مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الثلاثاء، 7 يناير 2014

2 حارة "أبو شليب" مجموعة قصصية للروائى والصحفى رامى المنشاوى

ـ
كتب: أبوالمعالى فائق
تصوير: شريف جامع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
غلاف المجموعة القصصية
      حينما تقرأ كلمة "حارة" فى رواية أو فى مجموعة قصصية أو حتى فى صحيفة فحتما سيدور فى ذهنك عدة أسئلة عن الكاتب فضلا عن أن المتابع لثقافة وبيئة الشعب المصرى يجد نفسه فى شوق إلى معرفة أحوال كل حارة حتى لو كانت متشابهة،وبخاصة إذا كان الكاتب يعيش أجواء تلك الحارة وله رصيد من التحليل لشخصية الرجل البسيط فى الحارة المصرية الذى تمتزج لديه كل ألوان الحياة من هزل وجد،ومن حقيقة وخرافة،وفوق كل هذا حينما تشعر بصدق المؤلف وأنت تقرأ ما يكتب،هذا الشعور بالصدق كفيل بأن يدفعك لاستكمال روايته أو مجموعته القصصية بغض النظر عن نسبة قبولك أو معارضتك لطريقة سرد الكاتب.
     
     بعد تلك المقدمة الصغيرة كان لزاما علىّ أن أخوض فى أعماق ما سطره الكاتب،ونبدأ من الصفحة الخامسة التى عنونها بـ "حارة أبوشليب" لنقف عند البداية وتحديدا هذا السؤال الذى سأله: "ما الذى دفعنى لتذكر هذا المشهد الآن؟" وفى إجابته على هذا السؤال ربما تجد إجابة لترد بها على نفسك عن ماهية الكاتب التى التى لخصتها إجابته عن "أحمد الخضرى" الذى لا نعرفه وتلك إجابة تخبرك بأنك أمام كاتب مهموم بالبسطاء الذين لا يهتم بهم أصحاب الياقات البيضاء،وحينما يحدثك الكاتب عن مدخل حارة أبو شليب يشعرك وكأنك تسير معه فى الحارة وهو يشير بأصبعه على هذا المحل الذى يبيع التوابل،وفجأة يغمزك ليلفت انتبهاك عن هذا الشخص الذى أخفى فى جيبه لفافة من الأعشاب موصوفة له،إن أكثر ما يميز الكاتب هو صراحته وقليل هم الكتاب الذين يتحدثون عن طبيعتهم أو أحوالهم مع أنفسهم وأهاليهم فها هو يصف حاله مع والده فى محل الألعاب وبخاصة عندما يتحدث عن "درج" المحل يقصد به المكان الذى يضع به النقود التى باع بها،وهنا تذكرت صراحة الكاتب المغربى الراحل محمد شكرى فى روايته المثيرة للجدل "الخبز الحافى" التى تم تدريسها فى الجامعة الأمريكية وثارت حولها ضجة مع الفارق فى التشبيه فى صراحة "شكرى،والمنشاوى".

     حينما قرأت القصة التى جاءت فى دفتر أحوال الحارة عن الأستاذ "سنوسى" تمنيت لو كان الكاتب قد سجل مشهد العربة الكارو التى تقف فى الحارة أمام المنزل المهجور أو رمز إليها برسم "كاريكاتورى" وإن كان الاستمتاع بالرسم الكتابى للحالة كان مشوقا وبخاصة عندما يمزج الكاتب بين الفصحى والعامية ووضع كلمات قد اختفت من حياتنا نتيجة التطور الهائل فمثلا حينما يقول المؤلف: "ويبدأ فى فك "السلبة" بحركاته المألوفة" فكثير من الناس نسى ولم يعد ينطق بكلمة "سلبة" وهى الحبل الذى يتم به ربط الإغراض بإحكام،وبطريقة ذكية يخرجك المؤلف من دائرة الحارة المهتمة دائما بأبسط الأشياء ليدخلك فجأة فى عالم السياسة عن طريق الأستاذ سنوسى الذى يعلق صورة الرئيس جمال عبدالناصر رغم انتقاد "سنوسى" لكل سياسة عبدالناصر وعلل ذلك التناقض بين انتقاد سياسته وتعليق صورته بأن جمال عبدالناصر كان رجلا شريفا ويحب الفقراء وكان يحلم بأت تكون الأمة العربية أمة واحدة.

     ومن الأستاذ "سنوسى" إلى "صابر المر" الذى من خلاله تم تصوير علاقة الشرطة ببعض المواطنين الذين يخرجون من معركة ليدخلوا أخرى فضلا عن الخلط بين الإجرام والنخوة ثم بعض الخرافات المنتشرة عند البعض فى كيفية معالجة المرضى،وأيضا معاناة الأمهات فى كل تلك المتناقضات،وأنت تقرأ قصة صابر المر يشعرك المؤلف وكأنه كان يعمل بياعا على خطوط السكة الحديد لدرجة تجعلك أنت شخصيا وأنت تركب قطارا تتفحص وجوه البائعين الجائلين فى القطارات.

