4 قناة السويس الجديدة فى قلب كل مصرى

     

     على الرغم من الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد،لكن هناك شعاع أمل يخرج من السويس..سويس النضال والكفاح..السويس التى تحتوى الآن على قناتين،قناة السويس التى حفرها المصريون فى عهد الخديوى سعيد بعد أن أقنعه "ديلسبس" ليتم حفرها فى مدة 10 سنوات (1859- 1869) ذاق المصريون خلالها الحنظل ومات ما يقارب 120 ألف مصرى روت دمائهم مجرى القناة قبل أن تروى بالماء،لكن مصر كانت تحلم بأن تكون تلك القناة ملكا للمصريين،وقد تحقق لهم ما أرادوا بفضل الله ثم بفضل الشعب المصرى وفى القلب منه جيش مصر العظيم  بعد أن قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم القناة عام 1956 إلا أن القناة كانت فى حاجة ماسة إلى ممر آخر لتوفير الوقت حيث كانت تتعطل السفن والناقلات  لمدة تصل إلى نصف يوم تقريبا الأمر الذى يؤثر على إيرادات القناة،وشاء الله أن تكون فكرة قناة السويس الجديدة فى عهد الرئيس "عبدالفتاح السيسى" الذى أمر ببدء الحفر فيها فى السادس من أغسطس عام 2014 ليتم افتتاحها بعد عام واحد من بداية الحفر،وكلف القوات المسلحة المجيدة بتنفيذ هذا العمل الذى كانت مصر فى أمس الحاجة إليه من حيث زيادة الدخل وإيجاد فرص عمل للشباب المصرى،فضلا عن الارتقاء بمكانة مصر بين الأمم،وكان الجيش عند حسن الظن كالعهد به دائما،وكان أكثر ما يلفت النظر فى إنشاء قناة السويس الجديدة هى تلك الدعوة التى تم إطلاقها لمساهمة المصريين فى تمويل هذا المشروع الضخم للاكتتاب فيه،فكانت المفاجأة أنه خلال ثمانية أيام فقط تم تحصيل 61 مليار جنيه فى أسرع وأقوى عملية مصرفية يقوم بها المصريون تلبية لهذا النداء حيث وصلت نسبة مشاركة الشعب إلى 90% تقريبا من المبلغ الذى دخل خزينة البنوك و10% من الشركات والمؤسسات المصرية أيضا،وإذا كانت قناة السويس القديمة جاءت عن ضغط وسخرة للعمال،فقد جاءت قناة السويس الجديدة بطيب خاطر من المصريين تلبية لنداء مصر ليجنوا ثمارها مبكرا،ولكى تظل مصر هى الباقية لشعبها وبشعبها فتحية لكل مصرى ساهم بدمائه وعرقه فى قناة السويس القديمة،وتحية لكل مصرى ساهم بماله ونفسه  ووقته وعرقه فى حفر قناة السويس الجديدة التى ستكون علامة بارزة على إرادة المصريين،فضلا عن أن المصريين سيحفرون اسمها فى قلوبهم،وسيكون يوم الافتتاح هو أحد أيام مصر الخالدة الذى سيضاف إلى تاريخها المجيد.عاشت مصر،عاشت مصر،عاشت مصر.