مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الاثنين، 9 أبريل 2012

1 هل سيأتى الرئيس المصرى القادم بالرؤى والأحلام،والخرافات ؟

المرشح الرئاسى "حازم أبو إسماعيل" فى مؤتمر بمسجد أسد بن الفرات بالدقى
     اتصل بى شاب وقال لى بما أنك محسوب على التيار الإسلامى وقريب من الإسلاميين ألم ترى رؤية لأحد المرشحين الإسلاميين بأنه يجلس على العرش الملكى،وأعقبها بضحكة شعرت فيها بأنه يسخر من شئ ما،ومن عادتى أن أسمع من يحدثنى حتى النهاية بغض النظر عن طريقة ونوع كلامه،ولمّا انتهى من حديثه قلت له: لماذا تقول لى هذا الكلام فقال لى: وهو يتصنع الجدية لقد كنت فى ميدان التحرير ووسط الآلاف من الناس سمعت شيخا يتحدث من على إحدى المنصات ويقسم بالله أن أحدا اتصل به بعد أن عاد من العمرة ليخبره بأن صديقا له رأى الرسول فى المنام ودخل عليهم وسألهم عن "حازم" وقال لهم إن الله راض عن "حازم" فسألت الرجل ساخرا بعد أن عذرته حينما ضحك وقلت له هل يقصد المرشح الرئاسى "حازم أبو إسماعيل" فقال وهل هناك غيره فقلت له ربما كان المتحدث يقصد حازم من الحزم (صفة وليس اسما) فأكد لى المتصل بأنه قال كلاما يقصد به "حازم صلاح أبو إسماعيل" المرشح الرئاسى فقلت لمحدثى: ألم يخبرهم عما إذا كانت والدته أمريكية أم لا فقال لى الرجل كأنك لم تصدق ما أقوله لك،فقلت له بين مصدق ومكذب لرواية هذا الشاب: "كل شئ جايز وبخاصة ونحن على أبواب الصيف والناس تنام دون غطاء"، وعندنا فى مصر حينما يتحدث رجل عن حلم أو منام ويبالغ فيه سلبا أو إيجابا يقولون له: "ابقى استغطى كويس"،وهذا الأمر يرجعنى إلى أحد البرامج الذى كان يذاع على إحدى القنوات المصرية وفيه أحد "أشياخ" تفسير الأحلام هكذا وصفوه ليفسر لنا الأحلام والرؤى وكانت إحدى المتصلات قد رأت الرئيس "حسنى مبارك" فى منامها طبعا قبل الثورة فى 2009 وماذا كان تفسير الشيخ للمنام ووقتها كتبت موضوعا بعنوان من يوقف مهزلة تفسير الأحلام على الفضايئات العربية للإطلاع على هذا الموضوع انقر هنـــــــا وأنا لست ضد أو مع الأحلام أو الروى..لكن أنا ضد هذا التمييع للأمور ومحاولة تغييب العقول وكأننا نعيش بلا عقل،وهذا يجعلنا نعتمد على الاتكالية فضلا عن توريط الإسلام فى أمور هامشية وسطحية وساذجة،وقبل هذا قالت لى إحدى السيدات أنها رأت الشيخ "حازم" قد أتى إليها ليخطبها أو يخطب ابنتها مفسرة هذا بأنه سيكون رئيسا ويقضى حاجات الناس،وكأن هناك تعميما قد تم توزيعه على البعض من التيارات الإسلامية لترويج مثل تلك الخرافات التى حتما سيرفضها الشيخ "حازم أبو إسماعيل" لأنه رجل يعرف كيف يزن الأمور،ومع افتراضى أن تلك الروايات صحيحة فما هو الهدف منها ومن ترويجها،وماذا لو جاء شيخ آخر وقال إنه رأى فى المنام حضرة المصطفى (ص) وقال له من منكم "الشاطر" فليتقدم للإمامة،وجاء آخر وقال إنه رأى رسول الله وهو ينادى فى الملأ يا قوم: "هلموا إلى أبى الفتوح فعلى يديه سيفتح الله عليكم كنوز بنى صهيون"،ويأتى آخر ليقول وتالله إنى رأيت رسول الله يصلى بالناس وبينما كان يرص صفوف المصلين فرأى "محمد سليم العوا" فى الصف الثانى فقال له ويحك يا بن العوا تصلى فى الصف الثانى وأنت الأحق بالإمامة،ومن ثم سيخرج علينا الإعلامى اللوذعى توفيق بن عكاشة ويأتى بأحد شيوخ تفاسير الأحلام ليقول لنا: بعد أن يبسمل ويحوقل وينحنح اسمع يا دكتور عكاشة هذا أمر رأيته منذ 12 فبراير 2011 ركزوا معى فى التاريخ أن رجلا جاءنى فى المنام وهو يرتدى ملابس بيضاء ومعمم بعمامة خضراء وقال لى أيها الشيخ أتعرف "عمر" وكنت أتصور أنه يسألنى عن أمير المؤمنين فقلت له نعم أسمع عنه وهل من الناس من لا يعرف "عمر" فقال لى إنى أسألك عن "عمر" أمير المصريين فلم يخطر ببالى أى "عمر" هذا الذى يتولى أمر المصريين فكنت فى حيرة من أمرى،وفى الليلة الثانية جاءنى نفس الشخص وقال لى هل تذكرنى فقلت له إن رائحتك العطرة لا تغادرنى فمن أنت؟ فلم يجبنى..لكنه سألنى هل قمت بعمل توكيل لأمير المصريين "عمر" فلما أخبرنى بموضوع التوكيلات عرفت أنه "عمر سليمان" فسألت من كان معى حيث كنا فى مكان يشبه قبة الصخرة فقال لى أحدهم إنه سيدنا رسول الله وطبعا من أجل الحبكة كان لازم يقول صاحبنا: "وهذه أول مرة أحكى فيها هذه الرؤية المباركة".وبالتالى لم يفت على "عكاشة" أن يسأله عما إذا كان قد قام بعمل توكيل له أم لا.
     إن أمر الرئاسة فى مصر لا يخضع إلى مثل تلك الترهات،إننا فى حاجة إلى تحكيم العقل قليلا بعيدا عن الأحلام والخيال،وإلا نستبدل الأحكام والقوانين بالرؤى والأحلام،وننشئ وزارة نطلق عليها وزارة تفسير الأحلام،وكل من هب ودب ولعب الخيال برأسه يقول لنا ما يتمناه أو يريده.

