مرحبا بكم أعزائى زوّار مدونة لقمة عيش ، ونلفت الانتباه إلى أن جميع المقالات المنشورة خاصة بصاحب ومحرر المدونة مالم يشار إلى إسم أو مصدر آخر - مع خالص تحيات المحرر: أبوالمعالى فائق

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

2 ماذا لو كان اليوتيوب "youtube" فى زمن الحجاج بن يوسف الثقفى؟؟

مظاهرة بالأكفان بالسعودية
ماذا لو كانت تكنولوجيا "الميديا" الموجودة الآن متوفرة منذ مئات السنين هل كانت الأنظمة العربية القمعية الممتدة منذ زمن بعيد هل كانت ستظل متربعة على عروش الدول بنفس الغلظة والقسوة،ويخطئ من يظن أن الديكتاتورية العربية حديثة،وما يحدث فى أى دولة عربية الآن من اضطهاد الشعوب على أيد أنظمتها القمعية ما هو إلا امتداد لتاريخ طويل من القمع والديكتاتورية والقتل والسحل للشعوب كل حسب طريقته فى قمع شعبه،والتاريخ الذى نقرأه اليوم للأسف الشديد كثير منّا يقرأه بعين واحدة أو يقرأ ما يحبه فقط،وقد لفت نظرى فيلم قصير على موقع اليتيوب الشهير لمجموعة من الأفراد لا يصل عددهم إلى ثلاثين شخصا،والقضية ليست فى عدد الأشخاص الذين قد يراهم البعض إنهم قلة لن يشعر بهم أحد..لكن المثير واللافت للنظر أن هذه القلة فى دولة لا تعترف بالمظاهرات وتعتبر أن الخارج فى المظاهرة هو خارج على ولى الأمر ومن ثم فهو مارق عن الدين ولا عقاب له إلا النفى أو القتل بمباركة فقهاء وعلماء دين أغدقت عليهم الدولة بألقاب كبيرة مثل هيئة كبار العلماء،أو المفتى العام،إلى آخر تلك المصطلحات التى أصبحت سيوفا مسلطة على المستضعفين فى الأرض،والحقيقة بعد أن شاهدت هذا المقطع المصور بعناية يعلم صاحبه أنه لن يقف عنده بل سيشاهده العشرات من الملايين بغض النظر عن المؤيد والعارض لفكرة المظاهرات،حينما شاهدت هذا المقطع توقفت عنده كثيرا لا سيما وأن الأخبار تقول: إنها مظاهرة فى المملكة العربية السعودية على الرغم من أن المشهد ليس فيه علامة تقول إنه فى السعودية مع يقينى أن مثل تلك الأمور والإعلان عنها دائما يكون صحيحا بنسب كبيرة جدا،والحق أقول لا أهتم كثيرا بالمكان..لكن سألت نفسى ماذا لو كان "اليوتيوب" مثلا فى زمن الحجاج بن يوسف الثقفى،واحتفظ لنا التاريخ بمواقف العظماء فى مواجهة الجبروت وصوّر لنا المواجهة التاريخية التى حدثت بين وزير داخلية عبدالملك بن مروان،وبين كبير علماء عصره أو أجرأهم على كلمة الحق العلامة المجاهد الشهيد "سعيد بن جبير" وماذا لو كانت الأحداث التى تمت فى "سقيفة بنى ساعدة" عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم التى للآن ما زال التاريخ لم يقل لنا فيها قول قاطع لأن المؤرخين انحاز كل فريق منهم إلى مذهبه،ماذا لو كان "اليوتيوب" قد تم اختراعه فى عصر الفتنة وسجل لنا الخلاف الذى دار بين معاوية وعلى،إن المسلسلات التاريخية التى نشاهدها لا تلتزم الدقة ولا المنهجية