6 هشام طلعت مصطفى وحكم سيصدر دون أى مباراة فى جوهانسبرج

لا شك أن يوم غد الخميس 25/6/2009 ليس باليوم العادى فستكون القاهرة وكأنها سكنة عسكرية على الأقل فى المناطق المجاورة للمحكمة التى سيتم فيها النطق بالحكم على رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى فى القضية التى اشتهرت بقضية " مقتل الفنانة سوزان تميم " وتأتى جلسة غدا بعد أن أرسل فضيلة مفتى الجمهورية رأى دار الإفتاء الشرعى إلى الجهات المختصة ومما لا شك فيه أن رأى فضيلة المفتى لا يعلمه إلا الله والذين سيصدرون الحكم الذى يؤكد البعض أن سيكون بالإدانة وحتى قبيل النطق بالحكم بثوان معدودة سيكون الحكم فى علم الله رغم الإدانة والإحالة إلى فضيلة المفتى ومن المعلوم أنه إذا تم تحويل أوراق أى متهم إلى فضيلة المفتى فهذا يعنى أن الحكم المنتظر هو الإدانة والإعدام وقليلة هى المرات التى يكون رأى المفتى فيها عكس رأى المحكمة هذا إن كان قد حدث وهو فى نهاية المطاف رأى استشارى قد تأخذ به المحكمة أولا تأخذ .. غدا ستكون كل أنظار الدنيا متجهة إلى محكمة جنايات جنوب القاهرة لسماع الحكم الذى سيصدر فى بضع كلمات ينطق بها هذا الرجل الذى لا تأخذه فى الحق لومة لائم المستشار القاضى محمدى قنصوه وعلى الرغم من حجم الأحكام التى صدرت بالإعدام وبالجملة هذا العام وكان آخرها الحكم الذى صدر على 24 مرة واحدة وربما لم يهتم بهم أحد إلا أن قضية هشام طلعت مصطفى والسكرى لها أبعاد خاصة فهى مرتبطة بالسلطة والمال ، وإذا صدر الحكم بالإدانة غدا وهذا هو المرجح فسيكون إدانة لنظام كامل ، لكنه فى نفس الوقت سيكون مكسبا أيضا لهذا النظام الذى يريد أن يتبرأ ممن تحوم حولهم الشبهات ، بل ربما لو تم النطق بالحكم بالإعدام على المتهمين أقول : ربما تأخذها الحكومة المصرية للدعاية فى الانتخابات المقبلة باعتبار أن الحكومة المصرية وأن النظام المصرى لا يحمى المفسدين وأن القانون فوق الجميع .. غدا سيكون يوم الحسم فى مصر .. غدا سيكون يوما تاريخيا فى مصر بغض النظر عن نوعية الحكم الذى سيصدر فالتاريخ يكتب عن الجيد والردئ .. التاريخ لا يرحم .. ومن سوء أو حسن حظ الأنظمة العربية أن التاريخ يسجل لحظة بلحظة وهذا يجعل احتمالية التزوير فيه ضعيفة فكل شئ أمام الجميع بالصوت والصورة فلا مجال لإخفاء الحقائق ، إن قوات الأمن التى ستكون غدا والتى ربما بدأت وضع اللمسات الأخيرة لتأمين المكان ستكون أيضا محط أنظار العالم فهل يا ترى سنرى كاميرات يتم تكسيرها وصحفيين يتم ضربهم ، كم أتمنى لو أن الشرطة تعاونت مع الإعلاميين وقامت بعمل شبكة إعلامية من داخل القاعة لنقل الجلسة بعيدا عن فضول الإعلاميين ومنها عدم توريط الأمن فى مشاكل مع الإعلاميين .. غدا سيكون يوم الإغماء فى كل الحالات فالمصريون يبكون ويغمى عليهم فى الفرح والسرور ، ومن سوء حظ الجميع أن الفريق المصرى هزم فى لقائه مع أمريكا فلو كان العكس هو الذى حدث لكان الإعلام كله سيولى وجهه شطر جوهانسبرج وكانت القضية ستأخذ حظها ، لكن ليس كما سيحدث غدا فى ظل عدم وجود سحرة يسحرون الشعب للتغطية على الحكم الذى سيصدر غدا.. إن كل رجال الأعمال فى مصر غدا سيكونون فى إجازة لمتابعة الحكم وهؤلاء سيتابعون الحكم بعين غير التى يتابع بها الآخرون فمنهم من يتابعها ويقول الحمد لله الذى عافانا ومنهم من يقول " المستغطى بالحكومة عريان " ومنهم من يقول " امشى عدل يحتار عدوك فيك " ولن يسلم الحكم من الانتقاد سواء كان الحكم مع أو ضد فكل متربص لهذا الحكم التاريخى حتى لو تم تأجيل النطق بالحكم .. إن يوم النطق بالحكم سيكون مادة دسمة لكل فئات الشعب ، لكن أكثر الناس فائدة من تلك الفئات هو الشعب الفقير الذى يبحث عن أى شئ يصبر به نفسه ولسان حاله يقول الحمد الله الذى لم يجعلنى مليونيرا ولا قريبا من السلطان وبخاصة لو أن أحدا من مشايخ الفضائيات اتخذ هذا الموضوع ليقول لهم هل رأيتم فلانا كان معه المال والسلطان ، لكنه لم يستطع أحد أن يمنعه من قدره وهذا صحيح ، لكن ليس كل الناس سواسية ولا يمكن أن نسكت على الخطأ لأن مخطئا أخذ جزاءه ، بل يجب على كل العاملين فى السياسة أن يطالبوا بالمزيد ويجب أن لا ننسى هذا الهارب من السجن ممدوح إسماعيل ، فإن كان هشام طلعت مصطفى قد أخطأ فخطأه على نفسه ويجنى ثمار خطأه أما جريمة ممدوح إسماعيل فى نظرى أخطر وأجرم وأن الحكم عليه بسبع سنوات هى البراءة بنفسها