     حينما تقرأ قصة مرزوق يجعلك تتشكك فى الكاتب وكأنه عمل طويلا فى فك الأعمال وعلى دراية بأساليب الشعوذة فقد صور حالة "مرزوق" بطريقة أتمنى لو أن أحدا تبنّاها كعمل تلفزيونى .

     الحقيقة لا أريد أن أحرق للقارئ بقية المجموعة القصصية  التى تأخذك من قصة إلى أخرى وكل قصة تتميز عن سابقتها لا لشى إلا لأن الكاتب يجعلك تتشوق إلى أن تزور "حارة أبوشليب" وهذا الذى كانت المجموعة فى حاجة إليه وهو تصوير بعض الأماكن القديمة فى الحارة (إن وجدت) ووضعها بين طيات "الكتاب". لقد قفز إلى ذهنى مباشرة رواية "أولاد حارتنا" للكاتب الكبير "نجيب محفوظ" التى أثارت جدلا واسعا فى أوساط المثقفين مع الفارق فى رمزية نجيب محفوظ التى تم تحليلها على أنها تتحدث فى مناطق "التابو" الدينية،ورمزية "المنشاوى" التى تحدثت عن واقع نعيشه حتى لو اختفت معالم الحارة بالمفهوم السابق للحارة،

     قرائتك لحارة "أبوشليب" ستصنع لديك حاسة أخرى على حواسك الطبيعية وهى حاسة التأقلم على متناقضات الحياة بين الجد والهزل،بين الحقيقة والخيال،بين عالم الإنس والجن،وحتما ستجعلك متمردا قاعدة "هذا ما ألفينا عليه آبائنا"

إضافة تسمية توضيحية
أ - رامى يكتب إهداء اثناء زيارته لى مساء الأحد 5يناير 2013


الأستاذ رامى ومجموعته القصصية حارة أبو شليب

2 التعليقات:

شريف فتحى جامع يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أستاذنا العزيز أستاذ أبو المعالى ........./
خالص تحياتى و تقديرى و عظيم محبتى و إحترامى و إنحناءة تقدير و إعزاز لكم ....
حقيقة أستاذنا فى معرض حديثكم عن رواية الكاتب " الصادق " صاحب الإحساس المرهف بحب البسطاء و الأولياء و الحارات المصرية الخالصة التى تحمل تاريخنا برائحتة و عاداتة و تقاليدة بكل موروثة الذى قد نختلف مع بعضة أو كثيرة إلا أننا لا نملك إلا أن نتية به حبا لحملة كثير من الذكريات و عبق التاريخ لة سحرة حقا ......
أشاركك الرأى أستاذنا فى أن الكاتب تفوق فى سرد و وصف الحارة المصرية بكل ما تحوية من تاريخ لدرجة أن القارىء قد يخيل إلية و هو يقراء ما سطرة " المنشاوى " أنة فعلا يشم رائحة البن فى مدخل الحارة و رائحة بخور الزار فى فى صابر المر و أيضا يمشى فى طرقات الحارة مع سيداتها الطيبين بفطرتهم الخالصة و يرى كم التلاحم الفطرى الخالص بين المصريين الطيبين مسلمهم و مسيحييهم حقيقة ترى الفعل لا القول جسدا واحدا كان صادقا و دقيقا فى و صفة الكاتب " المنشاوى " فهو وصف الحارة و أناسها صادقا قد يكون صادقا لفرط حبة لها و هذا على الأرجح فخرج كل وصف منة على أوراق روايتة يحمل تجسيدا لما عاشة الكاتب محبا و سعيدا بل عاشقا للحارة على حد ظنى ......
من حسن حظ الكاتب أيضا أن يقدم بمثل المقدمة التى كتبت فى حق الرواية و الراوى من أستاذ كبير مثل الأستاذ ابو المعالى فأنا أحسدة حقيقة على هذا التقديم و هذة الكلمات من أستاذ قدير و مفكر مبدع و سياسي شريف و محنك و مثقف يعرف قيمة الكتاب و الكاتب و يقدرهما ................
تحية للراوى عاشق الحارة المصرية " رامى المنشاوى "
و تقديرى و إعزازى و كل محبتى لأستاذى الحبيب و الصديق و الأخ و قدوتى أ / أبا المعالى

Unknown يقول...

أخجلتنا يا أستاذ شريف تحياتى واحتراماتى لشخصك الكريم

إرسال تعليق