لست ضد أن تكون المرأة المصرية ماهرة فى مطبخها ، ولست ضد أن يكون التلفاز بقنواته الفضائية التى لا نستطيع حصرها منبعا لثقافة ملئ البطون التى أصبحت الشغل الشاغل للمواطن العربى شئنا أم أبينا فبعد أن كانت أمة العرب والمسلمين مشهورة بأمة " اقرأ " أصبحت الآن ذائعة الصيت بأمة " أكل - شرب - خلّف " وأرجو أن لا تقفوا كثيرا على " خلّف " المهم يا حضرات لفت نظرى برنامج استفزاى على إحدى قنوات النيل وهى قناة الأسرة والطفل فيها برنامج " من كل بلد أكلة " فحدثتنى نفسى أن أسمع جزئ من البرنامج الذى لم أستطع أن أكمل منه 10 دقائق لتفاهته واستظراف طباخيه والمكالمات التى تأتى إلى البرنامج التى تشعرك بأننا لم نخلق إلا لنأكل لدرجة أن إحدى المتصلات المصريات من خارج مصر قالت " للشيف " أنا بافتخر وأقول " احنا عندنا فى مصر نجيب محفوظ والشيف ..... " إلى هذا الحد وصل مستوى الثقافة " الكرشى " نسبة للكرش أن نضع أديب عالمى فى مستوى نجيب محفوظ مع " طباخ " ربما لو اقتصر الأمر عند هذا الحد لهان الأمر ، لكن الذى ضايقنى واستفزنى فى هذا الموضوع هو أصناف وأنواع المأكولات التى يقدمها البرنامج التى لا يستطيع أكثر من ثلاثة أرباع المواطنين فى مصر أن يصنعوها فى بيوتهم ليس لأنهم لا يعرفون طريقة صنعها ، لكن لأنها أكلات مكلفة جدا وليست فى استطاعة المواطن المصرى ولكم أن تتخيلوا التلميذ الذى يقوم صباحا عقب معركة حربية بينه وبين أمه من أجل تحضير " الساندويتش " الذى غالبا ما يكون فول أو طعمية أو بيض أو بطاطس أو جبنة أعلم أن هناك أصنافا أخرى جُعلت للقادرين عليها ، لكن هناك شريحة عريضة من الشعب المصرى لا تستطيع توفير استفزازات البرنامج فلو أن هذا الطفل أو التلميذ أو الطالب شاهد مثل تلك البرامج وطلب من أمه أو أبيه إعداد مثل هذا الذى يتحدث عنه " الشيف " فلان أو " الشيف علان " فماذا يكون الحل أتمنى لو أن مثل تلك البرامج تحاول مراعاة مشاعر الفقراء الذين ربما يوفرون بعض الجنيهات من أجل الدروس الخصوصية فى ظل نظام تعليم فاشل بداية من الحضانة وحتى التخرج من الجامعة ، على تلك البرامج أن تتحدث عن الفول والطعمية والعجة والكشرى حتى لو على سبيل المجاملة لمحدودى ومعدومى الدخل لا سيما وأن " الدش " أصبح على كل المنازل نظرا لانخفاض سعره فهل من يوقف مثل تلك الاستفزازات التى تبث يوميا لمدة 120 دقيقة ساعة ليلا وساعة نهارا ويكفى ما نراه من استفزاز سياسى واجتماعى ودينى على شاشات الإعلام الرسمى العربى . والملف المرفق مع التدوينة أحد استفزازات البرنامج .
|
|
5 التعليقات:
لألأ يا استاذنا ملكش حق
انا امي من اشد المتابعين للبرنامج ده
وكل مرة اعشم نفسي واقول هاتعمل من الأكل الللي بيعملوه واطلع في الآخر بحلم
ههههههههههههههه أضحكتنى يا ششتاوى فى وقت عز فيه الضحك هو نفس السبب الذى جعلنى أكتب التدوينة بس خليها فى سرك .
إنهم يقلدون البرامج الأجنبية تقليدا أعمى... إن هذا يذكرني ببرنامج سابق على التيليفزيون المصري إسمه "يوم ورا يوم"، وهو برنامج يقدم نصائح عن تربية الأطفال. المشكلة أن البرنامج كان يتم تقديمه في فيللا كبيرة من دورين وكان بها حديقة... والمفروض أن الأسرة المثالية تعيش في هذه الفيللا ويقوم مقدم البرنامج بالشرح وتقديم الأمثلة عن طريق هذه الأسرة. ولكن من في مصر يعيش في ذلك المستوى؟ بل من في مصر حتى يتطلع إلى العيش في ذلك المستوى؟ إن هذه البرامج لا تمثل إلا 5% من الشعب المصرى على أكثر تقدير.
عزيزى غير معرف للأسف ما تقوله صحيح ولدينا مشكلة التقليد ، لكن يا ريت نقلد فى المفيد بل فى الهيافة . لك الله يا مصر
محمود الششتاوي
اجمل تعليق شوفتة والله هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
انا ضحكت كتير والله دمك زى العسل ومدونة جميلة جدا
تحياتى .
إرسال تعليق