مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

السبت، 19 أبريل 2014

2 ثورة أم انقلاب ...هل تفيد التوصيفات؟؟


     فى صبيحة يوم الجمعة الموافق الثامن عشر من شهر أبريل 2014 نشر الكاتب الصحفى والصديق العزيز والنائب السابق فى مجلس الشعب الأستاذ "محمود الشاذلى" على صفحته فى  "الفيس بوك " تغريدة موجهة إلى شخصى هذا نصها "قبل أن يطوى التاريخ صفحاته،أتمنى أن يعود المناضل الجسور،والإنسان الخلوق أبوالمعالى فائق ليغرد فى صفوف الأحرار" وعلى الرغم من قلة عدد كلمات تلك التغريدة إلا أنها تعنى  الكثير بالنسبة لى سلبا أو إيجابا فأحيانا يكون ظاهر الحديث يخفى فى باطنه الكثير مع تأكيدى أن الأستاذ "الشاذلى" يعنى ما يقول،وإن كنت أرى أنه قد بالغ فى مدحى وأنا أقل مما ذكر بكثير وأرى نفسى دون هذا المستوى الذى وضعنى فيه الأستاذ الشاذلى،وقد علق البعض على تغريدته،وبغض النظر عن نوعية التعليقات أرى أن لكل وجهة نظره،وإن كنت أرى أن بعض التعليقات التى وردت على ما كتبه أستاذنا الفاضل "الشاذلى" لم تخلوا من اتهامات سواء أكانت تلميحا أو تصريحا،وتلك الاتهامات لا أقف عندها كثيرا..بل أعذر أصحابها لأنى أعتقد أن نواياهم سليمة القصد،لكن لفت نظرى أحد التعليقات التى قال فيها صاحبها أننى كنت أجلد فيها الدكتور "مرسى" ولم أقدم له النصائح كما أقدمها لدولة "الظلم" حسب تعبيره،أو ما لمّح به البعض الآخر،علما بأنى قد حذرت كثيرا فى مقالاتى فى عهد الرئيس السابق "مرسى" عقب توليه الرئاسة بثلاثة أشهر من السياسة التى كان يتبعها التى لم تكن تصلح فى حكم دولة فى حجم مصر اللهم إلا إذا كان هذا التحذير يراه البعض ليس من باب النصيحة،وكنت أول من دعا لانتخابات رئاسية مبكرة منذ 13 أكتوبر 2012،وتنبأت بما يحدث الآن فى برنامج على قناة الدلتا فى مساء 28 يناير 2013 لدرجة أصابتنى بجلطة فى المخ أصبت بسببها بشلل نصفى حتى اللحظة،والحمد لله على كل ما يريده الله.
     والحقيقة لا أدرى من أين أبدأ،هل البعض يريد كلاما عاطفيا لدغدغة المشاعر،أم تريدون تحليلا سياسيا لنعرف مواطن الخطأ إذا كنا نريد أن نتحدث بالعاطفة فهذا وقت لا تصلح معه العواطف،وإذا كنا نريد تحليلا سياسيا فهل أبدأ من قبل 25 يناير،وكيف كانت معارضتهم للنظام؟،والحق أقول أنها كانت معارضة سياسية بحتة وبامتياز وليس كما يقول البعض أنه صراع بين حق وباطل بالمعنى الدينى ولو كان الأمر كذلك فالكل كان على باطل...بل وعلى نفاق،أم أبدأ من بعد 25 يناير الذى هرول الجميع فيه إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتوزيع الأدوار،وبخاصة بعد أن تخلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن منصبه،ورحم الله اللواء عمر سليمان الذى رحل عن دنيانا وهو يحمل أسرار المفاوضات التى كانت تتم سرا وعلانية بين كل الأطراف،أم أبدأ من التعديلات الدستورية فى 19 مارس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة التى تعاملنا معها بمنطق "خلينا نخلص" وكلنا قد صفقنا لها وفى كل مرة لا نعترف بالخطأ إلا بعد أن تذهب السكرة وتأتى الفكرة، أم عن الإعلام الذى بلغ ذروته فى إهانة رأس الدولة وكان البعض يتبجح ويصف هذا بالحرية ووالله لم تكن حرية بل كانت فوضى لم يستطع وزير الإعلام الإخوانى إيقافها،أم من انتخابات مجلسى الشعب والشورى،أم من حل مجلس الشعب الذى كان بمثابة مقدمة لما نحن عليه الآن ولم نجد أى مقاومة سلمية تذكر،هل أصبح الأمر "مشخصن" وكل يعمل لمصلحته الخاصة؟!،أم من تسفير الأمريكان وقت مجلس الشعب ولم يستطع المجلس إلا أن يكون مكلمة لم يكن بينه وبين أى مجلس سابق أى فروق تذكر،وهروب الأمريكان كان أكبر فضيحة لمجلس شعب -ذات أغلبية إسلامية- فى تاريخ البرلمانات المصرية،أم من تعيينات مجلس الشورى الهزلية التى خالف فيها الرئيس الدستور مادة العزل التى كانت خطأ من الأساس،والأستاذ "الشاذلى" يعرف كيف تمت تلك التعيينات،أم من تذبذب وتخبط المؤسسة الرئاسية فى قراراتها وتراجعها المستمرعن القرارات التى كنا نصفق لها وبعد عودتنا إلى منازلنا نرى تراجعا قد حدث فنصاب بالإحباط وفى كل مرة نجد "المبرراتية" فى اتخاذ القرار وفى التراجع عن القرار،أم من اختيار عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع وكأن الذى اختاره رئيس موزمبيق،أم من الذين كانوا على منصة رابعة وورطوا الإخوان شر ورطة بتصريحاتهم العنترية ووعودهم المحبطة والاستفزازية،وكان معظمهم لا ينتمى للإخوان،ولم نجد من يوقفهم من الإخوان عند حدهم باعتبارهم المعنيون بالأمر،لكن شكل الجماهير على الأرض كان مغريا لشهوة الكلام دون النظر إلى العواقب،هل أتكلم عن قناة الجزيرة التى ظلت لفترة تروج عن إشاعات كاذبة كان أبرزها وفاة "عبدالفتاح السيسى" لدرجة أن أحدهم خرج وقال الدولة الآن ترتب كيف تعلن خبر الوفاة وكانت تلك الإشاعات سببا فى إضفاء عدم المصداقية على مهنيتها،بل وإحراج الإخوان وزيادة شعبية "السيسى" -حتى لو كانت عندا فى الإخوان- من حيث أرادت أن تقلل من شعبيته وعندما قلت أن ترويج الإشاعات الكاذبة لن يجدى لم أسلم من الهجوم،بل قال لى مدير مكتب أحد أعضاء مجلس الشعب المحترمين والذى أجله: "يؤسفنى أن أحذف صداقتك".
      ويعلم الله أن قصدى كان من أجل الحفاظ على مصداقية الجماعة،والمصداقية لم ولن تكون بترويج الإشاعات... بل اسألوا بعض الذين أصبحوا نجوما على شاشات الجزيرة كيف كانت تتعامل معهم الجزيرة قبل 25 يناير والله أعرف أحد مدراء مكتب الجزيرة بالقاهرة منع مصور الجزيرة أن يغطى لأحد الأحزاب إحدى الفاعليات بعد أن صدرت الأوامر بعدم تغطية تلك الفاعلية كل هذا قبل 25 يناير 2011،وسترون قريبا التغيّرات فى توجهات الجزيرة،كل تلك المتناقضات كانت تنذر بما هو واقع الآن.!!!
     ثم دعونى أطرح سؤالا يتردد فى أذهان البعض،والبعض الآخر سألنى مباشرة سواء فى تعليقات أو هاتفيا أو وجها لوجه والسؤال هو: هل تقبل بالإجراءت التى تتخذ ضد جماعة الإخوان تحديدأ،وللإجابة على هذا السؤال أقول لا أقبل بها أبدا لا من قريب ولا من بعيد،لكن لا بد من العودة إلى ما قاله الأستاذ فهمى هويدى فى مقاله بالشروق المصرية تحت عنوان "ليحسم الإخوان موقفهم من العنف والإرهاب" والذى ذكر فيه "أن تعدد العمليات الإرهابية ضد الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة كلها تمثل خطوطا حمراء لا ينبغى لأى صراع سياسى أن يقترب منها" مع يقينى بأن السيد "هويدى" لا يتهم إلإخوان بضلوعهم فى تلك العمليات،لكنه يريد أن يبعد عنهم تلك الشبهة اللصيقة بهم شاءوا أم أبوا نتيجة تصريحات بعض قياداتهم من قبل وبعض الذين طبقوا المثل المصرى "ظرغطى يللى منتش غرمانة"،وأنا أتفق تماما مع ما ذهب إليه الأستاذ "هويدى" حتى لو كان الأمر يعد  هدنة من طرف واحد،يقصد بأن يتوقفوا عن المظاهرات والمواجهات التى يدفع ثمنها شباب الجامعات حسن النية،ليس هذا فحسب بل كل عملية إرهابية تحدث فى مصر ستلصق بهم حتى لو الذين فعلوها من بلاد "الواق واق" فلماذا توفروا هذا المناخ للآخرين؟؟