة!!
.. الصحف في زمن مبارك تقول ما تشاء أكثر من أزمان وعصور أخري لكنها تغلق وقتما يشاء النظام والرئيس وتسجن أقلامها وكتابها إذا أراد الرئيس ذلك.. الصحف التي تصفق وتنافق تُمنح والتي تختلف وتعارض تُخنق وتُحاصر وتموت فقراً وإفلاساً!! وهذه هي أزهي ملامح الديمقراطية المباركية!
.. ديمقراطية الرئيس مبارك- في سنواته الـ 28- ممكن أن تسمح للمعارض أن يعارض لكنها لا تسمح أبداً أن تجري انتخابات أو استفتاءات نزيهة وتقتل المعارض إذا قرر أو تصور أنه بديل للنظام القائم الفاشل في إدراك أسباب رضا وقبول الشارع!!
.. ديمقراطية مبارك نصف ديمقراطية، أو ديمقراطية تحت التشطيب لكنها دائماً لا تنتهي ولا يتم تسليمها لسكانها وأصحاب الحق فيها.. تماماً هي مثل ذلك البرج الذي أشاهده منذ أكثر من 30 عاماً مطلاً علي جزيرة الزمالك، ونادي الجزيرة، لا أحد يعرف ما سره، فهو منذ 30 عاماً تحت التشطيب!! لا أعرف هل هناك علاقة بين الرئيس مبارك وهذا البرج الذي يعاني تشطيباً مزمناً!!
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق