فى الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد 4/5/2008 اتصل بى أحد الأصدقاء من مدينة الغردقة ليبلغنى أن بائعى الصحف لم يفتحوا اليوم على غير العادة فى إشارة منه إلى أن هؤلاء الباعة ربما يكونوا قد نفذوا الإضراب فقلت له لا تستعجل فربما لأن اليوم الأحد وهذا طبيعى ولا نريد أن نبالغ وبالفعل اتصل بى عقب اليوم ليبلغنى أنه اشترى الصحف ، لكن سيظل السؤال التقليدى هل نجح أو فشل إضراب الرابع من مايو وبخاصة أغلب الذين يطرحون هذا السؤال لم يعجبهم أن يكون يوم ميلاد الرئيس وكأنه ميلاد المصطفى هو يوم الإضراب فوصل الأمر إلى حد الشخصنة لدرجة أن أحد كبار المثقفين وهو الدكتور أحمد كمال أبو المجد ! استخدم تعبير ( إنها قلة ذوق ) صاحب التعبير هذا هو منوط به الدفاع عن حقوق الإنسان لا ضير يا جماعة فالرئيس حقوقه ضايعة ومهضومة ولا بد من الدفاع عنها إذ لم ندافع عن حق رئيسنا فهل سندافع عن حقوق شوية العيال اللاسعة يا عيب الشوم ، المهم هؤلاء جعلوا من قضية وطن فى طريقه إلى الضياع قضية خناقة فى شارع أو فى حارة بين المواطن حسنى مبارك وبين عدة مواطنين بالطبع هم المعارضة بالإضافة إلى شوية عيال لاسعة كما وصفهم الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع فى إشارة إلى شباب الفيس بوك أنا أقول إن الإضراب نجح وفشل فى آن واحد كيف ؟! بمقياس الإضرابات المتعارف عليها فى الدول المتحضرة أنا أقول : ( المتحضرة ) أقول إن الإضراب فشل فشلا ذريعا لو تم قياسه على إضرابات حتى الدول الصغيرة والمجاورة مثل فلسطين ولبنان، ومن يقول عكس ذلك فهو يناقض الحقيقية اللهم إلا إذا كان البعض يخلط بين الإضراب والمظاهرات وهذا ما حدث يوم السادس من أبريل حيث تحول الإضراب إلى مظاهرات ومن ثم إلى تصادمات فأخذ بعدا إعلاميا مكثفا ، ولا شك أن يوم 6 أبريل كان فيه تجاوب اعتبره بعض القائمين عليه انه استجابة لنداءاتهم مما شجعهم على المضى قدما فى تكرار تلك التجربة التى ولدت فكرتها فى مدينة المحلة الكبرى ، فكان من أسباب فشل إضراب 4 مايو هو ما حدث من صدامات يوم 6 أبريل بغض النظر عن من هو وراء الصدامات هل هو الأمن أم هل هم أناس غير معروفين المهم ما حدث يوم 6 أبريل جعل المواطن يخشى تلك التجربة لا سيما وحملة الاعتقالات التى قام بها الأمن فى السادس والسابع من أبريل وما صاحبها من مناشدات أولياء الأمور للمسئولين بالإفراج عن هؤلاء مما أصاب البعض بالذعر وربما يكونوا محقين فى ذلك لا سيما وأن من هؤلاء المقبوض عليهم لا صلة لهم بالعمل السياسى ومن ثم لم يجدوا من يبحث عنهم باعتبار أن كل حزب بالكاد يبحث عن أشخاصه بعد عقد الصفقات مع الحكومة لدرجة أن أحد الذين تم الإفراج عنهم خرج وهو على باب السجن ليقول شعرا فى الأمن وفى الشرطة وهذا رأيه فى حين أن الشيخ عبدالرحمن لطفى أمين حزب العمل فى المنيا مازال مضربا عن الطعام حتى لحظة كتابة هذا الموضوع وهو فى سجن المرج من يوم 6 أبريل ولم يحرك ساكنا للأمن وحياته معرضة للخطر بل معرضة للموت لأنه محبوس على ذمة 6 أبريل دون ذنب اقترفه وقد تم نقله أمس إلى المستشفى بعد أن أشرف على الهلاك ، ومما استغرب له أن الأمن قبض على السائق الخاص لمجدى حسين أمين عام حزب العمل وهذا السائق لا حول له ولا قوة ولا علاقة له بالسياسة من قريب أو بعيد فضلا عن حداثة سنه يؤسفنى أن يصل غباء الحكومة لهذا الحد ثم كان البعض يعول كثيرا على مشاركة جماعة الإخوان فى الإضراب وقد أعلنوا هذا بأنهم سيشاركون فى الإضراب وتصوروا أن عددهم سيكون كافيا للفت النظر أن فى مصر إضرابا عاما ونسوا أن شعب مصر قارب الثمانين مليونا فضلا عن أن ما يعلنه الإخوان غير الذى يسرونه ثم هل الذين دعوا للإضراب لديهم أعضاء مؤثرين فى الشارع فمثلا عندما تقوم حركة حماس فى فلسطين المحتلة وحزب الله فى لبنان والجماعة الإسلامية فى باكستان حينما يقولون إضراب يحدث شلل فى مواقعهم للحياة العامة فلا محال تفتح ولا مواصلات تعمل لماذا ؟ لأن هؤلاء هم أعضائهم ومناصريهم أما عندنا فى مصر فالأحزاب لا تملك أى مشروعات ذات تأثير ومن ثم فالدعوة للإضراب صعب تنفيذها بالعواطف أو بالتصور وعلى الرغم من هذا كان لفكرة الإضراب صدى قويا وانظروا إلى الإضراب الذى سيتم فى السابع من مايو فى لبنان وقارنوا بين 4 مايو فى مصر وبين 7 مايو فى لبنان هذا لا يعنى اننى ضد الإضراب لا بل على العكس أرى أن الإضراب مشروع ولا بد أن نعمل جاهدين على تثقيف المواطن ثقافة إضرابية فلا يمكن أبدا أن يتم حل لمشاكل مصر إلا بالضغط على حكومتها فلم نرى منهم شيئا يسر طوال أكثر من ثلاثين عاما ، هناك عاملا آخر من عوامل فشل الإضراب وهو تجنيد علماء السلطة لمحاربة فكرة الإضراب بل وصل الأمر ببعض الدعاة .. أقصد نجوم الفضائيات بأنهم حرّموا الإضراب ومنهم من قال إنه خيانة لله وللرسول ، وكنت أتصور أن علماء السلطة هم من يعينهم السلطان أعترف لكم أنى كنت مخطئا لأن علماء السلطة الآن كثيرون وهم يطلون علينا من الفضائيات صباحا ومساءا من أجل الدفاع عن الأنظمة الديكتاتورية وحتى يمنعوننا من أن ننتقدهم وجدنا من يقول لنا أن لحوم العلماء مسمومة فلا تقربوها ولا يجوز أن نظهر عيوب العلماء وكأنه يقول لنا قرآنا نزل عليه من السماء هل هذا كلام هل نسكت على هؤلاء حتى يتأله الحاكم ونأتى بحجج واهية لا دليل عليها إلا كلام البشر الذين لهم حساباتهم الخاصة والدقيقة نعم لحوم العلماء مسمومة إذا كانت من عينة الشيخ العز بن عبدالسلام ، وأبو بكر الصديق كان يقول وليت عليكم ولست بخيركم هذا أليس هذا تصريح واضح بانتقاد أمير المؤمنين وكأنه يقول لهم إياكم أن تصفقوا لى فى الباطل إذن بهذا المنطق لحوم العلماء مسمومة ولا نتحدث عن عيوبهم أقول بهذا المنطق علينا أن نراجع القرآن ونحذف منه آيات النفاق الذين جعلهم الله فى الدرك الأسفل من النار ، والمنافقون يا حضرات لا تنطبق إلا على الذين يداهنون الحكام أو غيرهم بالباطل على حساب الحق من المسلمين فلا يعنينى أن يكون غير المسلم منافقا أو غير منافق إذا وضعنا فى الاعتبار أن الجنة لا يدخلها إلا مسلم ، لكن أنا ضد أن نتناول عيوب شخصية لعالم أو غير عالم ففى تلك كلنا ذو خطأ ، ونعود إلى الشق الآخر هل نجح الإضراب ؟ نعم أقول وبكل صدق أن الإضراب نجح وبخاصة فى المحلة الكبرى التى خلت شوارعها إلا من قوات الأمن وهذا سبب نجاحه فى المحلة الكبرى بل كان نجاحه أكثر من نجاح إضراب 6 أبريل أولا لأن الاستجابة التى تمت بعدم المظاهرات هو نجاح لدرجة أنه لم تحدث مظاهرة واحدة لافتة للنظر هذا سبب، ولأن العلاوة التى أعلنها الرئيس مبارك وقيمتها ووقت صرفها ما كانت لتحدث لولا تلك الإضرابات سواء حدثت أم لم تحدث كل هذا دليل على أن الحكومة كانت مرعوبة من يوم 4 مايو لذلك حاولت استباق هذا اليوم بخطوة تهدف إلى التاثير على 4 مايو فجاءوا بعلاوة اعتبرها البعض لا تسمن ولا تغنى من جوع فى ظل الارتفاع الجنونى للأسعار ، لكن هذا فى حد ذاته انتصار ونجاح للإضراب وأخشى ما أخشاه أن ترجع الحكومة عن صرف الثلاثين فى المئة التى أعلن عنها الرئيس مبارك الذى تجاوز الثمانين عاما اللهم لا حسد ظنا منهم أن الشعب خلاص لم يعد يسمع للمعارضة ولأن الحكومة عندنا غبية ممكن تتصرف هذا التصرف المجنون ووقتها تكون قد حفرت قبرها بيدها
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق