مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الأحد، 2 ديسمبر 2012

2 قراءة فى مليونية "الشرعية والشريعة"

هؤلاء من ضيق عليهم مبارك فلماذا لم يفعل غيرهم مثلهم؟؟
     بداية أعلن تحفظى على مسمى "المليونية" التى نظمها الإسلاميون فى مصر بميدان النهضة يوم السبت 1/12/2012فكان من المتوقع أن تكون المليونية لدعم قرارات الرئيس المصرى وحسب دون إضافة أى مطالب أخرى بجوارها لا سيما وأن الدستور المزمع الاستفتاء عليه يوم 15/12/2012 لا يلبى مطالب التيار السلفى فى مصر،وعلى الرغم من هذا التحفظ إلا أننى لا أستطيع أن أخفى إعجابى بالحشد الذى ربما لم تره مصر إلا فى جنازة الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر" مع الفارق فى التوقيت والمناسبة،وقد بدا واضحا أن هناك تيارا آخر ظهر فى الأفق ليكون موازيا لتيار الإخوان المسلمين الذى ما زال يعد الفصيل المنظم فى الوسط الإسلامى،وحينما أقول الوسط الإسلامى فأعنى به أربع تيارات إسلامية ظهرت فى الشارع السياسى وهم بالطبع تيار "الإخوان المسلمون" والتيار السلفى،وتيار الصوفية الذى قليلا ما يتعامل بالسياسة إلا حسب رؤية الحاكم ولا شك أن وزير الأوقاف الحالى الدكتور "طه عفيفى" ينتمى إلى التيار السلفى الذى ربما يتفاهم مع هذا التيار على قاعدة "لا ضر ولا ضرار" لاستمالتهم إلى تياره أو على الأقل تحييدهم ،وتيار الإسلام "الجهادى" المتمثل فى الأحزاب الإسلامية الجديدة التى أنشأها أصحابها بعد خروجهم من السجون والمعتقلات - التى زجهم فيها الرئيس السابق "حسنى مبارك" بعد أن رفعوا السلاح فى وجهه - معتمدين على بعض أنصارهم فى الصعيد وبخاصة المنيا وأسيوط حيث حضرت إحدى المظاهرات فى مدينة أسيوط اعتراضا على استضافة الرئيس السادات لشاه إيران فى مصر،وكان يقود تلك المظاهرة إن لم تخنى الذاكرة القيادان فى الجماعة الإسلامية الدكتور "عاصم عبدالماجد" والدكتور "ناجح إبراهيم" وهما الآن يتصدران المشهد السياسى فى بعض الأوساط الإسلامية وكانت مظاهرة حاشدة سدت شوارع أسيوط فى ذلك الوقت لولا تم تفريقها بالقنابل المسيلة للدموع،وهناك أحزاب أخرى تحاول أن تضع نفسها ضمن الأحزاب الإسلامية مثل حزب العمل الجديد الذى كان له دور تاريخى حينما كان رئيسه المهندس إبراهيم شكرى،وأمينه العام المفكر "عادل حسين" صاحب شعار "الإسلام هو الحل" الأمر الذى جعل الدولة تترصده فى عهد مبارك وحاول بعض قياداته أن ينهضوا به فى ظل ظروف صعبة حالت بينهم وبين الجماهير وأفخر أنى كنت أحد تلك القيادات وتعلمت من هذا الحزب الكثير..لكن تغير الوضع تماما بعد الثورة فرأيت أن أستقيل من الحزب بدلا من الجدل فيما لا يغنى،وفى تلك الظروف الحالكة أيضا  صعد فيه نجم جماعة الإخوان فى مصر وكانوا يعدون أنفسهم لمرحلة مثل التى نمر بها الآن بينما كان الآخرون ينتقدون الإخوان ويدّعون أنهم هم الفاهمون وأن الإخوان لا يفهمون،فى ذلك الجو كان هناك تيار يربى جيلا بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا فى أسلوب التربية..لكنه هو الذى سيكون التيار الموازى لجماعة الإخوان،عليه فقط أن يتعامل سياسيا مع الواقع فبنظرة فاحصة لمليونية "الشرعية والشريعة" أن التيار السلفى كان يريد أن يقول: "أنا هنا - أنا البديل" ولا عيب ولا ضرر فى ذلك طالما أنه يعمل وفق النظم المتعارف عليها فى مصر دون استفزاز أو استعلاء على الآخرين فالمنصة التى كانت فى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة كان لها أكثر من دلالة،ظهرت تلك الدلالات فى نوعية الهتافات والاعتراضات فمثلا حينما كان البعض يهتف "مرسى مرسى" كنا نسمع هتافا مدويا: "الشعب يريد تطبيق شرع الله" وهذا شئ جيد لو أنه كان فى مليونية بمفردها لو كانوا يريدون العمل فى الحقل السياسى،ثم هناك صدرت هتافات ضد إعلاميين فى الفضائيات المصرية ويؤسفى أن أقول إن ذكر أمثال هؤلاء هو تكريم لهم،فالنضج السياسى يوجب على من يمارسوه التروى ولا ينزلقوا فى مطبات يتم وضعها أمام الإسلاميين..تلك المطبات فى حاجة إلى تهدئة قبل المرور عليها،وعلى الرغم من تفاؤل البعض بمليوتية "الشرعية والشريعة" إلا أننى أراها سلاح "ذو حدين" ففى المستقبل سيظهر صراع المصطلحات والمسميات فهذا سلفى وهذا إخوانى إلى أن نصل إلى مقولة: "منا الأمير ومنكم الوزير" وما أقوله ليس بدعا من القول..بل هو سوابق تاريخية حدثت فى أجيال كانت سيئاتهم حسنات عندنا فما بالكم فى عصرنا؟،فقد سبقنا تاريخ إذ لم نتعلم منه فلا نغتر بكثرة العدد،فليس بالمليونيات تقام الدول.
     كنت قد عزمت على أن يكون عنوان هذا المقال هو "مليوتية الإرهاب" فخشيت  أن يقهمنى البعض خطأ علما بأن مليونية "الشرعية والشريعة" كانت بالفعل مليونية إرهابية حيث قذفت الرعب فى قلوب البعض من الداخل والخارج حيث لم تستطع كاميرا تلفزيونية أن تأتى بكل من كانوا أمام وحول جامعة القاهرة فى منظر مهيب،وكان أسوأ ما فى المليونية أنهم أذاعوا أخبارا غير حقيقية المتعلقة ببشار الأسد،وقد ذكرتنى تلك الأخبار الكاذبة عندما شنت القوات الأمريكية على العراق غاراتها الجوية وكان أحد المتظاهرين فى ميدان التحرير يعلن أن المقاتلات العراقية أسقطت بعض الطائرات الأمريكية،وبعد انتهاء التظاهرة نكتشف أن الأخبار كاذبة،هناك بعض الأمور لا يصلح معها التهريح أو الكذب وبخاصة حينما يكون على المنصة دعاة كبارا مثل الشيخ "محمد حسان" الذى سجد لله شكرا حينما سمع الخبر،إن التنافس الشريف مطلوب،ولا ينبغى استغلال المواقف لمآرب أخرى،ورجائى من الجميع أن يتقوا الله فى مصر.
هذه ليست صلاة العيد ولا يوم عرفة بل هى مليونية الشرعية والشريعة
حشود لم تشهدها مصر إلا فى جنازة جمال عبدالناصر
كان هتافهم: عيش - حرية - شريعة إسلامية

2 التعليقات:

Bookmarks يقول...

تسلم ايديك على الموضوع المتميز جداا
bookmarks-pligg
bookmarks-pligg
bookmarks- pligg
bookmarks-pligg

الربح من الانترنت يقول...

thnQ for you

إرسال تعليق