فى سرد التاريخ،ولقد شاهدت أكثر من مسلسل تاريخى لشخصية واحدة ولم أخرج بنتيجة اللهم إلا نتيجة واحدى وهى كيف تلعب السياسة دورا خطيرا فى تشكيل وتكييف العمل المراد إخراجه للمشاهد فمن يشاهد مثلا شخصية "الحجاج بن يوسف" فى مسلسل "عمر بن عبدالعزيز" ستجده مختلفا تماما عن شخصية الحجاج فى المسلسل السورى "الحجاج" وهكذا،وكل هذا الاختلاف لأن أحدا منا لم يشاهد الشخصية الحقيقية لهذا الديكتاتور الذى كان يصفه البعض بفاسق بنى ثقيف،وما زال البعض يدافع عنه حتى الآن مثلما يدافعون عن وزراء الداخلية العرب الذين لا فرق بينهم وبين الحجاج إلا فى الزمان والمكان وتطور أسلوب الديكتاتورية،ولماذا نذهب بعيدا هل لو قام أحد كتّاب السلطة بعمل فيلم عن الرئيس السابق "حسنى مبارك" وهو فى الحكم ونفس هذا الكاتب بعمل الفيلم الآن هل سيكون الوضع كما هو  للأسف هذه هى حقيقة الوضع العربى..لكنى متفائل يثورة 25 يناير التى أظنها ستغير الكثير من تلك الأوضاع المتراكمة منذ مئات السنين سيحدث هذا حينما نعلى من قيمة القانون، إن ظلم الحاكم العربى وقوات أمنه لم ينشأ منذ الملك فاروق لا بل نشأ منذ مئات السنين ولكل عصر له معارضيه وقامعى معارضيه،وعلماء السلاطين ليسوا فقط فى زماننا بل من قديم الزمان،ويقابلهم أيضا علماء الحق الذين لا يخشون فى الحق لومة لائم مثل سلطان العلماء "العز بن عبدالسلام" ومثل هذا الرجل كان بمثابة العالم الرسمى للدولة..لكنه كان يصدع بكلمة الحق،ما زلت أذكر حينما انتشر جهازى الفيديو والتلفزيون فى بلادنا خرجت الفتاوى علينا من كل صوب وحدب بتحريم التلفزيون والفيديو وبعد سنوات أصبح التلفزيون والفيديو من ضروريات الدعوة ولم نسمع من يحرم التلفزيون والفيديو،ثم جاء الدش التى قامت بعض الدول بتحريمه وصدرت الفتاوى أيضا بتحريمه وتحريم اقتنائه وسرعان ما رأينا الذين كانوا يحرمونه أصبحوا أكثر الناس ظهورا بل نجوما عليه،ثم جاء "الإنترنت" وما أدراك ما "الإنترنت" إنه اختراع لو تعلمون عظيم وقامت الدنيا ولم تقعد ضد "الإنترنت" وما زال التناقض مستمرا بين علماء  الأمة الذين لم يساهموا حتى بعمل "أرجاية" وكل الذى يفعلونه هذا حلال وهذا حرام وهم أكثر الناس استخداما له،فبعد أن كانت المظاهرات حرام وخروج على الحاكم تراجع القوم عن فتواهم فى بعض الأماكن حينما رأوا الأمر وكأنه يسيرا،ونرجوهم أن يعلنوها صراحة أن المظاهرات ضد الظلم ليست حراما إنما الحرام كل الحرام هو السكوت على الظلم وإصدار الفتاوى ضد المطالبين بحقوقهم مثل الفتاوى التى تحرم المظاهرات فى سوريا والبحرين إنما هى فتاوى مدفوعة الأجر،وكل فريق له حجته المذهبية السياسية،ربما لو أن التاريخ قد كان له حظ من تكنولوجيا الإعلام المعاصر لوفر علينا الكثير فى حسم القضايا،وكان حجم الخلاف سيكون أقل مما نراه الآن بكثير ..لكن لله حكمة فى ذلك هو وحده الذى يعلمها.

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

تحياتي.....لست فقهيا ولا عالما أنا ألصق بعض الحروف بعضها ببعض لعلها تكون جملة مفيدة تامة المعنى يفهم القريب والبعيد والقاصي ...أقول لما هذا التحريم ولما لتحرم الخمور المنتشرة في شمال وجنوب وشرق مدينتي حفظها الله من كل مكروه ؟؟؟؟ لما لا يحرم الزنا الذي انتشر في دور العلم والثقافة وفي الأحياء والأزقة؟ لما لا تحرم المهلوسات والحشائش بأنواعها لما ليحرم الربا الذي حاربه الله ورسوله حربا شديدة لما لت حرم الرشوة ؟؟؟ لما لا يحرم اغتصاب حقوق الناس بالبهتان والافتراء والكذب والزور ؟ ولما لايحرم الغش الذي انتشر انتشار الهشيم في النار ولويل لإمة تغش في الامتحانات وفي كل مجالات الحياة ....ولما تحريم المظاهرات ضد الظلم والظالمين ؟ هل هؤلاء الحكام سكتوا عن الذوذ والدفاع عن الأمة وتركوا الغارب على االنابل هم ولاة أمور ؟ أترك الإجابة لمن أراد أن يجيب ويقنع الأمة المنقسمة التي لا يؤمن بعضها البعض أحزابا وشيعا وفرقا ومن فرقها ؟ هم أنصار الحريات والديمقراطية المزعومة ؟ أبوبكر شرق الجزائر

شريف فتحى جامع يقول...

السلام عليكم أخى الحبيب و رحمة الله و بركاتة ...
الحقيقة أننى حينما قرأت ما كتبتة فى موضوعك الشيق الشائك تخيلت و دار بخيالى أننى حينما أكتب على اليوتيوب مثلا مقتل سعيد بن جبير و يخرج على فيديو لرجل يقف بين مجموعة من الأفراد و يقف أمامة شخص غليظ المنظر فضلا عن القلب و يأمر رجلا علية علامات التوحش وهو أقرب للوحوش منة للأدميين يأمرة فيأتى برجل تبدو علية علامات العلم و الصرامة و الحق و يقول لة أو يدور بينهم مثل هذا الحوار :
يا هذا ما قولك فى الحجاج
سعيد : أبرأ من الطغاة فى الدنيا و أمام رب العالمين
الرجل : إذا أنت تصفة بالطغيان
سعيد : الطغيان يا هذا وصف لأفعال و أقوال معلومة أما من تعدت أفعالة صفة الطغيان فإنة لا يوصف بالطغيان فالطغيان منة يبرأ لشدة فعلة و بطشة الذى تعداة وصفا و فعلا
الرجل يستشيط غضبا : أتقول هذا فى و لى أمرك يا هذا أين علمك و أين فقهك الذى أمرك بطاعة ولى الأمر
سعيد ثابتا ضاحكا :و هل إعتبر ولى أمرك هذا لما تقولة من العلم و الفقة الذى أمر بالعدل و إجتناب الظلم و قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق و أكل مال الناس بالباطل يا هذا مولاك يستحى الشيطان من فعلة و يبرأ منة الطغيان لشدة أفعالة المجرمة
الرجل يصيح : يكفى هذا الهراء يا سياف إتنى برأس هذا الرجل .......... يأتى السياف و يقطع رأس هذا الشيخ و يقف الشيخ رافضا أن تعصب عينية يقف شامخا مواجها سيف الحجاج فى شجاعة تحسدها علية أسود و نمور يقف ليعلن أن هذا موقف لا يقفة إلا كل شريف حر إحتمل على عاتقة قول الحق و تبنى فعل الحق لقى حتفة ليلقى الله فى الحق و ليكون خزيا و خذلانا و عارا على كل من سن سنة الطغيان فى الأرض ....
سيدى ليت اليوتيوب يأتينا بالحجاج و بما قلت كانت حياتنا تغيرت و أصبح كل ما هو راسخ كالجبال أسرع مرورا من السحاب
تحياتى و تقديرى لك و إحترامى

إرسال تعليق