كتب: أبوالمعالى فائق
ــــــــــــــــــــــــ
سمعت كثيرا عن برنامج الصندوق الأسود للإعلامى عبدالرحيم على لكن لم أشاهده يوما غير أنى لفت نظرى المناقشات التى تدور بين الناس حول إحدى حلقات الأستاذ عبدالرحيم على عن رجل الأعمال المصرى السيد نجيب ساويرس فرأيت أن أشاهد تلك الحلقة التى تحدث فيها عن "ساويريس والبرادعى" عبر مكالة هاتفية جرت بين الاثنين وكنت قبل فترة أكثر المتابعين لكل البرامج الفضائية المصرية والعربية لولا مرضا ألم بى منعنى عن متابعة العديد من البرامج،وحينما شاهدت تلك الحلقة التى لا أبالغ إذا قلت أنها أخطر حلقة تم إذاعتها عبر الفضائيات المصرية فى تاريخ الإعلام المصرى،وتأتى خطورتها لعدة أسباب منها ما هو أمنى،وما هو اقتصادى ومن فكر فى بث تلك الحلقة لم يحسب الأمور جيدا على المستوى الاقتصادى والسياسى،وربما يكون كبش الفداء لتلك الحلقة هو مقدم البرنامج الذى قيل أنه تم إيقاف برنامجه ومنعه من الظهور فى القنوات الفضائية،والطريقة واللهجة التى تناول بها مقدم البرنامج أوحت للمشاهد أن الموضوع شخصى فى حين ان الأمر أكبر وأعمق من الشخصنة فى ظل توقيت يجب أن تتوقف فيه المهاترات السياسية على الملأ ولا أظن أن السيد عبدالرحيم على استيقظ من نومه ليخرج على الناس بهذا البرنامج ولا شك أن هناك جهات بعينها هى من أوعزت لمقدم البرنامج أنه يتناول هذا الموضوع لا سيما وأنه ذكر أن المعلومات تأتيه ولا يذهب إليها،ثم جاء اختياره لشخصية رجل أعمال مسيحى وهنا تأتى خطورة التناول والاتهامات المبطنة لساويرس،ثم نظرة رجال الأعمال لمثل هذا التصرف الذى يوعز لهم بعملية ابتزاز للتبرعات فمن يضمن لرجال الأعمل أن لا يكون لهم مكالمات مسجلة من تلك النوعية التى أذيعت فى القاهرة والناس،إن خطورة الإعلام المفتوح على أى نظام تبدو واضحة من مثل تلك البرامج التى أحيانا تكون غير مدروسة بغض النظر عن صحة أو عدم صحة ما يبث فيها لا سيما وأننا فى مجتمع ميال لحكايات المشاهير،وهنا يجب طرح سؤال هام جدا من الذى سمح لبث تلك الحلقة ومن الذى أمر بوق البرنامج إذا كان بالفعل تم إيقافه وفى كلتا الحالتين من المستفيد،ومن سيدفع الثمن،وهل بدأ صراع المال والسياسة فى ظل اقتراب انتخابات مجلس الشعب القادمة ... أسئلة كثيرة على خلفية حلقة الصندوق الأسود سيطرحها الباحثون والنقاد على صانعى القرار فى مصر،ولا مفر من الإجابة عليها بوضوح وشفافية،وإنا لمنتظرون.
|
|
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق