أردت أن أكتب هذا الموضوع قبيل انتهاء يوم الرابع من مايو بدقائق عن رجل قد وصل إلى الثمانين من عمره وهو يحكم أكبر دولة عربية ، وربما تكون هذه هى إرادة الله ، ولو كانت إرادة الله هكذا وهذا الكلام موجه لرجال الدين فى مصرنا العزيزة وفى عالمنا العربى والإسلامى لو كانت إرادة الله هى التى جعلت رجلا فى الثمانين من عمره يحكم مصر فلا تحدثوننا عن الجنة والنار فإن فعلنا شيئا أوصلنا إلى النار فهى إرادة الله وإن فعلنا شيئا أوصلنا إلى الجنة فهى أيضا إرادة الله فلا تصدعوا رؤسنا بكلام أنتم تناقضون فيه أنفسكم حيث سمعت أحد الدعاة مشهور فى إحدى القنوات يتحدث عن إضراب السادس من أبريل وهو يصرخ ليحمل الناس المسؤلية ويدخل على خط العراق ويقول كلام وكأنه يخاطب أطفالا صغارا وهو يعلم أو لا يعلم إن سبب احتلال العراق هم حكام العرب والمسلمين وأمثاله من العلماء الذين يرفضون الوقوف فى وجه السلاطين المرتمين فى حضن العدو الأمريكى ، وآخر اتهم بكل من شارك فى الإضراب بأنهم خانوا الله والرسول ، لكن من يبيع الغاز إلى العدو الصهيونى هو الحاكم الوطنى ، ومن يبيع الوطن فليس بخائن لله ولا للرسول ، حينما أذهب إلى صلاة الجمعة استغرب وأتعجب من هذا الخطيب الذى لا يحلو له الصراخ إلا إذا هاجم الناس التى تجلس أمامه وكأنه يتلذذ بهذا الهجوم وعندما نحاول مناقشته يقول نحن لا نتكلم فى السياسة ، حتى الفضائيات التى كنّا نظنها محترمة فإذا بها تركب موجة مسك العصا من المنتصف ، أين المواطن من كل هؤلاء ، سمعت إحدى السيدات وهى تولول وتقول : ( يا ريس احنا وقفنا معاك وادناك صوتنا أنا عاوزة ابنى ، ده ابنى أخدوه من الشارع ) وآخر يناشد الرئيس لمنع قانون المرور وثالث يناشد الرئيس من أجل الإفراج عن إسراء وده فكرنى بأحد أفلام عادل إمام حينما كان مديرا لدعاية أحد المرشحين المتنفذين لمجلس الشعب فكان يذهب لأحد رجال الشرطة حتى يقبض على أحد أبناء الدائرة الكبار ويقوم المرشح الكبير بإخراجه من الحبس ليكسب أصوات الناخبين ، وهذا ما نراه اليوم كأن هناك تعليمات عليا تصدر من هنا أو هناك وهناك بإيعاز من جهة ما بأن تصدر مناشدة للسيد الرئيس وعلى الفور نجد استجابة فورية فى كثير من الأحيان حسب الزمان والمكان وكان الشعب المصرى أصبح حقلا لتجارب السلاطين ، إلى متى يظل هذا العبث بالمواطن المصرى نريد أن نحيا حياة طبيعية ليست حياة خاضعة لمزاج شخص نريد قانون يطبق على الجميع لا يفرق بين خفير ووزير أو بين حاكم ومحكوم ، نريد عدالة فى توزيع الرواتب ، نريد احتراما لآدية المواطن وليس سحله فى الشارع ، المسكنات التى تخرجونها من صيدلياتكم كلما قام الشعب بانتفاضة ضدكم لم ولن تفلح فحينما يتمكن المرض من الجسد لا تفلح معه المسكنات افهموا يا جماعة افهموا هل تريدون وحيا من السماء يذكركم بالاسم والله لو نزل فيكم قرآنا الآن لم تنزل إلا سورة " تبت يدا أبى لهب وتب " سنجد الأسئلة كثيرة تلك الأيام هل نجح إضراب الرابع من مايو أم لا ، لكن لم يقل لنا أحد ما هو مقياس النجاح هل لا بد أن يخرج الناس ويكسروا حتى يكون الإضراب ناجح لماذا لا نقول إن العلاوة التى أعلن عنها صاحب العمر الثمانينى وضرورة صرفها فى شهر مايو بدلا من يوليو أليس هذا نجاحا لفكرة الإضراب ، وكان من أسباب الإضراب هو رفع الأجور حتى لو كانت تلك العلاوة ليست هى المطلوبة ، لكن هى نتاج الانتفاضة الشعبية ، وهذا يعنى أن الشعب له كلمة وعليه أن يعرف قيمة نفسه ، وبلاش ياحكومة فوضى
|
|
2 التعليقات:
كلامك فصيح يا ابا المعالى ...اما عن سن الرئيس فهو مازال شابا وسمعت مؤخرا بانضمامة لاشبال الاهلى تحت التسعين والعاقبة عندكم فى المسرات!!
أضحكتنى يا رجل فى وقت عز فيه الضحك ، ومن أجل ذلك لن يضمن الأهلى أى تفوق ، والزمالك يبحث له عن شاب آخر حتى يكون فيه تعال
إرسال تعليق