،وإذا كنتم تريدون أن تثبتوا للآخرين أنكم المناضلون والمجاهدون والمكافحون فكل الدنيا تعلم هذا حتى لولم تتكلموا بكلمة واحدة شاء البعض أم أبى،ونقطة أخرى ساقها "هويدى" فى مقاله الذى نال قسطا من الانتقاد والهجوم الغير مبرر من بعض قيادات وشباب الإخوان،وتلك نقطة ربما تكون اللافتة فى المشهد السياسى الراهن وهي قضية الانتخابات الرئاسية التى قال عنها هويدى: "إن مصر مقبلة على انتخابات رئاسية  أيا كان رأينا فى عناوينها فإنها تمثل استحقاقا نريد أن نستثمرها بحيث يصبح عنصرا إيجابيا ويعيد إلى السياسة اعتبارها،أملا فى أن يساعد البلد على اجتياز الفترة العصيبة المقبلة ،التى تتعرض فيها مصر لضغوط اقتصادية تفوق طاقة احتمالها كدولة وكمجتمع يعيش فى كنفه 90 مليونا من البشر". وأنا الحقيقة أريد شهادة الكاتب الصحفى الأستاذ محمود الشاذلى فى الأستاذ "فهمى هويدى" وهو من هو فى رفضه لما يجرى فى مصر وغضب الحكومة الحالية عليه ومعها الإعلام،ورغم ذلك كتب ما كتبه والمقال ما زال منشورا...بل اقرأوا ما قاله القيادى فى جماعة الإخوان الدكتور "جمال عبدالستار" الذى تحدث عن أبرز أخطاء الإخوان حينما قال" "إنهم أداروا الدولة بطريقة إدارة الحزب وغفلوا جانب الثواب والعقاب" وهذا كلام أحد قيادات الإخوان وليس أحد المنشقين مثل الدكتور المحترم "محمد حبيب" الذى كان نائبا للمرشد العام للجماعة الذى بالتأكيد لن أستشهد بتصريحاته التى ستكون مجروحة بالنسبة للإخوان،جملة من الأخطاء التى تحدثنا عنها قبل د عبدالستار،وربما لو وجدنا تلك الأصوات فى فترة رئاسة الدكتور "مرسى" لربما كان الأمر غير ما نراه الآن، فإذا كان رأس الدولة يديرها كما لو كان يدير حزبا سياسيا فماذا تنتظرون؟،مشكلة البعض فى توصيفات من يختلف معهم فى وجهات النظر لا يخلو من ثلاث إما خائن أو منافق،أو متلون أو معارضة صنعها حسنى مبارك،لو طبقت هذا المعيارعلى الجميع لن ينجو منه أحد أو فصيل لا الإخوان ولا السلف ولا الحكومة الحالية ولا الحكومات السابقة ولا أى فصيل سياسى فى مصر،جملة من المتناقضات وبعض السذاجة حدثت أوصلتنا لما نحن فيه،وأنا أسأل سؤال برئ من الذى عيّن عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع؟،ومن الذى أشار بتعينه،وهل كان هناك صفقة بين الطرفين ثم اختلفوا بعد ذلك،الذى أعلمه عن جماعة الإخوان أن لديها دقة وتنظيم تفوق دقة وتنظيم أى دولة،وحتى تضم أحدا إليها ربما يستغرق الفرد المطلوب انضمامه للجماعة ثلاثة شهور أو ثلاث سنوات كدعوة فردية ،فما بالكم برجل يتولى أهم وزارة فى أى دولة هى وزارة الدفاع،هل كان مؤمنا ثم كفر،وأكرر وأقول إن بعض الذين يدّعون الدفاع عن الشرعية أو ما يعرف بدعم تحالف الشرعية لا يروقهم وجود الإخوان فى اللعبة السياسية لأن بقاء جماعة الإخوان يكشف ضحالتهم وما زال بعضهم يريد أن يبنى شعبية على حساب جراحات الإخوان وهذا لن يكون،فبناء أى قاعدة شعبية لا تأتى بالعشوائية أو