بقلم : د - محمد منير مجاهد عن جريدة البديل
مجدي حسين واحد من كوكبة خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جيل السبعينيات الذي ضم أحمد عبد الله رزة، ومحمد السيد سعيد، وهاني شكر الله، وإصلاح جاد، وغيرهم ممن لعبوا ـ رغم تفرق سبلهم واختلاف مواقفهم ـ أدوارا هامة في حياة الوطن. بدأ مجدي حياته السياسية يساريا راديكاليا في السبعينيات، وحين عدت إلي مصر بعد انتهاء دراستي في الخارج في أوائل الثمانينيات قابلته عند صديق مشترك هو الدكتور علاء حمروش رحمه الله، وهناك عرفت منه بتغير اختياراته إلي ما أسماه «الاختيار الإسلامي»، تناقشنا طويلا ولم يقنع أي منا الآخر، وظل الود قائما رغم اختلاف السبل، ثم تقابلنا بعد ذلك بأعوام في الاحتفال باليوبيل الفضي لحركة الطلبة وكنت أرأس إحدي الجلسات ودخل مجدي ـ وكان قد أصبح شخصية بارزة في حزب العمل ـ فداعبته قائلا «والآن يدخل الطالب اليساري المتطرف مجدي حسين» فضحك وجلس مبتسما، وبعد الجلسة تعانقنا طويلا.رغم أي اختلافات سياسية فقد هالني الحكم الصادر من محكمة عسكرية علي مجدي بالحبس سنتين وغرامة خمسة آلاف جنيه بعد إدانته بعبور الحدود الدولية بشكل غير قانوني، وقد ذكرتني إحدي الرسائل التي وردت لبريدي الإلكتروني بداعية السلام الإسرائيلي أيب ناتان الذي اعتاد أن يتسلل بطائرته الصغيرة التي لا يدركها الرادار ويهبط بها في أي مكان في مصر، ويتساءل المسئولون عما يمكن عمله معه؟ فيكون الرد أطلقوا سراحه، حدث هذا في عهدي جمال عبد الناصر وأنور السادات ولم يدر بخلدهما إحالة ناتان الإسرائيلي الذي خدع الرادارات وتسلل لمصر بطائرته وقت الحرب إلي محكمة عسكرية ولا إلي محكمة مدنية عادية بل إنه لم يحاكم من أصله.بالطبع تقديم مجدي حسين لمحكمة عسكرية هو مخالفة صارخة للاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت عليها مصر والتي تنص علي حق كل إنسان في أن يحاكم أمام قاضيه الطبيعي، كما أنه أيضا ينطوي علي نوع من «التربص السياسي» بمجدي حسين كما قال د.محمد سيد سعيد ويذكرنا بمحاكمات الدجوي الشهيرة حيث منعت «المحكمة» أغلب هيئة الدفاع عنه من حضور المحاكمة وأصرت علي وجود المحامين المنتدبين من قبلها، الذين رفض مجدي حسين دفاعهم لأنهم غير ممثلين له. إن هذا الحكم المتعجل المتعسف المخالف للقانون أراد أن يكون مجدي حسين هو «رأس الذئب الطائر» لإرهاب وتخويف كل مصري يتخذ خطوة عملية وفعلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني.أحيي مجدي وأقول له أعرف أنك ستصمد وستكون كما كنت دائما صلبا عنيدا أبيا ونحن معك، نختلف أو نتفق نحن معك، وأقول للظالمين لقد أوشك الفجر أن ينبلج وعندها سيكون الحساب .
الصورة خاصة بالمدونة
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق