مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الخميس، 20 مارس 2014

3 نقد الذات ضرورة حتمية للجميع


     لفت نظرى أحد "البوستات" المنشورة على الفيس بوك  جاء فيه: "عندما أنتقد بعض تصرفات الإخوان فأنا لا أفعل ذلك استغلالا للظرف الراهن ولأنهم مستضعفون وكذا،فأنا عندى إحساس شبه مؤكد أن الإخوان سيعودون قريبا...فقط أنا أقول رؤيتى للصالح العام وفق رؤيتى.
     سؤالى الآن هو هل الإخوان يختلفون كثيرا فى الأساليب والوسائل عن الحزب الوطنى؟ دعك من الغايات لأن بينهما بعد المشرقين ... الإخوان يوقرون ويعتمدون على كبار السن كما كان يفعل الوطنى،الإخوان لا ولم يعتذروا أو يقروا بأى خطأ طوال مسيرتهم على مسار عقود،كذلك الحزب ... فهل أنا مخطئ؟ .
ـــــــــــــــــــ
     ما سبق من نقد للإخوان جعلنى أسأل صاحب هذا "البوست" فى تعليق لى،هل هو إخوان أم ناقد لهم وهو ليس منهم فإن كان منهم قمت بالإجابة على سؤاله المطروح: "هل هو مخطئ"؟، والحقيقة أجابنى صاحب البوست الأستاذ "خالد محروس" بإجابة لم أكن أتوقعها حيث أفاد بأنه إخوان ومشاغب،وأكيد يقصد بالمشاغبة داخل جماعته،هذا الرد شجعنى على الإجابة على سؤاله،وهنا على الفور سيطرأ سؤال أو يتولد سؤال لدى البعض ما دخلك أنت وما شأنك بهذا الأمر وأنت لست من الإخوان؟ وللإجابة على هذا السؤال أقول: "إن الأمر الآن لم يعد خاص بالإخوان بل أصبح الشعب شريك فى الأمر بدليل إن كاتب البوست أقر أنه من جماعة الإخوان وأصبح الأمر على المكشوف،وقبل أن أجيب على سؤال الأستاذ خالد إذا كان قد أخطا أم لا، فلا بد من تعليق صغير على التعليقات التى جاءت على "بوست" الأستاذ خالد التى هاجمته وبشدة وبهذا الهجوم  أكدوا صحة ما قاله الأستاذ خالد...بل بعضهم تناقض مع نفسه وهو أثبت من حيث أراد أن ينفى .
***
     وللأستاذ "خالد محروس" أقول لك بارك الله فيك على شجاعتك التى أظن أنك تعلمتها فى مدرسة الإخوان التى هى القوة الوحيدة المنظمة فى مصر منذ عشرات السنين،وتلك القوة هى السبب الرئيسى فى تلك الحملة الشرسة ضد الجماعة التى أستغرب أشد الاستغراب وأسأل أين ذهبت حكمة الجماعة للخروج من هذا المأزق التى هى نفسها الجزء الأكبر فى وجوده،وأنا الحقيقة لا أريد أن أنظر إلى لحظة الحدث،لكن من يريد أن يصل إلى حقيقة ما يحدث عليه أن يرجع إلى الوراء،ويرى سياسة جماعة الإخوان فى التعامل  مع الأزمات التى تواجهها،ومع العهود المصرية وبخاصة عهدى السادات ومبارك،ومن قبل عهد فاروق وعبدالناصر،وعلى الرغم من أن الجماعة كانت فى عصر السادات تعتبر قد أخذت الكثير من الضوء الأخضر للعمل السياسى حتى لو كان فيه مصالح متبادلة إلا أن الجماعة كانت تعلم أن شهور العسل مع أى رئيس مصرى من الصعب أن تستمر،وكلنا يعلم ملابسات شهور العسل مع السادات ثم تغيير المواقف،ولم يكن البعد الدولى غائبا عن المشهد السياسى،ولعل المتابع للوضع السياسى العربى والدولى سيلاحظ أن الحركات أو الاحزاب السياسية غير حركة "الإخوان المسلمون" لم يكن لها أى تأثير سياسى داخليا أو خارجيا عدا حزب العمل الاشتراكى بقيادة المهندس إبراهيم شكرى رحمه الله وحزب الوفد بقيادة فؤاد باشا سراج الدين،وربما يكون حزب التجمع بقيادة خالد محيى الدين رحم الله الجميع،إلا أن جماعة الإخوان تغلغلت فى المجتمع المصرى بطريقة حصرية وهذا لا يعيب جماعة الإخوان...بل يعيب كل الحركات والأحزاب والقوى السياسية التى كانت تنتظر فتات الحكومة من كعكة البرلمانات المتعاقبة،ويرجع ذلك إىل التضييق على الأحزاب والقوى السياسية الأخرى وجعلتها معارضة كرتونية داخل مقرّاتها،لكن الإخوان كان يتم التفاوض معهم طوعا أو كرها وهذا دليل قوتهم،كل هذا جعل جماعة الإخوان ذات ثقل جماهيرى وسياسى بشهادة الجميع من منافسيهم على المستويين الرسمى والشعبى،ولو أنك متتبع المشهد السياسى منذ فترة ما سمى بالجهاد الأفغانى كان الإخوان يعقدون الندوات فى مراكز شباب الحكومة وبعلم الحكومة وهذا لم يكن لله...بل الكل يبحث عن مكسب سياسى وكان المستفيد من كل هذا الحراك فى المقام الأول هى الولايات المتحدة الأمريكية التى دعمت ما سمى بالجهاديين فى أفغانستان بمساندة الإسلاميين العرب وفى القلب منهم جماعة الإخوان والمملكة العربية السعودية،وهنا لا أقصد مشاركتهم الفعلية بالجهاد...بل كانت مساعدتهم معنوية وبخاصة من الناحية الإعلامية عبر مجلة الدعوة والاعتصام،ومساندة مادية من قبل السعودية،وكانت استفادة أمريكا بسقوط الاتحاد السوفيتى الذى جعل أمريكا تنفرد بأن تكون القوى العظمى فى المنطقة،وحتى تعلم حجم الغباء لدى الإسلاميين انظر كيف انقلبت أمريكا على الجميع بما فيها الدول العربية التى صدعت رؤوسنا بالجهاد ثم اكتشفنا أن الجهاد كان أمريكيا بامتياز بعد أن استخدمت أمريكا كل إسلامىّ العرب وجعلتهم لعبة فى أيديهم،فى ظل تلك الظروف المعقدة استفاد "الإخوان المسلمون" لأن قضية وجودهم اعتبرته الجماعة مشروعا تبذل فيه كل طاقتها من أجل إنجاحه،غير الباقين الذين كانوا يتعاملون مع السياسة بنوع من "التسلية" وكان مبارك دقيقا جدا حينما قال" "خليهم يتسلوا" لكنه كان يعلم جيدا فى قرارة نفسه أن هناك طرفا آخر يعمل بجد ولا يتسلى بل يريد أن يكمل مشروعه وهو الوصول إلى السلطة،وخلت الساحة السياسة إلا من الإخوان وبعض السياسيين الجادين فى ذلك الوقت أمثال المهندس إبراهيم شكرى رئيس حزب العمل الاشتراكى،وفؤاد باشا سراج الدين زعيم حزب الوفد ثم بعض الأفراد الذين لا يرقى تمثيلهم وقوتهم السياسية إلى منافسة الدولة سياسيا،وكان للإخوان حكمة جعلتهم يتغلبون على كل ما قابلهم من تحديات،وبخاصة فى موجة الإرهاب التى انتشرت فى مصر فى تسعينيات القرن الماضى،وكان أكثر ما توصف به الجماعة بأنها "محظورة" وكان هذا الوصف على الورق فقط،حيث كانت الجماعة تقوم بفاعليات جماهيرية -حتى لو كانت فى قاعات مغلقة- لا تستطيع أحزاب المعارضة مجتمعة أن تقوم بها ولا بربعها وكان كله بالاتفاق مع الجهات المسئولة وكان كل شئ يتم بالتنسيق بين الجهات المسئولة والإخوان حتى فى ترك بعض الدوائر الانتخابية لمصلحة الحكومة والكل يعلم كيف أن الجماعة حصدت عشرات المقاعد فى برلمان 2005 الذى كان فيه جزءا من النزاهة المشروطة وكان مبارك هو الأكثر معرفة بقوة الجماعة وفى ظنى أن انتخابات 2005 كانت بمثابة جس نبض قوة الإخوان التنظيمية وقدرتها على الحشد والمنافسة وجس النبض كان لدى الطرفين  (الإخوان والحكومة) فنظام مبارك عرف حجم قوتهم الفعلية،وهم عرفوا مواطن الضعف فيهم وفى الحكومة،وهذا العمل سياسى بامتياز ولا غبار عليه،وكثيرا كانت تصريحات قيادات الجماعة بأن تنأ بنفسها عن أى تصادم