الانتهازية،وقد علقت الأحزاب السياسية ضعفها وفشلها قبل 25 ينايرعلى شماعة نظام حسنى مبارك بأنه ضيّق على المعارضة فلم يترك لها مجال تتحرك فيه إلا داخل الغرف المغلقة فى الوقت الذى ترعرعت فيه جماعة الإخوان وكانت تحصد المقاعد البرلمانية بالاتفاق والتفاوض مع الدولة،والتفاوض والاتفاق لا يكون إلا مع الأقوياء،وبعض هؤلاء الذين يدّعون "دعم الشرعية" من كان منهم وما زال يؤيد ديكتاتوريات فى دول عربية أخرى ويساند بعض المنظمات التى اختطفت دولا مثل الذى يحدث فى لبنان ،واليوم يدّعون أنهم مع الشرعية أى تناقض وازداجية تلك؟! والذين يدفعون الثمن هم شباب الإخوان الذين يصمدون ضد ما يحاك لهم،وأنا لا أشكك فى نواياهم،ثم عودة إلى موضوع الرئاسة ووصول السيسى للسلطة علما بأنه لو كان معه من يفكر جديا ما كان له أن يترشح لمنصب الرئاسة فلم يعد هذا المنصب الذى يغرى،ولو بقى فى منصبه المحصن لثمان سنوات لكان الأفضل نظريا،لكن ربما يريد الله أمرا لا يعلمه إلا هو،وهذا أمر له عدة جوانب أهمها أن المصريين تغيروا وسأفترض أنهم يريدون السيسى  رئيسا حبا فيه أو عندا فى الإسلاميين عامة وفى الإخوان خاصة،فأمام السيسى طريقان إما أن يغيّرحال هذا الشعب إلى أحسن حال وهذا أمر فى حاجة إلى شبه معجزة فلم يجدّ أى جديد على مصر منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن،وإلا لن يستمر العناد طويلا لذلك أطالبكم بانتخاب السيسى ولا بد أن يصل السيسى للرئاسة فإن أحسن للشعب وطبق العدالة الاجتماعية أليس هذا ما تطالبون به وإن لم يستطع أن يفعل شيئا للشعب وقبل به الشعب رئيسا فلماذا تدافعون عن شعب يقبل بأن يتم دهسه حسب ما تتصورون وإذ لم يقبله الشعب فلن يكون بأقوى من سابقيه وسيخلعونه بل وربما يطالب الشعب بعودتكم دون دخول الوطن فى متاهات واقتتال وإرهاب،وأما الذين يروجون أن الصراع هو صراع بين حق وباطل بالمعنى الدينى أقول لهم فلتتريثوا قليلا فى التوصيفات حتى لا ترتد إليكم سهامكم،وإذا كان البعض يرى أن ما أقوله هو انحياز للسيسى فعليه أن يعود لما قبل ثورة 25 يناير،وإذا كنا معارضة صنعها حسنى مبارك كما يتصور البعض ممن لم نسمع لهم صوتا من قبل ومن بعد، وممن يهرفون بما لا يعرفون فلا مانع لدى من أن أقبل بهذا،شرط أن نجريه على كل المراحل وعلى الجميع،من قبل وبعد 25 يناير،كل هذا ولم أتحدث عن طبيعة العمل السياسى قبل 25 يناير،ليس بالضرورة أن أشتم مع الشاتمين وأخوض مع الخائضين حتى أكون فى صفوف الأحرار،لكن ما أستطيع أن أقوله هو أسأل  الله أن ينتقم من كل من تسبب فى إراقة قطرة دم مصرى بغير حق مدنيا كان أو عسكريا (جيش أو شرطة) مسلما أو مسيحيا أو حتى يهوديا أو ليس له دين سماوى ...تحياتى للكاتب الصحفى المحترم الأستاذ محمود الشاذلى الذى هو أدرى منى بكل ما ورد فى هذا المقال لا سيما وأنه كان عضوا برلمانيا مميزا ولديه الكثير مما كان يحدث خلف الكواليس.

التغريدة التى كتبها الأستاذ الصحفى محمود الشاذلى

2 التعليقات:

.د.خالدمرسي يقول...

يعجبني من يكتب وليس له مصلحة ودافعه هو حبه للحق الواضح ولهذا البلدفي وضوح وصراحة بكل أدب ودبلوماسية فتحية من القلب للانسان الخلوق ابو المعالي فائق

Unknown يقول...

شكرا جزيلا لتعليق حضرتك يا دكتور خالد ونسأل الله أن يلهمنا جميعا الصواب.

إرسال تعليق