ملاحظة لا بد من ذكرها "لم استمع إلى تلك الرؤيا فربما قالها من نثق به"

     أنا لست ضد أحد من المرشحين إسلاميين كانوا أم غير إسلاميين،وأيضا لست معهم طالما بقى هذا الانفلات الترشحى،وعلى المرشحين الآن وليس غدا أن يحسموا أمرهم على مرشح واحد أو اثنين على الأكثر ليكونا فى مواجهة مرشحى النظام السابق الذى يعرف كيف تدار لعبة الانتخابات من ألفها إلى يائها،وإلا فكل المرشحين متآمرون لصالح مرشحى النظام السابق،وفى تلك الحالة لا لوم على "عمر سليمان" ولا لوم على "عمرو موسى" ولا لوم على "أحمد شفيق" واعذرونى إذا قلت لكم لا لوم على "جمال مبارك" لو أنه تقدم للترشيح للرئاسة إذا كان القانون يسمح له بذلك،إنما اللوم كل اللوم على المرشحين الآخرين من إسلاميين وغير إسلاميين الذين تعددوا وتفرقوا ولم يتفقوا على مرشح واحد،والذى أخشاه أن الشعب سوف يلفظ الجميع ولن يذهب إلى صناديق الاقتراع وإذا ذهب فسيكون رأيه مخالفا تماما للانتخابات البرلمانية وستكون نسبة فوز المرشح الإسلامى لاتصل إلى 60% إن لم تقل ومن ثم يعقبها القيل والقال،وكثرة السؤال والحديث عن التزوير،اعقلوها جيدا أيها المرشحون واحذروا ألاعيب غيركم فمصر أمانة فى أعناقكم فلا تضيعوها بتفرقكم وأختصر كلامى فى جملة واحدة فى صورة دعاء "اللهم لا توردنا مورد المصير الجزائرى فى عام 90 عام جبهة الانقاذ".

1 التعليقات:

رئيس التحرير يقول...

رائع هذاالمقال تحياتى


احمد خالد يوسف

إرسال تعليق