مع النظام حتى بالكلام ،بل كانت الجماعة تعتبر الهتاف بسقوط حسنى مبارك نوع من أنواع التجريح فى الأفراد حسب أدبياتهم وكان المرشد العام الدكتور "محمد بديع" يصف مبارك بأنه أب لكل المصريين وبعض قيادات الإخوان كانت تصفه بأنه رمز لمصر وكل هذا لم يكن سرا،بعض الأوساط السياسية كانت تصف تصرفات الجماعة بأنه تحايل ومهادنة حتى الوصول لمآربهم السياسية،والبعض يصفه بالنفاق وكان وصف الجماعة بالنفاق يأتى من إسلاميين أمثالهم،لكنها السياسة التى يجوز فيها كل شئ كالحب والحرب،ثم جاء الحراك الشعبى فى 25 يناير 2011 الذى لم يكن فى مخيلة من قاموا به أنهم سيسقطون رأس النظام بل كان كل هدفهم إقالة وزير فى وزارة سيادية ولو تم هذا بعد 48 ساعة من الحراك الشعبى لربما كان ما زال "مبارك" رئيسا لمصر حتى كتابة تلك السطور،لكن تلكؤ القيادة السياسية فى اتخاذ قرارات فورية أدى إلى ما وصلت إليه الأمور،وكان الكلام المرسل فى ذلك الوقت أن أهم أسباب نجاح ثورة 25 يناير أنها لم يكن لها رأس ولم يدركوا أن هذا كان من أهم أسباب فشلها،لكن هناك من كان ينظر من بعيد ويعلم حجم قوة كل الفرق السياسية التى كان أقصى أمانيها أن تجلس مع مسئول وتظهر معه فى التلفزيون أو على أقصى تقدير أن يكون لهم مكتب بجوار رئيس الوزراء -أى رئيس وزراء- او حتى وزير فى وزارة متواضعة،والتى كانت تنظر من بعيد هى جماعة الإخوان التى لها رصيد تنظيمى وجماهيرى لأكثر  من 80 عاما لم ترد أن تضيّع فرصة ثمينة جاءتها حتى باب الدار،وكانت بين شد وجذب بين الأحزاب السياسية الصغرى من جهة وبين أركان الدولة التى ظلت كما هى من جهة أخرى،وجاءت الانتخابات البرلمانية بنظائم القوائم هى بمثابة إظهار القوة الحقيقية لجماعة الإخوان خاصة والقوى الإسلامية عامة،ومن قبل كانت التعديلات الدستورية التى سمّاها البعض بأنها غزوة الصناديق وجاءت انتخابات الرئاسة المصرية التى فاز فيها الدكتور "مرسى" بنسبة ضئيلة وتخبط المؤسسة الرئاسية فى اتخاذ القرارات،بل كانت المؤسسة الرئاسية تتعامل فى إدارتها للدولة كما لو أنها تدير حزبا سياسيا وليدا،وضاق الكثير  من الشعب بنظام الإخوان ذرعا ولم يسمعوا لكثير من الاقتراحات التى -ولا أريد أن أقول النصائح- كان أبرزها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ومن قبل إقالة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل،ولو تم هذا كان الوضع سيكون أفضل بكثير من حيث الحفاظ على جماعة كان الكثير يضع فيها الأمل،لكن يبدو أن بريق السلطة قد وضع غشاوة على أعين البعض لحكمة يعلمها الله ولتلك الحكمة تفسيرات كثيرة منها الدينية ومنها السياسية،ثم جاء 30 يونية الذى تم التحذير منه كثيرا رغم ما سبقه من مقدمات كانت كلها تنذر إلى ما آلت إليه الأوضاع الراهنة،وكان يمكن لأحد غير جماعة الإخوان هو الذى لا يتصور أن يحدث ما حدث،لكن خبرة جماعة تعمل منذ أكثر من 80 عاما فى الحقل السياسى وبعد أن تربعت على عرش مصر صعب على الإنسان أن يصدق أن خبرة تلك السنوات لم تستفد منها الجماعة،وكان كل يوم يمر على الرئاسة وكأن هؤلاء القوم لم يتعاملوا بالسياسة من قبل وأصبح الكثير منهم يتحدث باسم الرئيس وكانت الآفة الكبرى هى الإعلام الذى أصبحوا نجوما عليه... بل رأينا البعض ممن لم يكن على وفاق مع الجماعة يتحدث وكأنه مرشد الجماعة وكان أبرز هذا الخطر هو الخطر الإعلامى على منصة رابعة التى انتهت بفض الاعتصام بنهاية مأساوية،بعد أن اتخذ البعض من منصة رابعة وكأنها دعاية وإعلان لتنظيماتهم التى لم تكن يوما على وفاق مع الإخوان فورطت الجماعة شر توريطة وبرضا الجماعة والكل ركبه العناد وغاب صوت العقل،ووقتها تذكرت قول الحق سبحانه وتعالى "لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة،ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين".
    كل ما سبق كان من الأسباب التى أدت إلى المشهد الحالى بغض النظر عن بقاءه من عدمه،وبغض النظر  عمّا يقال عن عودة الدكتور "مرسى" من عدمه فما حدث من ضحايا لن يعيده عودة مرسى،والجميع يعلم أن الخطأ الأكبر لجكم الرئيس مرسى أنه ترك الحبل على الغارب ولم يكن حازما ولا حاسما الأمر الذى جعل من الحرية فوضى،وربما بعد كل ما سبق لم أجب إجابة مباشرة على سؤال الأستاذ خالد وهو "هل الإخوان يختلفون كثيرا فى الأساليب والوسائل عن الحزب الوطنى؟ وللإجابة على هذا السؤال أقول: إن التشابه كبير جدا بين الإخوان والحزب الوطنى فى شئ واحد وهو عدم التعلم من تجارب الآخرين وأيضا العناد والتصريحات الاستفزازية،وهذ التشابه ظهر وبقوة بعد ثورة 25 يناير وتحديدا فى لجنة وضع دستور 2012 وكذلك فى البرلمان المنحل ثم زاد بقوة فى فترة حكم الرئيس مرسى،وبعد 30 يونية كانت تصريحات جماعة الإخوان أو من يتحدث باسمهم كانت كفيلة بأن تكون منفّرة من جماعة الإخوان ومثال تلك التصريحات التى كانوا يقولونها عن صحة المشير "السيسى"  ولم تكن إلا إشاعات لا أساس لها من الصحة وكانت تلك الإشاعات التى ثبت عدم صحتها من أسباب انصراف كثير من الناس عنهم وهى نفس التصريحات التى كانت تتحدث عن عودة الرئيس مرسى فى خلال أسبوع من تاريخ عزله،وكثيرة هى الأخطاء التى وقع فيها الإخوان التى تصل إلى حد الخطيئة تلك الأخطاء القاتلة ليست بعيدة أبدا عن المشهد الحالى.أقولها لله ثم للتاريخ لو أن العالم اجتمع على أن يفعل بالإخوان سوءا لم يفعل أكثر مما فعلوه هم بأنفسهم،وما يسمى بتحالف دعم الشرعية والذى يسيّره الإخوان يعلمون تماما قيمة حجمهم فى الشارع دون الإخوان،وكل من ليس من الإخوان فيهم كانوا وما يزالون لا يرغبون فى أن تقوم للإخوان قائمة فما زلت أكرر أن وجود الإخوان بقوتهم على الساحة السياسة يظهر عوار الآخرين ... هل فهمتم أيها الإخوان،وغفر الله لى ولكم.







3 التعليقات:

Eng. Khalid يقول...

هي ليست مقالة وانما تحليل وتاريخ للاحداث بصورة يصعب ايجادها في مكان اخر ... شكرا لك اخي العزيز

Unknown يقول...

لم أرد أن أتوسع فيه فتاريخ وأدبيات الإخوان أكبر من أن توضع فى مقال أو تحليل ومنها ما أتفق معه ومنها أيضا ما أختلف معه،لكن للأسف بعض شباب الإخوان الآن يضيقون ذرعا بكل من ينتقد الآن بحجة أن الظرف الآن لا يسمح،ولعل التحليل يكون قد حاز رضاك بعض الشئ وأكون شاكرا لو أبديت لى الملاحظات. فرحم الله امرءا أهدى إلى عيوبى.

Unknown يقول...

الاخوان اخطأوا أخطاء كثيرة و غرتهم كثرتهم وقوة تنظيمهم و أرادوا ان يشيدوا البنيان على ارض مليئة بالمخلفات و غير صالحة للبنيان الا بعد تهيئتها و ذلك لحصد النتائج بسرعة و نسب الفضل لهم و هذا لا يجيز ما حدث من انقلاب و قتل و خلافة

إرسال تعليق